صراع أمراء نجد ـ الأسباب والتداعيات

كثيرا ما سمعنا عبر وسائل الإعلام عن خلافات بين أمراء ألـ سعود وأنها تطورت بعد قيام الملك سلمان بعزل شقيقه الامير مقرن من ولاية العهد وتعين الامير محمد بن نايف وليا للعهد وابنه محمد ولي لولي العهد، موجها بذلك ضربة موجعه لإبن الملك الراحل الأمير متعب الحالم بالوصول إلى عرش المملكة عبر تحالفات رتبها مع أبيه ومع كبار رجالات الدولة على رأسهم كل من الأمير الراحل بندر بن سلطان ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري الذي عزله الملك فور توليه الحكم ومع أن هذه الخلافات لا تهمنا ولا ما يقال عن الملك سلمان أنه بتعيناته الجديدة وجه ضربه موجعة للمعسكر الثلاثي “متعب–بندر–التويجري” إلا أن خلافات أمراء الـ سعود اليوم تذكرنا بخلافات أمراء آلـ الأحمر ” صالح ـ ومحسن ـ وحميد” خاصة وأن خلافات مراهقي آلـ سعود اليوم لها إمتداد لصراع كبير يتجاوز هؤلاء الأقزام بين الثورة الشعبية في اليمن وبين الولايات المتحدة الأمريكية وكيف نقلت الأخيرة خلافات أمراء ألـ الأحمر في اليمن إلى أمراء ألـ سعود بعد نجاح الثورة اليمنية في اسقاط الوصاية والهيمنة الأمريكية عن اليمن.

وهذا ما بات واضحا لمن يتابع الشأن السعودي وكيف شهدت واشنطن زيارات مكثفة لأمراء آل سعود المتنافسين على السلطة قبل أسابيع من موت الملك عبد الله وعلى الرغم من فوز الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان بود أمريكا ونصيب الأسد من السلطة بعد أن أصبح الأول وليا للعهد والثاني ولي لولي العهد ووزيرا للدفاع ورئيس المجلس الملكي والمستشار الخاص للملك إلا أن الولايات المتحدة أبقت منافسهم الأمير متعب بن عبدالله على رأس أكبر قوة عسكرية في المملكة لتضمن بذلك ولائه من جهة ومن جهة أخرى يكون ورقة ضغط على الأميرين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف في حال تخلفا عن التزاماتهما بالعدوان على الشعب اليمني والقضاء على ثورته المباركة التي استطاعت دون غيرها من ثورات الربيع العربي أن تسقط الوصاية والهيمنة الأمريكية تماما مثلما كانت تستخدم علي محسن وفرقته والإخوان ورقة ضغط وكبديل لنظام صالح في حال توقفه عن محاربة الثورة اليمنية وهي لا تزال في مهدها قبل عشر سنوات.

ومن يلحظ قيام الملك سلمان بإصدار مرسوم ملكي بنشر قوات الحرس الوطني الذي يرأسها متعب بن عبدالله على الحدود اليمنية يدرك أنه جاء تلبية لرغبة محمد بن سلمان ومحمد بن نايف الهادفة إلى توريط الأمير متعب في حرب مع الشعب اليمني لا يستبعدون أن يخرج منها خاسرا وبالتالي يسهل عليهم الإطاحة به من على رأس قوات الحرس الوطني مثلما أطيح بوزير الدفاع خالد بن سلمان بعد فشله في الحرب السادسة هكذا يتنافس الأمراء المراهقين على الملك غير مدركين أنهم بعدوانهم على اليمن أطلقوا على ملكهم في بلاد نجد والحجاز رصاصة الرحمة إن لم يكن على يد اليمنيين فعلى يد حليفتهم أمريكا التي تغذي صراعاتهم وتستفيد منها في العدوان على اليمن بدافع إنتقامي من الشعب اليمني الرافض لوصايتها على بلاده بالإضافة إلى محاولة عزل السعودية عن محيطها العربي والاسلامي كخطوة أولى لما تخطط له في المستقبل من احتلال المملكة باسم استئصال جذور ما يسمى الإرهاب وهذا ما بات واضحا من نشر الصحف الغربية اليوم مئات الوثائق التي تدين السعودية وتثبت تورطها في دعم وتمويل القاعدة وداعش وكل التنظيمات المتطرفة في العالم.

قد يعجبك ايضا