خطاب تاريخي لقائد الثورة الشعبية ..
موقع أنصار الله || مقالات || علي القحوم
في مناسبة هامة يحتفي بها الشعب اليمني بشكل متميز .. أطل علينا قائد الثورة الشعبية سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في خطاب تاريخي بكل المقاييس .. تضمن تساؤلات محورية وإجابات واقعية من حيث إيجابياتها أو نواقصها .. كما تضمن مخططا حكيما للمرحلة القادمة قوامها تحصين وتثمين المكتسبات وتصحيح العثرات ..
وبعيدا عن قراءة الجسد والإشارات والحديث عن المناسبة .. ولكي لا يكون هناك إسهاب سنتوقف قليلا لنتحدث عن الصدق والوفاء والوضوح التي هي من مميزات القائد .. فهي صفة متلازمة لا تفارقة ابدا كيف لا وهو من صدق مع شعبة وانتهج معهم مبدأ الشفافية والوضوح .. وهذا ما جعل الشعب يبادله الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق .. وقد ترجم هذا في الحضور الجماهيري الغير مسبوق في ساحات الاحتفال بصنعاء والحديدة وصعدة وذمار وأب وتعز والجوف .. والذي كان رسالة بحد ذاتها للأمريكي وادواته ان هنا شعب وهنا إرادة .. لايمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها او الحلم فقط في تنفذ مشاريع التقسيم والتجزئة فهذا هو المستحيل بعينه ..
وهو ليس كذلك وحسب مع شعبه بل الصدق له سجية يتعامل بها حتى مع العدو ولذلك العدو يحمل كل شيء ينطلق من القائد على محمل الجد ويحسب له الف حساب .. فهؤلاء القادة تبحر سفنهم عباب التاريخ والجغرافيا
من اجل معرفة مجريات الاحداث وانعكاساتها بما تتضمنه معادلات وعوامل هم من يصنعونها وهم في نفس الوقت من يحدد المسارات التي تفضي الى تحقيقها وكيفية نجاحها ..
كما أن سماحة السيد حفظه الله رسم خارطة طريق ارتكازها أمرين لا ثالث لهما .. الاول نحن متمسكون بحقنا في الدفاع عن بلدنا .. وذلك للحفاظ على حريتنا واستقلالنا مهما طال امد العدوان .. وفي نفس الوقت نؤكد جهوزيتنا للسلام لا الاستسلام .. ولهذا اليد ممدودة للسلام والأخرى قابضة على الزناد .. وها نحن في العام الرابع من العدوان ماذا جنيتم غير الخيبة والخسران .. فان اردتم سلما فنحن جاهزون وان اردتم استمرارا العدوان .. فنحن ايضا جاهزون خياراتنا مفتوحة واعتمادنا على الله .. لن نكل ولن نمل ولن توهن عزائمنا مادام وغايتنا الحرية والاستقلال وهذا خيار لا مناص منه ولا تنازل عنه ابدا ابدا ..
وبالتالي في موازين القوى يدرك العدو ان اليمن بات قويا اكثر من ذي قبل .. بل يفوق ذلك الى وصولة الى امتلاك سلاح كاسر للتوازن .. وهذا بفضل الله وفضل العقول اليمنية التي صنعت وطورت وابتكرت رغم الحصار المفروض على البلد برا وبحرا وجوًا .. إلا انها اجتازت كل الصعاب وتخطت كل المراحل .. وبات هذا السلاح يشكل هاجس خوف لدى الامريكي والاسرائيلي وادواتهم القذرة من النظام السعودي والإماراتي ..
وهنا نقول لمن يرى انه ذكيا ويقف موقف المتفرج على مبادئة تنهار ومرتكزاته تهدم .. وهو لا يبالي هذا ليس ذكاء بل هو الغباء بحد ذاته .. والموقف الصحيح الذي يتحرك الجميع فيه هو الأخذ بأسباب القوة والإعداد بالتزامن مع الصبر والتحمل فالمعركة معركة وعي وعلينا ان نفهم ذلك ..
في المقابل شمل الخطاب رؤية واضحة على المستوى الداخلي والخارجي .. والوضوح فيها يسهم في اتخاذ المواقف التي لا يؤثر عليها لا البعد الاستراتيجي أو البعد الايدولوجي .. سيما والرؤية نابعة من عمق المشروع الذي نتحرك فيه بأفق واسع دون تقوقع او قيود مؤطرة .. فتارة يستعرض سماحته تاريخ الامة وأخرى يحاكي الواقع التي تعيشه اليوم بعد عرض المخاطر والتهديدات والإمكانات .. هنا يجب الوقاية في تحصين الرؤية والمحافظة على التوازن قبالة عدو لا يكترث بأي أعراف إنسانية ..
وبالتالي رغم المعاناة رغم الجراح سماحة السيد يؤكد التمسك بالقضايا الكبرى .. والوقوف جنبا الى جنب مع المقاومة الفلسطينية .. سيما في خضم العواصف العاتية التي اجتاحت المنطقة لتفرض واقعا استعماريا جديدا ومخلفة كوارث إنسانية مفجعة .. ولهذا سماحة السيد دائما يصوب البوصلة صوب القدس (فلسطين )والذي تمثل القضية الاولى والمركزية .. فهي تمثل منطلق لتوحيد الامة وارتكاز للمشروع الوحدوي للامة جمعاء .. فالتطبيع مرفوض وزمن بيع الاوطان قد ولى .. والقدس فلسطين ستظل عربية عربية إسلامية مهما حاول الإعراب بيعها في المزاد العالمي ..