مجزرة القطيف تمر بتعتيم إعلامي فيما ينهمك العالم بهروب شابة سعودية
موقع أنصار الله – السعودية – 4جمادى الأولى1440هـ
لم تنل قضية حصار ومداهمة بلدة “أم الحمام” بالقطيف من قبل القوات السعودية، الرواج نفسه الذي حظيت به قضية هروب الفتاة السعودية رهف محمد القنون التي احتُجزت في بانكوك التايلاندية أثناء رحلتها إلى أستراليا لتقديم طلب اللجوء الإنساني ما استدعى تدخل الأمم المتحدة. رغم ذلك علق نشطاء على الواقعة، مستنكرين لجوء السلطات السعودية باستمرار إلى مثل هذه المداهمات التي تتم بحجة البحث عن مطلوبين.
وقال مدير معهد شؤون الخليج بواشنطن الناشط علي الأحمد، إن “النظام السعودي يقتل المواطنين الشيعة تحت ذريعة الإرهاب، بينما يقوم بدعم تنظيمات داعش الإرهابي حول العالم”. واعتبر الأحمد أن “النظام يواجه اتهامات وردود فعل عنيفة من قبل وسائل الإعلام الدولية على خلفية قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي وقضية الفتاة السعودية الهاربة إلى تايلاند، والآن قام بقتل الشيعة بحجة أنهم إرهابيون، حتى تغيب التغطية الإخبارية من وسائل الإعلام الدولية عنهم”. وطالب وسائل الإعلام بـ”عدم التعاطي مع المنطق الطائفي الذي يستخدمه إعلام النظام السعودي”.
ورأى الكاتب والباحث فؤاد إبراهيم، أن النظام بلجوئه إلى استعمال القوة يدرك أن مصيره على المحك، وقال: “استشهاد خمسة شباب واعتقال شابين من أم الحمام في محافظة القطيف على يد قوات المنشار.. مملكة الإرهاب تعيث قتلا وفسادا وتضرب بجنون كالذي يدرك أن مصيره عالمحك ويريد إثبات أنه يملك قوة الحسم”، وأضاف: “يوغل في الخطأ وبعجل في الفوضى القادمة”. وأضاف إبراهيم أن “النظام السعودي قد فقد مصادر مشروعيته التقليدية (الدين والمنجز التاريخي والإنجاز الاقتصادي) وبقيت مشروعية القوة وهي غالبا ما تكون بداية نهاية الدول”، حد تعبيره.
ومن البحرين أصدر تيار الوفاء الإسلامي بيانا ندد فيه “مجزرة العصابة السعودية بحق أهالي منطقة أم الحمام” بحسب البيان، مضيفا أن “النظام السعودي بأنه يصر على الإيغال في الدماء وينحدر نحو السقوط”. وعلق رئيس المكتب السياسي لتكتل المعارضة في بريطانيا علي الفايز، على المجزرة بقوله: “هذا الاستخدام المجنون للقوة ضد شعب الجزيرة العربية ليس دليلا إلا على الضعف الذي يصارع الانهيار القادم”. واعتبر الفايز أن “من يفعل ذلك في اليمن والبحرين والقطيف ليس بشرا أبداً، هو جبان وبلا أي أخلاق”.
وداهمت قوات سعودية تابعة لأمن الدولة بلدتي أم الحمام والجش تحت ذريعة البحث عن مطلوبين، وسقط إثر ذلك 5 شهداء وأصيب آخرون بجروح، وجرت أنباء عن اعتقال اثنين، وانسحب القوات بعد حصار استمر لأكثر من 11 ساعة منذ صباح الاثنين وحتى الثامنة والنصف مساء. وجاءت هذه الواقعة ضد أهالي القطيف متزامنة مع إحياء ذكرى إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر في أنحاء عدة من العالم، والذي أعدمته السلطات في الثاني من يناير/كانون الثاني 2016.
المصدر: يونيوز