لماذا قصف الغزاةُ والمرتزِقة صوامعَ الغلال بالحديدة؟!
موقع أنصار الله – الحديدة – 21 جَمْادَى الأُولى1440هـ
تتوالى فضائحُ الغزاة والمرتزِقة في مختلف محافظات الجمهورية وآخرُها استهدافُ أكبر منشأة اقتصادية في الحديدة والتي تضُمُّ غذاءَ الآلاف من المواطنين الجوعى جراء العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الغاشم والحصار الجائر منذ ما يقاربُ أربعة أعوام.
ففي ظل الانتهاكات المتواصِلةِ لاتّفاق السويد الذي ينُصُّ على وقفِ إطلاق النار بمحافظة الحديدة وانسحاب قوى الغزو والاحتلال من تخومِ المحافظة المنكوبة إلا أن جحافلَ العدوان تعملُ على تدمير واستهداف أبرز المنشآت الاقتصادية ومنازل المواطنين؛ بهدفِ تهجير أكبر عدد منهم وذلك تحت غطاء وتواطئ رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة الجنرال باتريك كاميرت الذي تعرض بنفسة لحادث استهداف من قبل الغزاة والمرتزِقة ورغم ذلك قال إنه يجهلُ الجهةَ التي أطلقت عليه النار، الأمر الذي اعتبره رئيسُ اللجنة الثورية العليا محمد على الحوثي دليلاً واضحاً على تدنّي خبرته أو ارتباكه، وهو ما يشكّكُ في دقة تقارير الفريق المرفوعة لمجلس الأمن، أو أن يكونَ الإعلانُ للتستر على نيران دول العدوان ومرتزِقته – وهوالراجح – فيثبت عدم حياديته”.
وفي جديد الجرائم والخروقات لاتّفاق السويد استهدفت قوى العدوان ومرتزِقته مطاحن البحر الأحمر بقصفٍ مدفعي، ما أدى إلى تضرر ونشوب حريق في صومعتين، في جريمة حرب جديدة لكنها لم تحرك ساكناً لدى المجتمع الدولي والمنظمات الإنْسَانية التي تدّعي حماية حقوق الإنْسَان!.
وتفيدُ تقاريرُ ميدانيةٌ بأن الغزاةَ والمرتزِقة لم يُقْدِموا على هذه الجريمة إلى بعد أن قاموا بسرقة كميات كبيرة من القمح التي كانت في صوامع الغلال بالمطاحن المستهدفة خصوصاً بعد أن ذكرت مصادرُ صحفيةٌ أنه تم الاتّفاقُ على إنزال فريق دولي للتحقّق من جهوزيته المطاحن لاستقبال القاطرات التي ستنقلُ الموادَ الغذائية لمستحقيها، الأمر الذي سوف يكشفُ عملياتِ النهب والسرق التي تعرضت لها من قبل الغزاة والمرتزِقة فأقدموا على إحراقها لإخفاء الحقيقة.
وليست هذه السرقة الأولى التي يتم التسترُ عليها بهذه الطريقة الإجرامية، فعشرات المرات تعرضت مخازنُ ومستودعاتُ الغداء والأسلحة للسرقة منذ الأعوام الماضية ومن قبل زعماء الفساد الذي يعيشون الآن في فنادق الرياض وما حدث في مخازن الأسلحة في عهد النظام السابق في منطقة الحفاء والصُّباحة حين سُرقت وقبل أن يُنكشف الجناةُ قاموا بتفجيرها لإخفاء الأدلة، فهؤلاء لا يزالون يمارسون هذه الأعمالَ القبيحةَ حتى الآن.
الناطقُ الرسمي لحكومة الإنقاذ الوطني ضيف الله الشامي علّق على هذه الجريمة بالقول: “لا تعدم الخرقاء من علّة” سارع المدعو معمر الارياني للتغطية على جريمة استهداف دول تحالف العدوان مطاحن البحر الأحمر في الحديدة بتوجيه التهم للضحية بإحراقها.. وليس غريباً عليه هذا الافتراء فالعمل بالأجر اليومي مع أسيادهم من الغزاة والمحتلين هو ستر فضائحهم ولو على حساب كرامتهم إن وجدت”.
أما عضو الوفد الوطني المفاوض سليم المغلس اعتبر أن إحراق مطاحن البحر الأحمر من قبل تحالف العدوان قبل وصول كاميرت بيوم يأتي بهدفِ عرقلة دخول الفريق الأُممي إلى المطاحن للتحقق من جهوزيتها لاستقبال قاطرات النقل، وفقاً لما تم الاتّفاق عليه بين الطرفين بناءً على مبادرة الفريق الوطني في لجنة التنسيق التي تقضي بفتح الطرقات من وإلى المطاحن وتوزيع المواد لمستحقيها.
نائبُ وزير الخارجية حسين العزي أشار إلى أن ما حدث في مطاحن البحر الأحمر يعكس قبح المرتزِقة وبشاعة معسكر العدوان قائلاً: “الأقبح من ذلك هو الخطاب التضليلي الذي يحاول العدو ترويجَه حول الموضوع لكنه ينسى أن غباءَه يفضحُه وأن الناسَ لن يجدوا لهذا الفعل الإجرامي أية سابقة إلا في سلوكه فقط.. وينسى أننا نحن من طرح مبادرة فتح الطريق إلى المطاحن”.
وفي ظل هذا التصعيد الكبير لمرتزِقة العدوان والهادف إلى إعاقة تنفيذ مخرجات اتّفاقات السويد الذي لو تم تنفيذُه وتحقق السلام والاستقرار سيحرمهم من استلام المخصّصات المالية والاعتمادات العينية من دول العدوان وبالتالي يفضّلون كعملاء أن تستمر الأوضاع بل وتتدهور أكثر لاستمرار وزيادة حصصهم وحصيلتهم من الأموال لقاءَ تآمرهم على بلدهم وشعبهم.