لقد سقطنا في فخ نصر الله!
وشهد شاهد من أهله، هي لم تكن المرة الأولى التي أكد ويؤكد فيها القادة الصهاينة على صدق وأمانة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في جميع الوعود والتهديدات التي يطلقها خلال خطاباته الموجهة للكيان الإسرائيلي. ليأتي يوم أمس أيضاً ليؤكد المؤكد مرة أخرى، وهذه المرة عبر وثائقي بثته قناة “كان” العبرية تناولت فيه شخصية السيد حسن نصرالله مستعرضة آراء لمجموعة من الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين، فيجمعون أنه يمتلك كفاءة خاصة ولا يمكن الاستخفاف به لأنه يمثل التهديد الأكبر على “إسرائيل”.
ومما جاء في الوثائقي أكد الخبراء الصهاينة على مجموعة نقاط حول شخصية السيد حسن وأجمعوا على الآتي:
– لم يكن لدينا معلومات عن نصر الله الذي حول حزبه إلى القصة الأكثر نجاحاً، واختار الكفاءات وكان مميزاً في التعامل مع مقاتليه.
– نصر الله عمل على بناء مجتمع شيعي قوي وأوصله إلى مكان غير مسبوق.
– نصر الله لديه معلومات جيدة عنا، وقد درس عن القيادة الإسرائيلية وتاريخ “إسرائيل” ولم يكن هناك من عرف “إسرائيل” من العرب مثلما عرفها نصرالله.
– نصر الله ليس زعيماً أرسل ابنه للجامعات الأجنبية إنما أرسله إلى ميدان القتال.
– نصر الله ظهر في العام ٢٠٠٠ أمام العرب، كمن طرد الاحتلال من أرضه وكان بذلك المنتصر الأكبر.
– نصر الله ابتدع الكثير من الأساليب الإعلامية في نشر مشاهد القتال ولم يصل أي تنظيم إلى المستوى الذي وصل إليه حزب الله في هذا المجال.
واستعرض مخرج البرنامج رأي رئيس حكومة العدو الإسرائيلي السابق “إيهود أولمرت” في الوثائقي حيث قال الأخير إننا سقطنا بفخ نصر الله الإعلامي وقد أخطأنا ببث خطاباته أثناء الحرب ٢٠٠٦ وكأنه وزير خارجيتنا ورئيس حكومتنا ما سمح له بزرع الشك لدينا، كما أن طريقة الانسحاب المرتبكة والمتخبطة من لبنان عام ٢٠٠٠ كانت أساس خطاب بيت العنكبوت الذي ألقاه نصر الله.
كما يقول الصحافي والمستشرق الإسرائيليّ داني روبينشتاين: “حسن نصر الله هو شخصيّة عظيمة، تشخص لها أبصار الفلسطينيين والشارع العربيّ، بدرجةٍ تفوق عبد الناصر في زمنه، عبد الناصر صمد في حرب حزيران ستة أيام، أمّا حسن نصر الله فقد حبس رُبع سكان إسرائيل في الملاجئ أكثر من أربعة أسابيع”.
ومن بين الأمثلة التي ضربها الوثائقي حول صدق الأمين العام ووفائه بوعوده هو ما قاله الأمين العام لحزب الله عن حيازة المقاومة لأشلاء لجنود إسرائيليين قتلوا في حرب تموز 2006، حيث أحدث هذا الكلام بلبلة كبيرة في صفوف قادة العدو وبين أهالي الجنود القتلى.
وفي هذا السياق يقول ممثل الجناح الأكثر تطرفاً في الليكود موشيه فيغلن إن السيد نصر الله أكثر صدقاً من الزعماء الإسرائيليين وأنا لا أخشى من القول إن الجمهور الإسرائيلي عموماً أدرك خلال حرب تموز أنه إذا كان هناك زعيم يمكن تصديقه في هذا الصراع فهو زعيم العدو نصرالله لا قادتنا.
أما الصحافي الصهيوني موتي كرشنباوم فيقول: “قد يفهم من كلامي أنني متطرف لكن لا بد من التأكيد أننا شاهدنا حسن نصرالله صاحب الشخصية التي تعبر عن إنسان متوازن بشكل غير عادي وعميق بفهمه وكبير في عقله وبإحاطته بالأمور والتطورات فهو إنسان منطقي وعقلاني ويمكن القول أيضاً أنه ربما كان صادقاً”.
ويشير اللواء إحتياط في جيش العدو الصهيوني “عوزي ديان”، إلى أن “الجمهور في إسرائيل يصدق كل ما يقوله (السيد) نصرالله، هو (السيد نصرالله) يفهم نفسيَّة الشعب في إسرائيل، وهو مطّلع على السياسة الإسرائيليَّة ويعرف كيف يميز بطريقة معمقة على وجه خاص الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، اكثر من ذلك، لديه إدراك عميق جداً لوسائل الإعلام الغربية وهو يعرف كيف يشغلها، مثل خطاب بيت العنكبوت، الذي احتل مكانة في النقاش الإسرائيلي”.
وأضاف “ديان”: إن “تهديد حزب الله لا يقتصر على الصواريخ التي تغطي كل دولة “إسرائيل”، لافتاً أن حزب الله يملك اليوم صواريخ بر-بحر لا تُعتبر في العالم كسلاح استراتيجي، لكن فيما يتعلق بـ “إسرائيل” هي سلاح استراتيجي جداً، هو سلاح يساعده في مهاجمة حقول الغاز “الإسرائيليَّة”.
ختاماً، يظهر لنا من خلال هذه التصريحات الإسرائيلية مدى الخوف الذي يعيشه الكيان وسكانه من رجل اسمه حسن نصرالله، ونقول لهم إن للسيد رجال لا يهابون الموت، قد وضعوا من الصلاة في القدس هدفاً نصب أعينهم، وهم على استعداد للتضحية بأنفسهم وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق ذلك، فمن منّا لا تنعشه نشوة الانتصار على العدو الإسرائيلي، ولا يدغدغه حلم تحرير فلسطين.