محافظ صعدة : المحافظة تسير نحو كارثة إنسانية في حال استمرار العدوان والحصار
قال محافظ صعدة محمد جابر عوض إن المحافظة تعاني من وضع مأساوي وتسير نحو كارثة إنسانية في حال استمرار العدوان والحصار السافر.
واعتبر محافظ صعدة في حوار مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استهداف العدوان لكل المنشآت الحيوية ومقومات حياة المواطن بالمحافظة خرق صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية.
واشار إلى أن صعدة باتت معزولة تماماً نتيجة استهداف العدوان لكل شيء فيها بما في ذلك الجسور التي تربطها بالمحافظات الأخرى وشبكات الاتصالات .
ورحب عوض بإشهار وثيقة الشرف القبلية قائلاً : إنها تعتبر موقفاً وطنياً مشرفاً للقبائل اليمنية الاصيلة التي لم تفسدها السياسة والأموال الأجنبية ” .. مؤكداً أن أبناء محافظة صعدة سيوقعون عليها بدمائهم .
وعن الحملة الشعبية للمطالبة برفع الحصار قال المحافظ ” إنه عمل شريف وعظيم ” .. داعياً كافة أبناء اليمن إلى المشاركة الفاعلة في الحملة .
وناشد محافظ صعده دول وشعوب العالم الإسلامي إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومظلوميته التي يتعرض لها والعمل على رفع الحصار ووقف العدوان .
وفيما يلي نص الحوار :
ـ أعلنتم صعدة منطقة منكوبة بعد مرور وقت قصير من العدوان نتيجة الاستهداف المكثف لها كيف صعدة الآن ؟
المحافظ : العدوان استهدف كل شي في محافظة صعدة بلا إستثناء ، بل اعلنها منطقة عسكرية وهذا مخالف لكل القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية والكل يعرف ماذا يعني منطقة عسكرية .. رغم هذا العدوان وبشاعته والتدمير الممنهج للمحافظة لا زالت صعدة صامدة بصمود ابناءها الاحرار،، ولا يزال أغلبهم في مناطقهم وبين مزارعهم وفي قراهم رغم حجم الاستهداف والحصار والمعاناة في تلك المناطق .
– هل لا زال القصف الجوي مكثف على صعدة ، وهل هناك شيء استثناه العدوان ؟
المحافظ : القصف على صعدة ليس جوي فحسب بل هناك استهداف بالصواريخ والمدفعية ، فراجمات الصواريخ تستهدف كل المديريات الحدودية ، كما أن العدوان استخدم الاسلحة المحرمة دوليا ( العنقودية والإنشطارية والسامة ) كما وثقته العديد من المنظمات الدولية منها ( هيومن رايتس ووتش) وسبق وذكرنا ان العدوان اعلن صعدة منطقة عسكرية فهو بذلك لم يستثن منها شيئا شجرها وحجرها الإنسان والحيوان ، فهو لا يراها مناطق مدنية بل يراها في نظره اهداف عسكرية رغم مدنيتها ويعتقد أن له الحق باستهداف كل شبر فيها بعد إعلانها كذلك .
– مدير مكتب الصحة بالمحافظة قال إن الوضع مأساوي بالمحافظة والأدوية اشرفت على النفاد ، ماصحة ذلك ؟
المحافظ : الوضع الصحي في اليمن بشكل عام سئ للغاية وصعدة ليست مستثنى من اليمن ، لكن وضعها اشد مأساوية في الجانب الصحي مقارنة مع بقية المحافظات ، والعدوان استهداف المستشفيات والمرافق الصحية بجميعها ، أضف إلى ذلك كثرة الجرحى من جراء استهدافهم للاسواق والقرى والمنازل والاماكن العامة والمدنية ، ولا تنسى أنه ضرب الجسور المؤدية إلى صعدة وبعض ناقلات المواد والمستلزمات الطبية ، ما شكل عائقاً كبيراً وخلق وضعاً مأساوياً في المحافظة رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها القطاع الصحي بالمحافظة وبعض المنظمات الخيرة .
– أكثر من ثلاثين مشفى ومركز ووحدة صحية استهدفها العدوان بالمحافظة ـ حسب تصريح مدير مكتب الصحة ـ ما مستوى التأثر في القطاع الصحي بعد مرورة ستة اشهر من العدوان ؟
المحافظ : بالنسبة للمقاييس العالمية للمستوي الصحي فانه سيئ الى ابعد مستوي ولكن لازال هناك مستشفي واحد يعمل في مركز المحافظة وينقصه الكثير جداً من الادوية والمستلزمات الطبية ، اما بالنسبة للمديريات فالصحة شبة معدومة فيها نتيجة الاستهداف المتعمد للمراكز والوحدات الصحية وحتى الصيدليات الخاصة تم استهدافها .
– المواد الغذائية والمحروقات بعد قصف الجسور المؤدية إلى المحافظة ، هل لازالت تصل المحافظة بالكميات اللازمة ؟
المحافظ : اولا بالنسبة للكميات اللازمة من المواد الغذائية فهي لا تصل الى اليمن ككل نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه دول تحالف العدوان الغاشم ، ولكن صعدة تعاني جداً وبشدة أكبر من أي محافظة وقد بلغت اسعار المواد الغذائية مستويات قياسية بالنسبة لغيرها من المحافظات ، بالرغم ان هذه جريمة ومخالفة صارخة لحقوق الانسان المنصوص عليها لكن العدوان ضرب بكل شي عرض الحائط ، كما انه يستهداف السيارات والناقلات المؤدية بين المحافظة والمديريات .
– هل نستطيع القول أن صعدة تسير نحو كارثة إنسانية بسبب انعدام المشتقات النفطية والأدوية واستهداف مقومات حياة المواطن فيها ؟
المحافظ : بالنسبة لهذه الامكانيات ،نعم، هي تسير نحو كارثة بل لقد تخطت الكارثة ولكن ما نستطيع تأكيده هنا هو أن التعاون والتكاتف والتراحم بين ابناء صعدة هو من انقذ صعدة من الهاوية التي حفرها لها العدوان بحصاره وبضربه لمخازن ولناقلات النفط والمواد الغذائية والجسور والطرقات والمحطات النفطية ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات .
– هناك حالة نزوح من المحافظة ، هل لديكم آلية لمتابعة النازحين وتدبر أحوالهم ؟
المحافظ : هناك حالة نزوح من كثير من المحافظات اليمنية لكن بعد اعلان العدوان المحافظة منطقة عسكرية نزح الكثير من الاسر وبقي الكثير وقد قمنا بتشكيل لجنة خاصة بمساعدة النازحين من المحافظة ، لكننا نعاني من عدم قيام المنظمات الدولية بمسؤليتها تجاه مئات الأسر ـ إن لم تكن آلاف ـ النازحة .
– قبل العدوان كان هناك منظمات عديدة في المحافظة ، هل لا زالت الآن وهل تقدم خدمات للمواطن في صعدة؟
المحافظ : العدوان اعلن صعدة منطقة عسكرية رغم مئات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون كل شبر فيها وكذلك استهدف مخازن المنظمات العامله في صعدة كـ( الصليب الاحمر.. اوكسفام) مما اضطرت تلك المنظمات الى مغادرة المحافظة ، لكن بقي هناك عدة منظمات تعمل في مجال الصحة ،ورغم هذا فان التحديات اكبر مما تقدمه المنظمات ونحن ندعوا كل المنظمات للقيام بواجبها في المحافظة بشكل خاص وفي اليمن بشكل عام .
– نعرف جميعاً حجم الاستهداف للمديريات الحدودية وكثافته ، كيف يعيش المواطن في تلك المديريات وهل تصله المواد الغذائية والمحروقات اللازمة لحياته ؟
المحافظ : بالنسبة للمناطق الحدودية يعيش اهلها عزلة تامة عن العالم وحياة مأساوية ، فلا ماء ولا ادوية ولا مواد غذائية ولا شيئ من مقومات الحياة البسيطة ، وكلما حاولنا إيصال شيء إلى تلك المناطق يستهدفه الطيران قبل ان يصل أو حال وصوله مباشرة .
– سوق أل مقنع بمنبه ، سوق شعاره برازح ، سوق بني بحر ، سوق آل فاضل ومران بحيدان ، سوق المهاذر ، برأيك لماذا يتعمد العدوان استهداف الأسواق ؟
المحافظ : الاسواق هي تعبير صادق عن نبض الحياة وعن ارداة الحياة واستمرارية الحياة ، ومن اهداف العدوان هو قتل هذه الحياة فهو يقتل الناس في الاسواق ويقتل اقتصادهم ومصالحهم ومقومات حياتهم وسبل معيشتهم لكي يقضي علي الحياة تماما والملحظ في الآونة الأخرية أن العدو السعودي وحلفائه يبحثون عن اكبر عدد من المجازر في الاسواق والاعراس وتجمعات المواطنين وغيرها.
– كيف تفسرون صمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية تجاه ما يحدث في اليمن من أكثر من ستة أشهر ؟
المحافظ : اولاً دول الاستكبار العالمي هي متورطة في العدوان علينا فامريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا قد اعلنت مشاركتها في العدوان حتى وان لم يكن الا بالدعم اللوجستي ، ولو تتذكر معي كان اعلان الحرب من واشنطن ولم يكن من الرياض ، وما نلاحظه الآن أن صمت المجتمع الدولي بدأ ينفد وذلك بسبب كثرة المجازر التي يرتكبها العدوان ليلاً ونهارا وطول امد الحرب ايضاً ، فمثلا تقارير هيومن رايتس ووتش والتقرير الاخير لمنظمة العدل الدولية يدل على ذلك .
صحيح انه غير كاف ولكن هذا افضل من الصمت الذي كان سائداً في الاشهر الاولي من الحرب ولازال في أغلب الدول والمنظمات وللأسف الشديد .
– كيف ترون صمود الشعب اليمني طوال ستة أشهر من العدوان والحصار الغاشم ؟
المحافظ : مايبديه الشعب اليمني من صمود وتحدي وثبات وصبر وإرادة قوية امام غطرسة العدوان الهمجي والبربري وحصاره يعد معجزة العصر.
– تم إشهار الحملة المليونية للتوقيع على وثيقة الشرف القبلية في عدة محافظات .. كيف ترى الحملة ؟ وهل ستتمكن قبائل صعدة من المشاركة في التوقيع عليها ؟
المحافظ : بالنسبة لوثيقة الشرف القبلية نرى فيها موقف وطني مشرف للقبائل اليمنية الاصيلة التي لم تفسدها السياسة والأموال الأجنبية كبعض الاحزاب السياسية ، ونحن نبارك ونثمن وندعم أي شيء يصب في مصلحة الوطن ،وبخصوص مشاركة ابناء صعدة فهم يرحبون بها وسيوقعون عليها بدماءهم الزكية .
– هناك حملة شعبية للمطالبة برفع الحصار الخانق الذي تفرضه دول تحالف العدوان الإجرامية على الشعب اليمني .. ما رأيك بهذه الحملة ؟
المحافظ : أي عمل من شأنه تخفيف معاناة المواطن اليمني فهو عمل شريف وعظيم ونحن بدورنا ندعوا إلى المشاركة الكبيرة من كل الأطياف والمكونات داخل شعبنا اليمني وأيضاً من كل دول وشعوب العالم الإسلامي للوقوف مع الشعب اليمني وللمطالبة ليس بفك الحصار الخانق فحسب بل ايضاً بإيقاف العدوان الذي لا مبرر له وليس له هدف سوى القتل والتدمير ، ونحمل ايضاً المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ذات الصلة وعلى رأسها الأمم المتحدة المسؤولية كون اليمن بكله يتجه نحو كارثة إنسانية خطيرة سيكونوا هم من يتحمل مسؤوليتها نتيجة صمتهم وتخاذلهم وتواطؤهم ايضاً .
– هل من رسالة تودون إرسالها ؟
المحافظ : لنا رسالة انسانية لكل انسان حر وشريف لكل انسان يحس بمسؤليته تجاه انسان اليمن بشكل عام وانسان صعدة بشكل خاص وهي ان اليمن من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال يعاني من وضع انساني سيئ للغاية في اغلب مقومات الحياة ، ونحن نثمن ونبارك اي جهود سواء للمنظمات او لدول من شأنها تخفيف المعاناه الانسانية عن الشعب اليمني .. كما اننا نطالب كل احرار العالم لتحمل مسؤليتهم والعمل على ايجاد الحلول لفك الحصار عن اليمن برا وبحرا وجوا ونحمل المجتمع الدولي مسؤلية وتبعات الكوارث التي تحصل في اليمن نتيجة استمرار العدوان والحصار الظالم والغير مبرر على اليمن .