توشكا الباليستي بنسخته اليمانية
موقع أنصار الله || مقالات || اسماعيل المحاقري
إنجازات تعلو هامات اليمنيين والفعل كالعادة يسبق القول.. اليد الطولى للجيش واللجان الشعبية تترجم وعود قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بتطوير وتحديث القدرات العسكرية التي جدد التأكيد عليها في خطابه بمناسبة مرور أربع سنوات من الصمود في وجه العدوان، والجديد إزاحة الستار عن صاروخ باليستي يحاكي صواريخ توشكا الروسية تزامنا مع الذكرى الأولى لاستشهاد رئيس الشهداء صالح الصماد.
“بدر f” صاروخ باليستي جديد محلي الصنع يدخل خط المواجهة بخصائص لا تمتاز بدقة الإصابة العالية والمدى المتطور الذي يصل إلى 160كم وحسب، بل وبالفاعلية القوية والتأثير الناري على قوات مشاة العدو لانفجار هذا الطراز من الصواريخ ذات الرؤوس المتشظية “14 ألف شظية” قبل وصولها الأرض بمسافة عشرين مترا وفي حدود دائرة يتجاوز قطرها ثلاثمئة متر.
العام الخامس من الصمود هو عام تطوير قدرات وتقنيات عسكرية يمتلك اليمن منها ما لا يتوافر لدى السعودي والإماراتي بنفطهم وأموالهم وثرواتهم هذا ما أكده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وأثبتته الوقائع على امتداد مسرح العمليات، وقادم الأيام مليء بالمفاجآت يقول متحدث القوات المسلحة إن من حيث المخزون الاستراتيجي لهذه الصواريخ أو جديد منظوماتها التي لم يكشف عنها بعد في دلالة إضافية على تعاظم القدرات اليمنية بالشكل الذي غير موازين القوى وفرض بعدا آخر من أبعاد الردع بعد خمسة أعوام من الدفاع أمام ترسانة تسليح عالمية فشلت في تركيع الشعب اليمني وثنية عن إرادته في التحرر والإستقلال.
ويطابق صاروخ بدرf بعض تقنيات ومواصفات الصاروخ الروسي توشكا، ويتميز عنه بدقة إصابته والقدرة على المناورة في التجهيز والإطلاق لسهولة نقله والتحرك به لكسر التفوق الجوي وتعطيل أجهزة الرصد والتجسس التي يمتلكها العدو ولكونه يطلق من قاعدة إفرادية بسيطة تفتح بذلك خط انتاج جديدا لصواريخ نوعية تنشر الموت المحقق على كل من يقف في نطاق عملياتها.
وخاض الصاروخ الجديد ميدان التجربة بعمليات لم يتم الإعلان عنها وسط مجاميع المرتزقة والجنود السودانيين إذ حول أجساد الكثيرين منهم إلى أشلاء وسط حالة ذعر واسعة عمت أرجاء معسكرات سرعان ما هجرها مرتادوها تحسبا لضربات مماثلة تقضي على من تبقى من أدوات تعول السعودية عليهم كثيرا لحسم معاركها في اليمن.
وفي توقيت الإعلان عن منظومة بدر بجيلها الجديد والتي وضعت اليمن في قائمة الدول القليلة المنتجة للصواريخ الباليستية في الإقليم رسالة تكفي المعتدين لأن يجنحوا للسلام ويلتزموا بتنفيذ الاتفاقات التي ترعاها الأمم المتحدة بعيدا عن المكابرة والمقامرة والرهان على تفجير الأوضاع وتصعيد العمليات العسكرية لا سيما في الحديدة لأن ذلك معناه مزيد من التطوير والتصنيع وبالتالي اتساع مروحة الاهداف في عمق دول العدوان، وأما في المدلول الاستراتيجي فثمة رسالة ردع عابرة للحدود تعززها قدرات سلاح الجو المسير في الرصد والتوثيق ورفع الاحداثيات الدقيقة للمنشآت والقواعد العسكرية السعودية والإماراتية المستحدثة في سواحل اليمن وجزره وموانئه.
الرهانات الفاشلة والتقديرات الخاطئة لقدرة العقل اليمني على التطوير والإبداع واجتراح المعجزات كثمرة من ثمار الصمود في زمن الذل والهوان ستجعل قوى العدوان تعض على أناملها من الغيض والندم في المستقبل القريب عندما تعي أن عدوانها على اليمن أسهم في أن يتحول إلى بلد يطور وينتج القدرات العسكرية، ليتبوأ مقعداً له ـ إن شاء الله ـ وموقعاً متقدماً في المنطقة في هذا المجال.