الحج المسيس
موقع أنصار الله || مقالات || إكرام المحاقري
قيل انه ومنذ 1440 عام أرسل النبي محمد صلوات الله عليه واله الإمام علي عليه السلام، ليعلن آية البراء من اليهود والمشركين ، مؤذنا ومكبرا في أوساط الناس يوم الحج الأكبر بقوله سبحانه وتعالى{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ▪️فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين▪️وآذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فأن تبتم فهوا خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم}
فالمفهوم القرآني هو المفهوم الواضح الذي لا نظير له في مفهومه الواسع الذي يتطلب من المؤمنين وأقع عملي من آجل أن تتجلى هذه الآيات عملا فعالا في أرض الواقع ، الذي أصبح بالنسبة للمؤمنين وأقع مشبوه وشاذ عن توجيهات الله سبحانه وتعالى.
جاءت مناسبة الحج الأكبر الذي تعتبر بالنسبة للمسلمين مؤتمرا عالميا يجتمعون فيه من أقطار العالم بمختلف أطيافهم وفئاتهم والوانهم سواء العربي منهم والأعجمي، من آجل أن يمثلوا لأعداء الأمة الإسلامية مامعنى الأمة الواحدة التي كلمتها وخطها ونهجها وتوجهها وأهدافها واحد ، ظمن التوجيهات الإلهية الحكيمة في القرآن الكريم.
لكن !!وكأن مفهوم” الحج” الصحيح قد ضاع من أوساط المجتمع المسلم ، وأصبح “حج مسيس “يخدم القضية الصهيونية والتمدد الصهيوني في الشرق الأوسط وتسليمه المقدسات الإسلامية التي لم تعد الأمة الإسلامية تهتم بها ، ويستهدف لحمة الأمة الإسلامية وكلمتها الحرة التي تتركز على البراءة من اعداء الله في يوم الحج الأكبر.
والسبب في ذلك هو تمكن “المنهج الوهابي الذي هو في حقيقة الأمر “صنيعة صهيونية” من عقول المسلمين بل أنه حاز على مكانة كبيرة تقدر بنسبة 75% من عقول المسلمين ودجنها حيث أصبحت لاتميز بين الحق من الباطل ، فالتوجيهات الإلهية أصبحت بالنسبة لهم عجيبة وغريبة لايهتدون بها ولا ينقادون خلفها…
فيوم”الحج الأكبر” الذي من المفترض أن يعلن فيه المسلمين البراءة من أعداء الله ، أصبح وأقعه عكس ذلك !!فتوجه من يتحكمون “بالحج” هو توجه شيطاني مقيت ، أصبح الحج بالعملة الصعبة وأصبح من أستطاع إليه سبيلا شئ من المستحيل لبعض المسلمين والسبب في ذلك ارتفاع أسعار متطلبات “الحج” التي تمول ملوك” مملكة الضلال” ويسفكون بها دماء الشعب اليمني بجميع فئاته ، بأسلحة أمريكية فتاكة بجميع أنواعها المحرمة دوليا ، منها القنابل النيتروجينية والهيدروجينية والفراغية التي القاها العدوان على “جبل عطان” ومنطقة “نقم” في بداية العدوان.
ومن جهة آخرى ولو تأملنا في سياسة “خطبة يوم عرفة “وفي محتواها الخطير !! لن نجد فيها أي تحمل للمسؤلية التي قضاها الله سبحانه وتعالى، وليس فيها أي ثأر وغضب وصراخ من أجل المقدسات الإسلامية التي أحتلتها ودنستها اللوبية الصهيونية ولحالة العرب التي أصبحت في الحضيض نتيجة البعد عن الله سبحانه وتعالى.
لم نسمع في هذه الخطبة التي تتوجه لأذان المليارات من المسلمين بالتفرقة وتمزيق النسيج المجتمعي للأمة الإسلامية ، فهي تتركز على الخطاب الطائفي والمناطقي وتحرض ضد الفئة المسلمة التي أعلنت البراءة من اليهود والمشركين “كحزب الله ” وأنصار الله في اليمن” سوريا العراق ، وايران “، بدلآ من التحريض ضد “أمريكا و إسرائيل “كما وجه الله سبحانه وتعالى خاصة في الآية القرآنية التي وضحت للمسلمين الغاية الحقيقية من “الحج”
كما أنه من التسييس المعلن “للحج” هو ما يقوم به حكام مملكة الضلال السعودية من إقصاء مننهج لبعض الدول التي تختلف معهم سياسيا وفكريا، بعض الشخصيات المسلمة التي صنفتها أمريكا بأنها شخصيات إرهابية لانها لم تخضع للمشروع الصهيوني وترتضي بأمريكا رب تعبده من دون الله ، ومن جهة أخرى أصبحت مملكة الضلال تتخذ إجراءات تعسفية بحق الحجاج وتستهدفهم بالقتل كما حدث العام الماضي من قتل للحجاج بسقوط الرافعة بالحرم المكي وحادثة الاختناق للحجاج التي لم يوجد لها مبرر حتى اللحظة !!كما لا ننسى حادثة مجزرة تنومه التي اقتضت بقتل 3000 حاج يمني وما خفي كأن أعظم !!
فعجيب هو حال أمة تتوجه إلى الحج وهي لا تفقه معناه والغاية الحقيقة منه والفائدة المرجوة منه كونه مؤتمرا إسلامي موسع يجتمع فيه المسلمين من أقطار العالم ، فما فائدة الحج من دون البراءة من أعداء الله، ومافائدة في ظل الخنوع للظالمين والمستكبرين ، بل ما فائدة الحج وقلوب المؤمنين تخشا غير الله سبحانه وتعالى!!!
حجوا إلى الله بتسليمكم المطلق لتوجيهاته سبحانه وتعالى والعمل بها في أرض الواقع قبل أن تحجوا حول بيته الحرام !!! فقبول الآخر لن يكون إلا باستيعاب الأول.