بشائرُ الفتح

|| أدب وشعر || معاذ الجنيد

ما بين (آلِ جُبارةٍ) و(كِتَافِ)

وقفَ الرَدَى مُتَجَمِّدَ الأطرافِ

 

إذْ كان يفتِكُ بالمئاتِ مُفاخِراً؛

فرآكَ تُلقِيْ الأسْرَ بالآلافِ

 

أعطاكَ ربُّكَ قوّةً من بأسهِ

وكفاكَ ما مكروا.. وربُّك كافي

 

جيشاً بكلِّ جنودهِ وعتادهِ

أودَى بهِ فردٌ نحيلٌ حافي!!

 

لو كنتَ تنوي جمعَ ألفِ جرادةٍ

لاحتجتَ يوماً ثالثاً وإضافي

 

وبألفِ غازٍ قد رجعتَ بليلةٍ

تقتادهُم أسرى.. و(قرنُكَ) وافي

 

هل كنتَ تجمعهم لداخل سلَّةٍ

وكأنّهم قِطَعٌ من الأصدافِ؟!!

 

ورّطتَ مسئولَ السُجونِ فلم يكُن

عددُ (الزنازِن) للجحافِلِ كافي

 

أمسى يُفكّرُ بين إخلاءِ القُرى

أو أنْ يُوزِّعهُم على الأشرافِ

 

إن قال يجمعهُم بداخلِ قاعةٍ

فسيُقصَفونَ ضُحىً من الأحلافِ

 

أسيادُهم يسعونَ لاستهدافهم

ورجالُنا يسعون للإسعافِ

 

سبحان من هزمَ الطغاةَ بكفرهم

وأعزّنا بالدين والأعرافِ

 

بيديكَ أخزى المُعتدينَ فسُقتهُم

ما بين مجرورٍ وبين مُضافِ

 

لو لم يكونوا خلفَ دبّاباتهم

لَظَننتُهُمْ حضروا لحفلِ زفافِ!!

 

من بأسنا فرّوا.. إلينا.. ربما

طَمِعُوا بسُمعةِ شعبنا المِضيافِ!

 

جاءوا لإيصالِ السلاحِ.. وهكذا

بعضُ الحروبِ سلامةٌ وعوافي

 

كانت بنادقُهم تُشاهِدُ أسْرَهُم

فتساقَطَت خجلاً من الأكتافِ

 

يهذي الغُبارُ: إذا عبرتُم مرةً

أخرى.. دعوني مُستريحاً غافي

 

أيقظتُمُوني حيثُ كنتُ أظنُّكم

جيشاً.. وإذْ أنتم قطيعَ خِرافِ!!

 

الفردُ منّا في يديهِ حجارةٌ

ويصُدُّ أرتالاً بلا إرجافِ

 

وكتائبٌ منهم أتَت بعتادها

واستسلَمَت من صرختي وهتافي

 

رغم الحشود وحجم آليّاتِهم

والفرقِ بين سِمانهم.. وعِجافي

 

صِرنا إذا (المهفوفُ) أبرَمَ صفقةً

وشرَى السلاحَ بمُعظمِ الأصنافِ

 

قُمنا بتوسيعِ المخازنِ.. كونها

ستصيرُ في يدنا بغيرِ خِلافِ

 

يا أيُّها اليمنيُّ أخجلتَ الرَدى

إنْ لُحتَ.. صاحَ: لقد سبقتَ قِطافي

 

شرّفتَ قومكَ وانتصرتَ لدينهم

أحييتَ كلّ مبادئ الأسلافِ

 

وهتفتَ معتصماً بربّكَ قائلاً:

ما ضاعَ دينُكَ يا (ابن عبد منافِ)

 

ما دامَ و(ابنُ البدرِ) قائدُ شعبنا؛

فسنوصِلُ الإسلامَ كلّ ضِفافِ

 

أجتازُ بحرَ النائباتِ بأمرِهِ

و(الإستجابةُ) وحدها مِجدافي..

 

(نصرٌ من لله) المُؤيِّدِ جُندِهِ

ومُمِدّهم بالعونِ والألطافِ

 

أبوابُ (نجران) الحبيبةِ فُتِّحت

وسيشهدُ (الفتحُ القريبُ) طوافي

 

وسنُرجعُ (البيتَ الحرامَ) و(رُكنَنا)

ونضُمُّهُ لـ(وزارةِ الأوقافِ)

 

نزلَت بـ(آلِ أبو جُبارةِ) صيحةٌ

كُبرى.. تعدّت صيحةَ (الأحقافِ)

 

الواقِفونَ اليوم في الجبهات.. هُمْ

ألواقفونَ غداً على (الأعرافِ)…

#معاذ_الجنيد

قد يعجبك ايضا