صنعاء وتصريحات البنتاغون الأمريكي
موقع أنصار الله || مقالات || منضور البكالي
لماذا صرح البنتاغون الأمريكي بعزمه نشر عدد كبير من القوات بالسعودية تشمل مجموعاتٍ للدفاع الجوي ومجموعات قتالية، في هذا التوقيت، الذي لحق بعملية بقيق التي غيّرت المعادلة العسكرية في ميدان المواجهة حسب محللين سياسيين وعسكرين، وأكّـدها هروب البوارج الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية من مياه الخليج؛ خوفاً من سلاح الجو المسيّر والصواريخ المجنّحة التي حيّدت كافة المنظومات الدفاعية وحقّقت ضرباتها بأعلى مقاييس الدقة على بعد مئات الكيلومترات؟!
وهل ستتمكّن هذه التصريحات إن ترجمت على أرض الواقع من تخفيف مخاوف النظام السعودي الذي زاره وزير الحرب الأمريكي بعد عملية “بقيق” الجوية وعملية “نصر من الله” البرية؛ للبحث عن ضمانات تحميه من استمرارية العدوان على اليمن؟
أم هي مجرد تطمينات تهدف لبيع المزيد من صفقات السلاح “الخردة” التي لم يعد الأمريكان بحاجة لها، بعد ظهور الأسلحة الحديثة لحلف المقاومة، وإفراغ كافة المخازن منها، بعد أن ضاعت سُمعتها وفقدت الدول ثقتها في قدرات السلاح الأمريكي فامتنعت عن شرائه ولو بأبخس الأثمان.. إضافةً إلى حلب المزيد من الأموال السعودية أجور لمقاتليها، الذين لم ولن يحدثوا أي فارق في ميدان المواجهة منذ خمسة أعوام من المشاركة في العدوان على اليمن؟
وهل هذا التصريح ينبئُ عن صراع، وتناقضات في المواقف والخطط الاستراتيجية داخل البيت الأبيض، حول استمرار التواجد العسكري في منطقة الشرق الأوسط لحماية الحلفاء وعلى رأسهم الكيانُ الصهيوني، والنظامان السعودي والإماراتي؟
أم أن الإدارة الأمريكية مستمرّة في استثمار خوف وقلق حلفائها بعد العمليات اليمنية الرادعة، وهي في نفس الوقت تدفع بأدواتها للبحث عن حلول سلمية مع حلف المقاومة، فيكون هذا التموضع الجديد مجرد قناع زائف للحفاض على الهيمنة الأمريكية في المنطقة ومناورة سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى أمام شعبها في الداخل وأمام القوة الصينية الصاعدة في الخارج؟
وفي المقابل كيف تتلقى القيادة العسكرية والسياسية في صنعاء مثل هذه التصريحات الصادرة عن البنتاغون الأمريكي؟ وما هي المواقف والاستراتيجيات العسكرية والسياسية التي ستنطلق من خلالها؟ وهل سيخسر النظام السعودي مبادرة الرئيس المشّاط؟
وما مدى تأثيرها على المساعي السعودية للتفاوض حول وقف الحرب وإنهاء الحصار؟ أم إن مثل هذه التصريحات ستعزز لديها القناعة بالاستمرار والإعداد لعمليات جوية وبرية موجعة أكثر من سابقاتها في العمق السعودي، وعدم استبعاد إدراج القواعد الأمريكية في الخليج على قائمة الأولويات في المرحلة القادمة؟