رجال النصر الحلقة (3)
موقع أنصار الله || مقالات || بقلم / فاضل الشرقي
عادة “رجال النصر” ليسوا من كبار الناس ولا كبار الشخصيات، لذا لا نستغرب ونقول أين القادة والمسؤولون والشخصيات والعلماء؟ لماذا لا ينطلقون ويتحركون ويحركون الناس؟
يجب عليهم فعلا أن يتحركوا ولكن يجب علينا أن لا ننتظرهم ولا نعقد آمال النصر عليهم ولا على أحد من الكبار، مع أن هناك بعض من هذه الشخصيات وفقت لأن تكون حاضرة في الميدان، لكن مستقبل النجاح والنصر معقود بأيدي المستضعفين من الناس والمواطنين العاديين الواعين الذين هم بحق “رجال النصر” في كل زمان ومكان، لذا يجب أن لا ننتظر لتحرك الكبار، وليكن عملنا وتحركنا وتخاطبنا مع كل الناس، لأن كبار الناس عادة ما يكونون مثقلين ومتخمين بأعباء وتراكمات تحول بينهم وبين الإستجابة، وليكن تركيزنا على البسطاء والمواطنين العاديين في التحشيد للجبهات مع تقديم واجب النصح والإرشاد والهدى والتبيين وكل ما يلزم لهؤلاء الكبار والا فالخلاصة والمعادلة تقول بأن المستضعفين والمواطنين العاديين هم “رجال النصر” وهم الذين نشيعهم ونحملهم على الإكتاف يوميا وهم من ملئت بهم الروضات في كل مكان، يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”:
(ولأنه عادة يأتي التذكير بآيات الله في مقامات عملية، والأعمال – عادة – تكون شاقة على كثير من الكبار من الوجهاء وأصحاب المكانة الاجتماعية؛ لأنه ينظر إلى وضعيته وضعية محترمة لا يريد أن يخرج منها؛ ولهذا تجد في القرآن الكريم الكثير من أخبار من كانوا يعارضون الأنبياء معارضة شديدة هم الملأ الذين استكبروا من قومه، {قَالَ الْمَلأً الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}(الأعراف: من الآية66) {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ}(الأعراف: من الآية109) {قَالَ الْمَلأُ} يرد كثيراً في [سورة الأنبياء] وغيرها. ومن كانوا ينطلقون أنصارا لدين الله وفي أول المستجيبين لدعوة الرسل والمجاهدين بين أيدي الرسل من هم؟ كانوا هم المستضعفين، المواطنين العاديين، الناس العاديين، هم من كانوا ينطلقون ويستجيبون. المؤمن إذا ذكر بآيات الله من أي طرف كان يتقبل، ويكون للتذكير قيمته، ويشكر من ذكره، ويعتبر أنه أسدى إليه جميلا، نصحه، وصَّاه، ذكَّره، عمل على إنقاذه، يعني: أنه عمل على إنقاذه، لكن لا يكون للتذكير قيمته عند كثير ممن يواجهون تذكيرك من الوجهاء إذا كان لديهم استكبار في أنفسهم، ألسنا نرى أننا بحاجة إلى أن نقول لأولئك الكبار؟ ونرى بأننا لو قلنا لهم: لو انطلق علماء، وانطلق مشايخ، وانطلق وجهاء ووقفوا هذا الموقف، أو قالوا هذا [الشعار]، أو عمموا هذا [الشعار]، لرأينا أنه سيكون أكثر فاعلية وأكثر تأثيراً. لكن أولئك الذين تعتقد أنهم أكثر تأثيراً هم من في أوساطهم عراقيل تمنعهم عن أن يستجيبوا لك، فانطلق انطلاقة الأنبياء تحدث مع الناس جميعاً وعلى صعيد واحد ولا تحتقر أحداً، تحدث حتى مع ذلك الشخص الذي ترى بأنه فيما لو قبل مني هذا الكلام ماذا يمكن أن يعمل، الذين يعملون الأعمال الكبيرة هم صغار الناس، هم المستضعفون، الموعودون بالنصر الإلهي هم من؟ المستضعفون، الذين تتحرك رسالات الله لإنقاذهم من هم؟ المستضعفون، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص5 -6). أنت لا تجلس دائما ترى نفسك صغيراً، أو ترى الآخرين صغاراً، أو ترى تجمعاتهم تستقلها تحتقرها؛ لأنه ليس فيها شخصيات فلان وفلان وفلان. أولئك هم من لا يتحرك لك الواحد منهم إلا في الوقت الذي قد يمكنك أن تحرك مئة شخص من الآخرين. وهو إذا ما تحرك قد لا يكون له تأثير كتأثير الأشخاص الصغار، الذين آمنوا وانطلقوا بفاعلية).