العبقرية القيادية في عمليتي “توازن الردع” و”نصر من الله”

‏موقع أنصار الله || مقالات || د. هشام محمد الجنيد

نجَحَ الهجومُ الدفاعيُّ المشروعُ لقواتنا المسلحة الجوية والبرية في عملية “توازن الردع” الأولى (حقل الشيبة) والثانية (منشأتي أرامكو) بضرب العمق الاقتصادي السعودي. ويتوازى مع هذه الضربة الاقتصادية عمليةٌ دفاعيةٌ مشروعة “نصر من الله” بمرحلتَيها الأولى والثانية، وتحرير أكثر من (500) كيلو مترٍ مربع في قطاع نجران، وترتب عليها أَيْـضاً خسائرُ فادحة أضرت بالاقتصاد السعودي.

ونجاحُ تلك العمليتين أبهر العالمَ لتتهافت الكثيرُ من القنوات الفضائية والوكالات الدولية لمطالبة صنعاء بموافاتها بتفاصيلَ كاملةٍ موثقة بالتصوير لكيفية التحرير في قطاع نجران؛ من أجل الاستفادة من براعة التخطيط الاستراتيجي لقيادة القوات المسلحة اليمنية في المعارك الحربية الدفاعية البرية، ولتطوير المنهج الأكاديمي العسكري، وكذلك فضح الهجوم الدفاعي للطائرات المسيّرة فشلَ وعجز منظومتَي باتريوت وثاد عن كشف وصد الطائرات اليمنية المسيّرة ومثلها الصواريخ البالستية المطورة والمصنعة محلياً. وقد ترتب على تغيير قواعد الاشتباك أن أثرت سلباً في سوق العرض والطلب العالمي على منظومة السلاح الغربي الأمريكي والبريطاني والفرنسي.

ومن تبعات عملية توازن الردع أنها أحدثت زلزالاً اقتصادياً مدوياً في سوق النفط العالمي، خصوصاً في الداخل السعودي، ووفقاً لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنَّ الطبقةَ السعودية الثرية تتعرض لضغط شديد من السلطة لإجبارها للاستثمار في أسهم أرامكو عند طرحها في السوق المحلية، وهذا البيعُ يدلُّ على بروز شبح الإفلاس، وقد نتج عن هذه الأوضاع الكارثية للعدوان السعودي أن فقدت فئاتِ التجار وعناصر هذه الأسرة الظالمة ثقتها بولي عهدها المهفوف عن قدرته بالقيادة السياسية والعسكرية لمعالجة ما آلت إليه الأوضاع، وإيصال النظام إلى حافة الفشل والانهيار، زِدْ على ذلك أن هذه الأوضاع أدت إلى تعميق الهزيمة النفسية في روحية قيادتي نظام بني سعود ونظام الاحتلال الإسرائيلي.

والمحصلةُ العامَّةُ لكلتا العمليتين المكمّلتين لبعضهما “توازن الردع” الاقتصادية و”نصر من الله” البرية هي إلحاقُ الذل والخزي بعناصر النظام السعودي، وإضعاف مكانة نفوذه، وهي بداية واضحة لتفكيك هذا النظام الشيطاني، والتخلي المزعوم لترمب في المنطقة سيصبح تخلياً حقيقياً وإن أرسل قواتٍ إضافية إلى السعودية، فذلك لا يتعدى إلا المزيد من الابتزاز المالي.

ويتوازى أَيْـضاً مع استراتيجية التكامل بين العمليتين التوجّـه الأخلاقي للقيادة الثورية والسياسية في مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لإيقاف الحرب من طرف واحد، عملاً بمبدأ السلام والأمن، وكذلك العمل بتنفيذ اتّفاق ستوكهولم في كُـلِّ جوانبه من طرف واحد يعبّر أَيْـضاً عن القيم الأخلاقية، فهل سيستغل العدوانُ السعودي هذه المبادرةَ بالاستجابة وعلى ذات الغاية؟ وهنا أقيمت الحُجّة على هذا العدوان وعلى المستوى العالمي، ألا تدلُّ هذه الانتصارات والمواقف الأخلاقية ومن مصدر القوة والغلبة على الإيمان والحكمة اليمانية؟ والإيمانُ الحكمةُ هما أَسَاس العبقرية والنصر.

قد يعجبك ايضا