رسولُ الله يا نوراً تجلّى
موقع أنصار الله || مقالات ||أخت الشهداء
ماذا أقول في النبي الرسول؟، هل أقول للبدر حُييت يا قمر؟ أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفةَ الظلماء؟ أم أقول للسحاب سلمت يا حامل الماء؟ في ليلة فاح فيها العودُ وغنَّى القمرُ، وانتشى الكونُ فرحاً وهلَّل البشرُ، وخبتْ نيران الشياطين وانكفئ الشرُّ، وشُقَّ ظلام الليل ونوَّر خير البشر.
إلى نور الهدى الذي بلَغ من حسن الخُلُق، ورجحان العقل وثبات العقيدة، غايةً ليس وراءها مطلع لناظرين ولا نهاية لما ستزيد ولا فوقها من أثنى عليه رب العالمين قائلاً: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) هذه يا رسولَ الله سيرتُك الطاهرة العطرة.
اللهُ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى- وصف الرسولَ -صلواتُ ربي عليه وعلى آله- بأنه أسوةٌ حسنة، الرسول المثل الأعلى والنموذج الأنقى والأصفى، رسول الله كان مربياً وداعياً وَهادياً ذا خلق طيب وقلب رحيم، والرحمةُ صفةٌ أودعها اللهُ تعالى في قلب نبيّه ونفى عنه الفظاظةَ وغلظةَ القلب، فشملت الرحمة بذلك لين الجانب والعفو عن زلّات الناس وأخطائهم، والتواضع لهم.
إذن يجب علينا كمؤمنين بالله وبرسوله إحياءُ ذكرى مولد النبي بما يليق بنبينا ونبي البشرية، فنحن -كمسلمين وعرب- يجب علينا أن نُعرّفَ العالمَ من هو محمد، ويجب علينا تمثيل محمد في أرقى صورة، من الأخلاق والمبادئ والقيم، نحن معنيون بِهذه المناسبة أكثر من غيرنا، فبعد إحياء ذكرى مولد النبي يجب علينا تقييد أنفسنا بما أمرنا اللهُ ونبينا به.
اللهُ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى- عندما نقل رسالته عبرَ سيدنا محمد لم ينقلها؛ لأنه من أصل عربي أَو عن لقبه بين القبائل، نقل الرسالة الإلهية كان بسبب فسق وتكبّر وطغيان بني إسرائيل، في كفرهم وتكذيبهم لله ولرسله وعدم تطبيق شرع الله، كانوا لا ينهون عن منكر ولا يأمرون بمعروف، فلعنهم اللهُ وطردهم من الشرف العظيم كما فعل بإبليسَ الرجيم عندما تكبّر على الله ولم يلتزم بأمرِ الله، فلعنه اللهُ وطرده من رحمته، ورسولُ الله أتى رحمةً لنا وقد كنا على شفا حفرة من النار فرحمنا اللهُ بالرسول.
علينا أن نتقيّد بقيود الإيمان والصبر وأخلاق محمد، ونزرع القيمَ في أجيالنا وندرّسهم عليها، نسألُ اللهَ تعالى الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والفرج والحرية للأسرى، النصرُ والثباتُ للمرابطين المجاهدين.