على أطلال 2015
بقلم / فوزية الشهاري
أعوامٌ كثيرة تمضي من أعمارنا لا نشعر بها، فكل ما نحسه هو سنة أضيفت إلى أعمارنا، لكن وطأة 2015 لن يُمْحى أثرها منا ومن أبنائنا وأبناء أبنائنا.
رحل 2015 آخذاً معه الكثير من أحلامنا وأمانينا، وقلوباً عزيزة كم سنشتاق إليها، قُتِلت ظلماً وعدوانا .. أخذ معه رونق وطننا وجمال سندسه، ليترك فيه خراباً ودماراً، أنَّى وجّهت النظر.
أخذ معه زهرات لم تتفتّح وبراعم نديّة لأطفالٍ صغار جلُّ ذنبهم أنهم وُجدوا في زمن جبروت بني سعود ونجسهم،وهكذا رحل العام وترك وطناً يئن وكل زواياه جروح نازفة.
العالم كله تسابق لاستقبال العام الجديد بقلوب فرحة جذلة، وتسابقوا لإظهار ذاك الفرح، ليتهم وقفوا خمس دقائق فقط ليبكوا الإنسانية المذبوحة بجبروت وظلم الإنسان، ليتهم تذكروا أن في اليمن مجازر تندى لها جبين الإنسانية .. ليتهم شعروا بأنّ الحياة حق لكل إنسان، وأن الإنسان يحيا بأخيه الإنسان.
العام الجديد كلمة ماتت فرحتها في قلوبنا، وبيوتنا أن بقيت فقد فقدت أحبتها، وإلا فهي تحت الركام هي وقاطنيها، نكابر لنحيا فأرضنا لنا، وليس لمستعمرٍ غازي حقّ أنملة فيها، أطفالنا قُتلت طفولتهم، وكبروا سريعاً وهم يحملون همّ بلد ، وبناء وطن.
سيكون العام الجديد بإذن الله ميلاد حقٍّ وإزهاق باطل، سنزرع فيه الفرح رغم الوجع، سنزرع فيه الأمل رغم الألم، بضحكات أطفالنا التي لا زالت رغم كل المعاناة صافية صادقة، ببرعمٍ صغيرٍ من بين الركام يحاول النهوض، ليزرع حلم الوطن، بسواعد جيشنا ولجاننا الشعبية، ببطولاتهم التي تفوق الخيال، الذين يُجرّعون العدوّ مرارة الهزائم، ويجعلونهم يفرّون كالجرذان، سنهزم الشر وأذنابه، لن ننتظر أحداً، ولم ننتظر منذ تسعة أشهر أحدا، بل اعتمادنا على الله وحده، وعلى أنّ الحق لنا والحق دوم منتصر.