وسيبقى الصمودُ اليمنيُّ رغم الجراح 

‏موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي

جرائمُ تُرتكب ومجازرُ تنفّذ بحقِّ أبناء اليمن، أطفالٌ بعمر الزهور يُحرقون، ونساءٌ تُقتل، جثثٌ تتفحم، وأشلاءٌ تتقطع، وقلوبٌ تتمزق وعلى مرأى ومسمع من العالم الصامت وَالمتخاذل.

صورٌ إجرامية فضيعة يرسم تفاصليها البشعة عدوّانٌ غاشمٌ سعوديٌّ وأمريكيٌّ بغيضٌ.

جرائمُ تنفّذها أدواتُ الغرب أعرابُ النفاق ويخطّ كواليسها أمراءُ العهر والرذيلة، يعزف حروف فتاوى وجوبها علماءُ السوء والنفاق علماءُ البلاط والملاهي.

هي صورةٌ قاتمةٌ لعالم السُحت، من يعمل لنفسه وقراراته صوراً تذكارية يمزج خليطها مع صور الضحايا، مهينةً منظّمات الحقوق والحريّات، هي صورةٌ مخزيةٌ لأمم الشرك والجريمة المنظّمة ولمجلس الأمن ولجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وهي كذلك للمرتزِقة من باعوا الدينَ والوطنَ والعرضَ مقابل فتات فضلات أمراء النفط (عبيد الصهاينة والأمريكان).

دماءٌ تسيل كـ أنهار جارفة تسقي الأرض والحرث بصمت وصرخات من تحت الرّكام، والعالمُ يتفرّج مسلسلَ سفك الدم اليمني في جزئه الخامس في بطولة من يتقمصون الدين كذباً ويتزعمون حقوق الإنسان بهتاناً وزوراً.

جرائمُ ستبقى شاهدةً على فضاعتها ووحشية مرتكبيها، وستبقى لعناتٌ تطارد المجرمين حتى قيام الساعة، ولن يخذل اللهُ أمةً دعته وتوسلّت إليه، فمن توكّل على الله هداه، ومن اعتمد عليه كفاه، ومن وثق به أيّده، ومن احتج نصره، ومن قاتل له ومن أجله مكّنه من النصر، ومن ابتغى العزة من غيره أذلّه اللهُ وغضب عليه واستحق عذابه في الدنيا والآخرة.

ثقتنا قوية بالله، وسنطلب منه كمال الدين وحجّة الإسلام وسنطلبه العون والمدد لنبلغ العزة به وبرسوله ودينه.

وسيبقى اليمن خالداً مهما تكالبَ عليه المتكالبون، وسيبقى اليمن صامداً أبياً في ثنايا التاريخ عزيزاً كريماً غالياً مهما احتشدت فلولُ وعصاباتُ ومرتزِقةُ العالم ما بين سعود ويهود ومنافقين وشذاذ الآفاق.

وسيظل متحدّياً وقاهراً صاحبَ هامة وبأس وقوة واستبسال يمانيّ وإيماني، ولن تخذله تقلباتُ الدهر ومتغيّراتُ الزمان، ومهما حاول الأعداءُ فلن يدنّسوا أرضَه وترابَه ولن ينالوا من عزيمة وكبرياء وكرامة أحراره وأبنائه من يذودون عن حياضه أرضاً وشعباً، معتمدين على الله متوكلين عليه مسلّمين له.

وللطغاة مهلاً، فالسنون شواهد وعصر جرائمكم لن يُنسى ولن تفلتوا من العقاب، وسيكون الحقُّ لنا، به نأخذ ثأرنا ونقتص ممن ظلمنا وخاصمنا واعتدى علينا وجار على نسائنا وأطفالنا ودمّر منازلنا، وعطّل سير حياتنا، ستكون دماءُ الشهداء إعصاراً وطوفاناً يغرق بغيكم وعنادكم، وستكون يوماً جثثُ الأطفال وكلُّ أبناء اليمن براكينَ وحمماً نيرانية ستلتهمكم أيّها الظلمة وجحافل ارتزاقكم.

ومهما كانت التحدياتُ فبإذن الله لن ولن نخسرَ الرهان وسيكون رهانُكم خاسراً ما دامت السمواتُ والأرضُ محفوظةً بحفظ الله وقوته، ومهما تمادى العدوُّ السعودي الأمريكي بجرائمه وبغيه وعناده بحقِّ أبناء اليمن، ستبقى اليمنُ هي اليمن لا تلين ولا تستكين، ومهما تمادى الظالمون وتحالف معهم الشيطان ومرتزِقة الداخل والخارج ستبقى كذلك اليمن عصيةً على الظلمة ولا يمكن لأيِّ طاغٍ وباغٍ ومتجبّرٍ أن ينالَ منها شيئاً مهما كانت حشودُه وجيوشه وضخامة أسلحته وتنوّع إمْكَاناته العسكريّة بمختلف أصنافها وأحجامها، وجحافل مرتزِقة من كافة أنحاء العالم.

فقد تاهت تلك الجموعُ والحشودُ وأصبحت حلماً وسراباً، ذهبت أدراجَ الرياح وتحطّمت أمام كبرياء وصمود المقاتل اليمني الواثقِ بالله ناصراً ومعيناً.

 

قد يعجبك ايضا