عاصفة حزم المصالح الأمريكية الصهيونية
العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ومشاركة عشرات الدول فيه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ليس عفوياً من أجل عيون الدنبوع هادي وشرعيته المزعومة بل يتأكد يومياً أنه مخطط دولي يتعلق بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية فالموقع الاستراتيجي لليمن على باب المندب وهو من أهم الممرات المائية في العالم يرونه خطراً يهدد الأمن القومي الصهيوني وخصوصاً في حال قيام دولة يمنية مستقلة في قرارها السياسي والاقتصادي قادرة على التحكم في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية وفقاً لمصالح شعبها ، بعيداً عن الخضوع والاتباع لأي أملاءات خارجية .
كما أن الموارد الاقتصادية التي تحتويها الأراضي اليمنية وخصوصاً المناطق والمحافظات النفطية مثل مارب – الجوف – شبوة ، يمثل احتلالها مصلحة أمريكية صهيونية كي يتمكنوا من استغلال ونهب كل مواردها الطبيعية من مواد نفطية وغازية ومعدنية ، وقيام دولة يمنية قادرة على تحويل تلك الموارد والمخزون الطبيعي لتلك الأراضي وتحويلها لصالح الشعب وبناء اقتصاده يمثل من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية خطراً يهدد مصالحهما الاستراتيجية سواء في اليمن أو في الدول المجاورة الراسخة تحت وطأة الاحتلال الأمريكي الصهيوني وإن بصورة غير مباشرة .
أيضاً كان لتوتر العلاقات بين إيران ذات البنية الاقتصادية والعسكرية الكبيرة وبين بعض دول المنطقة ودول العالم وخصوصا بينها وبين العدو الإسرائيلي الأمريكي السعودي وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال أي اعتداء عليها ، كون معظم المصالح الأمريكية الصهيونية تمر عبر ذلك المضيق وخصوصاً النفط السعودي الممول الرئيسي لاقتصاد تلك الدول ، جعل من قادة تلك الدول تفكر في كيفية تأمين تلك المصالح ، وكان التفكير في احتلال حضرموت النفطية وذات المساحة الشاسعة الحل البديل وحتى يتمكنوا أولاً من مد خط أنبوب نفطي من السعودية إلى الخليج العربي وحتى يبقى الإمداد النفطي السعودي بمأمن من إيران في حال نشوب حرب محتملة بين إيران وبين تلك الدول .
إضافة لما سبق فإن الشعب اليمني بثروته البشرية وفي ظل تحسين وضعه الاقتصادي والمعيشي ومع قيادة سياسية وفكرية عادلة سيكون قادراً على تغيير خريطة التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية ليس في الداخل اليمني فحسب ، بل على مستوى المنطقة ، وهو ما يشكل الخطر على مصالحهم السياسية والاقتصادية وخصوصاً على بقاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية ومقدساتنا الإسلامية في فلسطين . ولهذا ولأجل كل ما سبق شنت عشرات الدول عدوانها على اليمن تحت مسمى ” عاصفة الحزم ” وتحت مظلة ” إعادة الشرعية ” الكاذبة التي لم يعلم بها حتى الرئيس المستقيل كما صرح بذلك هو ، ولكنها عاصفة حزم المصالح الأمريكية الصهيونية .