مع بيان علماء الإسلام السعوديّ الأمريكي
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالإله الشامي
حينما قرأت البيانَ الصادرَ عمّن أُسموا بـ”كبار العلماء” لنظام بني سعود، والذي جاء فيه: (إن حادثة فلوريدا جريمةٌ نكراءُ وعملٌ إجرامي مدان، والإسلام يقرّر تعظيم حرمة الدم الإنساني ويُجرّم سفك الدم الحرام، وتخويف الآمنين وايذائهم) لم تتمالك نفسي ولا لساني من القول: ربَّاه..
عن أيِّ إسلامٍ يتحدّث هؤلاء لا أقول العلماء؛ لأَنَّ اللهَ يخشى من عباده العلماء، وإنما كهنة معبد البلاط الملكي السعوديّ، وهم من أفتوا بجواز واستحلال دماء الشعب اليمني، وقتلوا ما يزيدُ عن ربع مليون منه وتخويفه وترويعه وحصاره وتجويعه وإيذائه وإلحاق كُـلّ أنواع الضرر والإضرار به بدون وجه حقٍّ أو جزء من حقٍّ يقره الإسلامُ المحمديُّ الأصيلُ النقيُّ، طوال ما يقارب خمس سنوات من قبل ما يُسمّى بالتحالف وعلى رأسه النظامُ السعوديّ ومن خلفه الإدارةُ الأمريكية والكيان الصهيوني، وما زال النظامُ السعوديّ وكهنته يتحدثون باسم الإسلام ويتشدقون به، ويتظاهرون به زيفاً، ألا يخجلُ هؤلاء كهنةُ معبد البلاط الملكي السعوديّ من أنفسهم بالحديث والتحدّث باسم الإسلام المحمدي الأصيل النقي الذي لا يمثلونه، وفتاويهم ومواقفُهم من كُـلِّ الجرائم والفتن والعدوان الممول من النظام السعوديّ في مختلف العالم العربي والإسلامي شاهدةٌ عليهم، وأنهم يُمثّلون الإسلامَ الأمريكي الذي يرمز إلى الإسلام الذي يخلوا من المحتوى والمضمون ويقتصر على القالب والإطار، ومغلف ببعض الشكليات الإسلامية وهو الإسلام الذي يؤمن فيه (بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)، وهو الإسلامُ أَيْـضاً الذي لا يوافق على أَن (وَلَنْ يَجْعَل اللَّه لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا)..
إنه الإسلامُ الذي يرفض أَن (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، الإسلامُ الذي يقبل مولاة من حذّرنا الله من موالاتهم (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، الإسلام الذي يبتغي العزةَ من دون الله ورسوله والمؤمنين، الإسلام الذي يرفض اتّخاذ المؤمنين أولياء من دون الكافرين، الإسلام الذي يرفض حاكميةَ الإسلام والقرآن لحلِّ الخلافات والمنازعات بين المسلمين.
وبالتالي فهو الإسلامُ الذي يداهن ويظهر الود القولي والعملي والفعلي لأمريكا وينسجم معها في كُـلِّ توجهاتها وسياساتها ومواقفها، ولكنه لا ينسجمُ ولا يتوافقُ مع أية دولة عربية أَو إسلامية تسعى أو تتبّنى عدمَ التبعية لدول الغرب، وحقها في الحرية والاستقلال والسيادة بقرارتها ومواقفها في شتى المجالات، ويوافق على أعمال وتصرفات أمريكا وفساد الغرب وفسقه، وتبني ذلك الفسوق والانحلال والتفسّخ الأخلاقي والانفتاح الفاضح والواضح في بلدك، تحت مسميات مختلفة كمشاريعَ براقة للتقدّم والتنمية والاعتدال والوسطية والترفيه على الشعوب… إلخ.
هذا هو الإسلامُ الأمريكي.. إنه الإسلامُ الخليطُ الهجينُ، إسلامُ التكبّر والعجب والغرور والزهو، إسلامُ التسلط والظلم للقوى الظالمة على الإنسانية والشعوب الإسلامية خَاصَّة.