الإنعاش والتعافي الاقتصادي الحقيقي

‏موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس

تدشينا للبرامج الوطنية الخاصة بالمرحلة الأولى من الرؤية الوطنية ( مرحلة الانتعاش والتعافي الاقتصادي) أعلن الرئيس مهدي المشاط عن جملة من التوجيهات الهامة التي تنتصر لمظلومية الطبقة الكادحة المستضعفة ، طبقة البسطاء من ذوي الدخل المحدود ، تهدف إلى وضع اللبنات الأولى على طريق الوصول إلى التعافي والانتعاش الاقتصادي الحقيقي ، الذي يلمسه الجميع في حياتهم ومعيشتهم ، ويكون له المردود الإيجابي لهم ، بحيث يسهم في الحد من معاناتهم ، وتخفيف الأعباء الملقاة على كاهلهم ، والقاصمة لظهورهم ، والتي تحيل حياتهم إلى جحيم ، في ظل العدوان والحصار.

أولى هذه التوجيهات ، البدء بصرف نصف راتب لكافة موظفي الدولة كل شهرين بشكل منتظم ، حيث عبر الرئيس المشاط عن ألمه الشديد لتحقيق هذا الحد من المرتب وعدم الاستطاعة على منح الموظف المنضبط المداوم في عمله حقه في الحصول على ما امكن من راتبه شهرياً بصورة منتظمة ، وهي خطوة إيجابية قياسا على الظروف التي يمر بها الوطن ، وعدم تجاوب قوى العدوان وحكومة الفنادق مع مبادرة المجلس السياسي الأعلى الخاصة بصرف المرتبات ، ونتطلع إلى تحسن ملحوظ في هذا الجانب مستقبلا.

التوجيهات الرئاسية شملت أيضا إعفاء صغار المكلفين من الضرائب وكذا إعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من كافة أنواع الضرائب ، مراعاة للظروف الراهنة التي يعيشها الوطن ، وتقديم العون والدعم لهم لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية وللتخفيف من الخسائر والأضرار التي لحقت بهم جراء ذلك ، كما شملت أيضا إعفاء مدخلات الإنتاج الدوائي من كافة أنواع الرسوم ، وإعفاء مدخلات واستثمارات الطاقة المتجددة من كافة الرسوم إسهاماً في دعم وخفض كلفة الإنتاج على المزارعين وأصحاب المشاريع المتنوعة في عموم محافظات الجمهورية ، وبما يسهم في دعم القطاعين الصناعي والزراعي وتشجيع الإنتاج المحلي على طريق الاكتفاء الذاتي ، ترجمة لمضامين الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

الرئيس المشاط وفي سياق توجيهاته الحكيمة وجه الحكومة بالإعفاء الجمركي والضريبي للسيارات والمعدات التي تعمل بالطاقة الشمسية أو الكهرباء ، وذلك بهدف توسيع نطاق الاستثمار في هذا النوع من السيارات الاقتصادية الصديقة للبيئة ، والعمل على سرعة تشكيل اللجنة التحضيرية لتأسيس بنك وطني يُعنى بدعم الصادرات الزراعية والصناعية ودعم نشاط تسويقها ، والتوجيه للحكومة بمراجعة القوانين وتقديم التعديلات لمجلس النواب التي تضمن تنفيذ التوجيهات المذكورة أعلاه والتي تهتم بشكل خاص بحماية المنتج الوطني من منافسة المنتجات المستوردة وخصوصا تلك المرتبطة بالقطاعين الصناعي والزراعي ، وأمام ما سبق فإن من شأن تنفيذ هذه التوجيهات الإسهام في خلق حالة من الإنعاش والتعافي للاقتصاد الوطني ، والذي يمثل البداية المشجعة والمحفزة للمضي في مشروع بناء الدولة.

بالمختصر المفيد، الكرة اليوم في ملعب البرلمان والحكومة للتعاطي بمسؤولية وطنية ، والعمل الجاد على تنفيذ هذه التوجيهات دون مماطلة أو تسويف أو تلكؤ ، فالتوجيهات واضحة ولا تحتاج إلى لائحة تفسيرية ، ولا إلى اجتهادات بيزنطية ولا عقبات وعراقيل مصطنعة تضع العقدة في المنشار وتحول دون التحول الحقيقي إلى مرحلة الإنعاش والتعافي الاقتصادي التي تعد أولى مراحل الرؤية الوطنية لبناء الدولة.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

 

قد يعجبك ايضا