المكرُ البريطاني “المعتَّق”!
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالكريم محمد الوشلي
بريطانيا المطرودةُ من وطننا حين جاءت بزيِّها الكولونيالي الحقيقي، هي العدوُّ الذي نواجهُه اليوم وقد غيَّر جلدَه وارتدى مشلحَ الأعراب وعِقالَهم!
بريطانيا العدوُّ الألدُّ والأخطرُ والأَشَـدُّ حقداً.. والمعطف البريطاني هو الأكثرُ إتقاناً وأناقةً وحريريةً ومطابَقَةً لمقاس الخُبث اليهودي (الصهيوني الماسوني) وغلوائه الشديدة السُّمية على الإسلام المحمدي وهُــوِيَّة هذه الأُمَّــة الأصيلة!
وفي “أناقة” هذا المعطف القاتل تكمن الخطورة.
ولذلك وجب ألا نغتر بـ “دماثة” الذئب! ونعومة ملمس الأفعى الرقطاء..
فتَحتَ هذه النعومة تختفي حيواناتٌ مفترسةٌ، عانت منها البشريةُ وما زالت الكثيرَ، وكابدت الويلات، وخُصُـوْصاً نحن معشرَ العرب والمسلمين، الذين لطالما اكتوينا بنار الكيد البريطاني والمكر الذي “لتزول منه الجبال”، سواء في قضية فلسطين أَو في سائر قضايانا الأُخرى، وقضية العدوان الباغي علينا هي واحدةٌ منها لا ريب، ودورُ الشيطان البريطاني في هذا العدوان محوريٌّ وأَسَاسي، ولا يقلُّ خطورةً ومحورية عن الدور الأمريكيّ، وإن كان المكرُ الذي نلمحه في هذا السياق يحاولُ بكل وسائل الخداع والالتفاف السياسيّ والإعلامي مواربةَ هذا الدور والتستر عليه لإظهار بريطانيا بمظهر الساعي إلى السلام والحريص على مصالح الضحية!
منذ ما يربو على قرنٍ من الزمان والعرب -للأسف الشديد- خاضعين للتنويم المغناطيسي الغربي، ينتظرون الوفاءَ بوعود كاذبة وتعهدات سرابية بحلول منصفة لقضاياهم ومظلومياتهم المتراكمة التي تضاعفت مآسيها وتسرطنت جروحها النازفة، وما كان ذلك ليحدُثَ لو لامس عقولَهم وضمائرهم صوتُ الشاعر العربي المَهْجَرِي/ رشيد الخوري، الذي ارتفع بالعقيرة محذراً ساستَهم وقادتهم، من حينها، ولافتاً إلى خُطورة “الذئب” الاستعماري الغربي ومكره، وخُصُـوْصاً بريطانيا وفرنسا، ولاحقاً -طبعاً- أمريكا.. قائلاً:
“نصحتُكَ لا تمدُدْ إلى أبرصٍ يدا
ولو أمطرت كفَّاه دُرّاً وعسجدا
لأمرٍ يلاقيك الفرنجيُّ باسماً
فزِدْ حذَراً ما زاد ذئبٌ تودُّدَا”!