عدوان المنظمات وحصار غراندي
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
عبثاً ظلت تحاول “ليز غراندي” منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن إقناع سلطة صنعاء الشرعية التي تمثل الشرعية الدستورية والإرادة الشعبية بأنها تمثل الصورة الحسنة للأمم المتحدة بكل هيئاتها ومنظماتها ، تارة بذرف دموع التماسيح خلال مشاهدتها ضحايا قصف طائرات العدوان حافلة أطفال ضحيان، وإطلاقها بعض التصريحات الخجولة التي تهاجم فيها قوى ومرتزقة العدوان ، لكنها ما تلبث تكشف عن الوجه القبيح للأمم المتحدة وسياستها النفعية الاستغلالية القذرة التي تتاجر بالضمير العالمي والإنساني وكل القيم والمبادئ والمثل التي تتشدق بها، وتستجلب بها مساعدات الدول والأنظمة .
لم تنبس غراندي ببنت شفه وهي تشاهد بكلتى عينيها المساعدات التي تم شراؤها بملايين الدولارات لتقديمها للشعب اليمني وقد تعرضت للتلف ، بسبب سوء التخزين، واحتجازها عدة أسابيع من قبل تحالف العدوان، وقرب انتهاء تاريخ صلاحيتها، وافتقار الكثير منها معايير الجودة، ولا نسمع لها أي تحرك إلا عندما تقوم السلطات الرسمية بضبط هذه المساعدات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي وحتى الحيواني وتحريزها بغية منع توزيعها تمهيدا للقيام بإتلافها، حينها فقط نسمع ضجيج تصريحاتها، وكأن ما يجري معلوم لديها، وأن هذا التلاعب يتم برعاية وإشراف وتنسيق أممي عبر مختلف المستويات .
انزعجت غراندي من مطالبة الحكومة ممثلة بالمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي المنظمات العاملة في اليمن برسمنة أنشطها وتنسيق جهودها مع الاتحاد لضمان فاعلية وتأثير تدخلاتها الإنسانية، كي تؤتي هذه المساعدات والتدخلات أكلها وتحقق أهدافها ، وهذا مطلب مشروع لا غبار عليه ، فهذه المساعدات التي تجمعها الأمم المتحدة وتقدمها للمنظمات تمنح لمساعدة الشعب اليمني، لا من أجل مساعدة الأمم المتحدة، ولا فضل ولا مِنَّة للسيدة غراندي في ذلك حتى تبدي انزعاجها وتظهر تحامقها وتهدد بإيقافها، هي وأسيادها يعلمون أن ما يصل لليمنيين من المساعدات التي تقدمها الدول لمساعدة وإغاثة الشعب اليمني محدود جدا ، والنسبة الأكبر تصل إلى جيوب العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها وغيرها من أوجه الصرف غير الضرورية ، فهم المستفيد الأكبر منها.
4ملايين دولار قالت إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في بلادنا في تقريرها المالي للعام المنصرم إنها أنفقتها في بناء مصنع لصناعة المحاليل الوريدية ( المغذيات ) الخاصة بالمرضى في اليمن، وعند مطالبتها من قبل وزارة الصحة باطلاعها على هذا المصنع، أو حتى تقديم أوامر صرفها وإخلاءات استلامها من الجهات التي صرفت لها هذه الحقن الوريدية رفضت ذلك وهددت على الفور بتعليق أنشطتها والانتقال للعمل في المحافظات الجنوبية، وهذا نموذج واحد فقط وهناك الكثير من النماذج المماثلة لدى الكثير من المنظمات ، والتي تؤكد أن العمل الإنساني المزعوم لم يعد يراعي أي جوانب إنسانية ، وأن أنشطة ومهام الأمم المتحدة في هذا الجانب مرتبطة بالجوانب السياسية، وأن سياسة الابتزاز التي تتبناها الأمم المتحدة والمنظمات لا تقل قبحا وإجراما عن قبح وإجرام قوى العدوان ومرتزقتهم، وأن تهديدات غراندي بإيقاف المساعدات في هذا التوقيت الذي يتزامن مع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في نهم ومارب والجوف، يعد شكلا من أشكال الحصار المفروض على بلادنا ، وصورة من صور الحرب الاقتصادية الهادفة إلى تركيع وإذلال الشعب اليمني، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمتعاونة معها من التحكم في حياة ومعيشة الشعب اليمني، واستخدام المساعدات للي ذراع الدولة لإجبارها على الصمت تجاه الفساد والعبث والاستغلال القذر المرتبط بعمل الأمم المتحدة ومنظماتها في هذا المجال، وهو ما لا يمكن القبول به أو المساومة والمقايضة عليه مهما بلغ حجم ومستوى الضغوطات، فلن نقبل بأن تتكرر مؤامرة الأمم المتحدة على الصومال في اليمن .
بالمختصر المفيد: الشعب اليمني لن يكون مقلبا للمساعدات الفاسدة، ولا وسيلة للاسترزاق والاستغلال الأممي، ولن تكون المساعدات الأممية خاضعة لسياسة ومصالح الأمم المتحدة وأمريكا وبقية دول العدوان، هناك جهة رسمية واحدة معنية بالتنسيق مع المنظمات بمختلف مسمياتها ، ومن يريد مساعدة الشعب اليمني عليه أن يطرق أبوابها، ومن يريد أن يتاجر بمعاناة اليمنيين ويستغل ظروفهم للمزايدة والاستغلال والابتزاز والمقايضة، وخلط الجوانب الإنسانية بالجوانب السياسية فعليه أن يبحث له عن بلد غير اليمن وشعب غير الشعب اليمني ، ففي اليمن هذا غير وارد، وغير مقبول البتة، وعلى غراندي والأمم المتحدة وكل المنظمات العاملة في اليمن أن تعي وتدرك ذلك جيدا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .