مُبادرة السيّد القائد الباليستية

‏موقع أنصار الله || مقالات || بقلم |جبران سهيل

اختار السيّد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله، يوم الصمود الوطني 26 مارس المتزامن مع تدشين العام السادس من الصمود اليماني في وجه العدوان، لطرح مُبادرة باليستية ذكية، قدّم من خلالها عرضًا غير متوقع للنظام السعوديّ المعتدي والمتغطرس بالإفراج عن خمسة من جُنوده بينهم طيّار مُقابل إفراجهم عن خمسين مُعتقلًا فِلسطينيًّا في سُجونهم، منهم قيادات في حركة “حماس” والجهاد وبقية فصائل المقاومة.

هذه المُبادرة السياسيّة “الباليستية” الذكية النابعة من ثوابت الشعب اليمني اتجاه فلسطين وابناءها الأحرار، تمثل وحدها هزيمة أخلاقية وسياسية لقوى العدوان على رأسهم النظام السعودي، الذي أعتاد على الصفعات، مُضاف إلى ذلك وضع السيد القائد النظام السعودي في موضع المجرم العميل المتلبس بعمامة الدين وشعار التوحيد وجعل السيف والنخلة شعار لدولتهم، لكن ضحايا هذا السيف هي رقاب ألاف الأبرياء من المسلمين، وثمار تلك النخلة كانت ولا زالت حكرا لأمريكا وإسرائيل دون غيرهم ! هنا مع هذه المبادرة يتساءل المتابع العربي عن اسباب اعتقال نظام آل سلول العبري لهؤلاء الفلسطينيين الأبطال، الذين كثير منهم غادروا ارضهم خوفا من بطش المحتل الإسرائيلي، والبعض في مهمة وطنية ودينية من اجل قضيتهم، في الوقت الذي اصبحت ارض الحرمين للأسف لم تعد بتلك الأرض التي يفترض ان تكون مصدر أمن وأمان للمسلمين بل اضحت رعب وجزء من المشروع الأمريكي الإسرائيلي متمثلا في سلمان وابنه العاق  .

لا غرابة في مبادرة السيد القائد فهو واحد من ابناء الشعب اليمني، بكُل ألوان طيفِه السياسيّ، والمناطقيّ، والقبليّ، الذي يُعتبر من أكثر الشعوب العربيّة والإسلاميّة دعمًا ومُساندةً وإيمانًا بالقضيّة الفِلسطينيّة، وحراك الشارع اليمني مع قضية المسلمين الأولى خير شاهد على ذلك بل أن اليمنيين جعلوا قضية فلسطين خارطة طريق ومصدر استلهام في كل مواجهاتهم لقوى الغزو والعمالة وفي كل خطواتهم وصولا إلى القدس وفيها الوعد والموعد بإذن الله وتحت قيادة القائد العلم وأولياء الله الصادقين .

السيّد القائد العلم يتحدث من موقع قوّة، وبعد انتصارات عظيمة تحققت بفضل الله ثم بسواعد رجال الرجال في جبهات القتال خلال خمسة اعوام انقظت من معركة النفس الطويل. فاليمن في ظل قائد المسيرة القرآنية عبدالملك الحوثي حفظه الله ،هم ولا أحد سواهم من قال لأمريكا { لا } ورفض وصايتها وهيمنتها واستعلاءها على الشعوب،واليمن وتحت قيادة السيد القائد الذي يواصل بخطى ثابته مسيرة أخيه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي { حسين } العصر الحديث عليه السلام فهم ومن سواهم من داس تحت اقدامهم مشاريع أمريكا وإسرائيل بالمنطقة وكشف خطورتها بشجاعة وإباء وبتضحيات كبيره وايقظوا الأمة من سباتها وخضوعها المخزي للأعداء .

اليمن وفي ظل المسيرة القرآنية المنهل الذي جعل ابناءها يعلنون بصوت عال رفضهم لأنظمة المكر والخيانة ومنهم النظام السعودي والإماراتي وسحق اهدافهم باليمن حتى جن جنونهم وسلبت عقولهم لينفذوا بغباء وحقد دفين في شعبه مجازر وجرائم لا مثيل لها لكن كان رد القيادة السياسية والثورية في اليمن موجعا  فتم بفضل الله قصف المُنشآت النفطيّة في بقيق وينبع وخريص في العُمق السعودي ومن سوى اليمني فعل ذلك ؟ والصواريخ لا زالت في طريقها نحو كل هدف حيوي بعواصم العدوان من بركان إلى ذو الفقار ما استمر العدوان .

اليمن في ظل السيد القائد وتحت قيادته الحكيمة وخطواته الصائبة قام بتطوير صناعة عسكريّة حربيّة صاروخيّة، وطائرات مسيّرة كسرت العديد من مُعادلات الرّدع والقوّة وجعلت اليمن رعبا حقيقيا على الأعداء وادواتهم بعد ان ظنوا كثيرا قبل عدوانهم انه لقمة سائغة بامكانهم بلعها براحة لكن خمسة أعوام كشفت أنه شوكة في حلوقهم حتى تنهار عروشهم البائسة .

مُبادرة السيّد القائد هي عُنوان لمرحلة جديدة سيكون خلالها اليمن الجديد يمن ما بعد ثورة 21سبتمبر لاعبا قويا في قضايا أمته العربية والإسلامية، واقتراب زوال الأنظمة العميلة الخانعة بلا حدود لأمريكا وإسرائيل، مرحلة جديدة سيرى العالم خلالها أنّ اليمن الفقير والمتخلف من وجهة نظرهم الخاطئة تنجب قادة استراتيجيّين سيغيرون مجرى التأريخ ويقلبون موازين القوى كما كانوا منذ فجر الإسلام،كما حطم المُقاتلين من ابناءه النظريات العسكرية التي ظلت تدرس في الجامعات لعقود من الزمن واسسوا نظريات جديدة في الحرب، والإنتصارات التي تحققت هي في ظل تلك النظريات والقواعد غير ممكنه في ظل فارق الإمكانيات وقد لا تُصدق بل مستحيله لكن بمظلوميتهم واعتمادهم على الله حقق ابطال اليمن الجيش واللجان الشعبية نتائج عظيمة، فتجمدت الإبرامز مرعوبة أمام سلاح شخصي بسيط، وشردت كتائب وألوية لفيفه مقابل عدد من المجاهدين الصادقين ولخمسة أعوام كاملة ما استطاع تحالف العدوان تحقيق ادنى أهدافه الدنيئة .

قد يعجبك ايضا