العدو الصهيوني يستغل كورونا لإتمام خرائط “الضم”

موقع أنصار الله  – فلسطين المحتلة– 18 شعبان1441هـ

قالت منظمة التحرير الفلسطينية، السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وسلطات العدو الصهيوني، على وشك الاتفاق بشأن خريطة المناطق بالضفة الغربية التي سيتم ضمها لاحتلال، في ظل انشغال العالم بأزمة فيروس كورونا.

جاء ذلك في التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع للمنظمة، حول الاستيطان بالأراضي الفلسطينية. وذكر المكتب أن “فريقا أميركيا إسرائيليا يعمل بهذه الأيام من أجل إنجاز خرائط المناطق التي سيتم ضمها لإسرائيل بالضفة الغربية”.

ونقل المكتب عن جمعية “عير عميم” الحقوقية الإسرائيلية، قولها إن “الحكومة الإسرائيلية وبدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستغلون جائحة كورونا ويستعدون لعملية الضم، وسط عدم اكتراث محلي ودولي بالقضية”.

وتنشغل دول العالم منذ أكثر من شهرين، في مواجهة وباء كورونا شديد العدوى الذي أصاب، حتى ظهر السبت، ما يزيد عن مليون و714 ألفا، توفي منهم أكثر من 103 آلاف، فيما تعافي أكثر من 378 ألفا.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل تنفيذ مخططاتها المتمثلة بالبناء في المناطق الإستراتيجية داخل الضفة والقدس، وتعمل على توسيع المستوطنات بهدف فرض وقائع جديدة يصعب تغييرها بالمستقبل.

ولفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعهد خلال مكالمة هاتفية أجراها، مؤخرا، مع رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية (يشاع)، دافيد إلحياني، بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، ومن ثم ضم هذه المنطقة لإسرائيل، في غضون الشهور القليلة المقبلة.

ومنذ شباط/فبراير الماضي، تعمل لجنة أميركية إسرائيلية مشتركة على رسم خرائط الضم الإسرائيلي بالضفة الغربية، توطئة للاعتراف الأميركي بهذا الضم، بموجب خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إنه بموجب خطة السلام الأميركية المزعومة (“صفقة القرن”)، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ستضم 30 – 40% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك كامل القدس الشرقية.

بدوره، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن ما كشف عنه بأن واشنطن وتل أبيب على وشك الاتفاق حول خرائط الضم وسط انشغال العالم بالحرب على كورونا، يندرج في إطار الخطة الأميركية لتطبيق “صفقة القرن”.

وحذر مجدلاني في تصريح له، اليوم، من هذه المخططات التي واعتبر أنها “تقوّض أسس عملية السلام”، مطالبا المجتمع الدولي بالرد على ذلك، وإلزام الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية.

وشدد مجدلاني على أن “دولة الاحتلال وإدارة ترامب تستغلان انشغال العالم في مواجهة وباء كورونا، بتنفيذ مخططات الضم لمنطقة الأغوار وشمال البحر الميت، إضافة لتنفيذ مخطط E1 الهادف للتوسع الاستيطاني”.

وأشار مجدلاني إلى أن هذه المخططات والتي ترسم بالخرائط من قبل فرق من الاحتلال وإدارة ترمب، هي التنفيذ الفعلي لـ”صفقة القرن” والتي تعني إنهاء حل الدولتين.

من جانبها، حذرت الجامعة العربية، السلطات الإسرائيلية من توظيف أزمة وباء كورونا لضم أراض فلسطينية جديدة وتوسيع البؤر الاستيطانية، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه أمين عام الجامعة، أحمد أبو الغيط، من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنطقة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات.

وناقش الاتصال “ما يتعلق بمواجهة كورونا في الضفة الغربية وغزة، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى استغلال حالة الوباء لضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان”. وأشارت الجامعة إلى أن “ما يقوم به الاحتلال استغلال للظرف العالمي الطارئ المتعلق بمواجهة كورونا من أجل توسيع البؤر الاستيطانية وفرض واقع جديد على الأرض، خاصة في القدس الشرقية ومحيطها”.

والإثنين، اتفق نتنياهو، ورئيس قائمة “كاحول لافان”، بيني غانتس، على فرض “سيادة” إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة في تموز/ يوليو المقبل، في إطار الاتفاق المرتقب على تشكيل ائتلاف حكومي بينهما.

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، أقامت سلطات الاحتلال 132 مستوطنة و121 بؤرة استيطانية يقيم فيها 427 ألف مستوطن، بحسب معطيات سابقة لحركة “السلام الآن” الإسرائيلية.

وقالت الجامعة العربية إن ذلك “يعكس سعيًا لتوظيف حالة الانشغال العالمي بمواجهة هذا الوباء من أجل تنفيذ مخططات اليمين الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية”.

وحذرت من أن “إقدام إسرائيل على تنفيذ مخططات الضم لمناطق من الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ سيكون بمثابة لعب بالنار ودعوة مفتوحة لإشعال الموقف، في وقت يحتاج العالم فيه لتركيز كافة جهده وطاقاته لمواجهة الوباء”.

 

المصدر: عرب ٤٨

 

قد يعجبك ايضا