حصون شمّر
|| أدب وشعر || معاذ الجنيد
إلى محافظة البيضاء وقبائلها الأبية:
أرادُوا جَرَّها نحو الصِراعِ
فكانت للعِدا قبراً جماعي
هيَ (البيضاءُ).. سوداءُ المنايا
على رأسِ (الدواعشِ) والأفاعي
لها انجرَّ الغُزاةُ بغير علمٍ
بأنَّ الموتَ (قيفيٌّ) (رداعِي)
وأنَّ حُصونَ (شَمَّر) لا تُبالي
ولو صعدوا لها من كل قَاعِ
* * *
إذا فزَعَ (القُريشيُّون).. فاعلمْ
بأنَّ (قريشَ نَجْدٍ) في ضياعِ
وأُسدُ (العَرشِ) إن نَفَروا جهاداً
نَعَت أبناءَها كلُّ البِقَاعِ
و(شَرْيَةُ) لو سألتَ الموتَ عنهُم
أجابكَ: هُمْ أنا حسبُ اطِّلاعي
إذا هبّت إلى الهيجا (صباحٌ)
غَشَت بغبارها القمرَ الصناعي
وللأهوال قومُ (بني ربيعٍ)
لعزمِ خيولهم دفعٌ رُباعي
صَوارِمُ (هَجْرِ قانيةٍ) أحالَت
شموسَ الظهر قانيةَ الشُعاعِ
حجارةُ (ناطِعٍ) صارت سلاحاً
يفوقُ المدفعيةَ في الدفاعِ
* * *
هِيَ (البيضاءُ) خسفٌ مُستمِرٌّ
بحِلفِ (بني سعود) و(قينُقاعِ)
وكَفٌّ بالمكارمِ كـَ(ابنِ موسى)
وددتُ أكون (دِعْبِلَها الخُزاعي)
مضى في ركبِ (عمارٍ) بَنُوها
وما انخدعوا برايةِ (ذِي الكِلاعِ)
لأنَّ (الأشترَ النُخَعِيِّ) مِنهُم
تولّوا (حيدراً) حتى النُخاعِ!!
رجالٌ مُنذُ أن ولدوا تلَقّوا
دروسَ الحرب في سِنِّ الرِضاعِ
فإنْ بلَغَ الفِطامَ الطِفلُ فيهم
تحَزَّمَ بـِ(المُعَدَّلِ) و(الكُراعِ)
لحِفظِ الدين والناموس عاشوا
وعاش عدوّهُم (من غير داعي)
لأنَّ دَمَ المُلوكِ يدُبُّ فيهم
أبوا أن يخضعوا لهوى الرُعاعِ
لقد رضعوا الكرامةَ من صِبَاهُم
ولمْ يلعبْ بِهم لبنُ (المراعي)
بحُبِّ المصطفى ارتبطوا قديماً
فجاءوا من (ثنِياتِ الوداعِ)
إذا البعض اليسير بها أضلوا
سيُرجعهم لها حُسنُ الطِباعِ
بوعي الناس تفشلُ كلُّ حربٍ
وإن جاءت بأكثر من قِناعِ
* * *
ففي (البيضاءِ) (مَسْوَرَةُ) المعالي
و(صَوْمَعةُ) النِمارةِ والسِباعِ
وفي (البيضاءِ) (زَاهِرُ) كلِّ حُرٍّ
و(طَفَّةُ) كلِّ (أزديٍّ) شُجاعِ
تفِرُّ طرائدُ (الإبرامز) منهم
كأرنبةٍ تفِرُّ من الضباعِ!
لِـ(رَيَّاشِيَّةِ) (البيضاء) بأسٌ
بتركيعِ الحروب طويلُ بَاعِ
و(سُوَّادِيَّةُ) (البيضاء) قومٌ
يضيقُ ببطشهم كلُّ اتِّساعِ
إذا استنجدتَ في (نَعْمَان) قاموا
بما هوَ فوق.. فوق المُستطاعِ
وإنْ (ذِيْ نَاعِمِ) اجتمعوا؛ أطاحوا
عروشَ الظالمين من اجتماعِ
سألتُ عن (الملاجِمِ) كلَّ غازٍ
فقال: بمصرعي تلقَ انطِباعي
وعن (ردمان) قالت لي المنايا:
لقد ولدوا وفي يدهم مَتَاعي
تكرّسَ في (مُكيراسٍ) إباهُم
وعرّى زيفَ أمريكا الفُقاعي
* * *
أُرتِّلُ في هوى (البيضاءِ) شعري
فتشتاقُ السماءُ إلى سَماعِي
أُحدِّقُ في القِلاعِ وساكنيها
فلا أدري الرجالَ من القِلاعِ!!
سألتُ جبالها عنهم.. فقالت:
إلى أكتافهم يصِلُ ارتفاعي!
إذا رامُوا النجومَ؛ فهُم إليها
يقيسونَ المسافةَ بالذراعِ
تحجُّ على قرى (البيضاء) روحي
ويسجدُ فوق تربتها التياعي
على كلِّ العصورِ مررتُ منها
ومن تأريخها استسقى يراعي
خرجتُ.. وما ارتوى قلبي.. لهذا
نسيتُ بـِ(عامِرِيَّتها) صُوَاعِي!!