السيد نصر الله: موقفنا من القضية الفلسطينية غير قابل للتبديل ومن واجب الامة الدفاع عن المقدسات
موقع أنصار الله –لبنان– 29 رمضان 1441هـ
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “موقفنا من قضية فلسطين والكيان الغاصب هو موقف عقائدي ديني شرعي اخلاقي انساني”، وتابع “موقفنا هذا غير قابل للتبديل ومن يراهن انه من خلال الحروب العسكرية او الامنية او التجويع او اي شيء آخر انه يمكن ان يغير بهذا الموقف فهو مشتبه”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له عبر الشاشة بمناسبة يوم القدس العالمي الجمعة “يأتي يوم القدس العالمي بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين التي اسست لقيام هذا الكيان الصهيوني الغدة السرطانية الشر المطلق وما تبعه من نتائج في هذه المقاومة”، واضاف “يوم القدس يأتي ايضا بالتزامن مع ذكرى انتصار 25 ايار 2000 الذي اسس لانتصارات وتحولات كبرى في المنطقة وفلسطين ومواجهة المشروع الصهيونية وتحرير فلسطين”.
ولفت السيد نصر الله الى “الامام الخميني عندما أعلن يوم القدس بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران جاء في قمة تصاعد مواقف الامام من قضية القدس وفلسطين وبالصراع مع العدو”، واوضح ان “من الاشكالات الاساسية بالمواجهة مع شاه ايران كانت علاقته باسرائيل وخضوعه للاميركيين”، وتابع “في لبنان أجيالنا منذ السيد عبد الحسين شرف الدين والامام المغيب السيد موسى الصدر وغيرهما من العلماء كالسيد محد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين، تربت على موقف العداء مع العدو الاسرائيلي”.
وشدد السيد نصر الله على انه “لا يوجد احد لديه اي تفويض لتنازل عن القضية الفلسطينية او ان يهب اي شيء من فلسطين للصهاينة تحت اي عنوان من العناوين”، وتابع “مسؤولية حماية ارض فلسطين والمقدسات فيها هي مسؤولية الشعب الفلسطينية والامة كلها وسنسأل عن ذلك يوم القيامة”.
وأكد السيد نصر الله ان “الحق لا يتغير بمرور الزمن وما اخذ بالسرقة لا يصبح ملكا شرعيا عبر مرور الزمن ولو اعترف كل العالم بشرعية ما سرقه اللص”، وشدد على انه “لا يحق لأي فلسطيني او عربي او مسلم او مسيحي ان يهب جزءا من فلسطين او القدس للصهاينة وهذه مقدسات الامة وهذه الارض ملك للشعب الفلسطيني”، ولفت الى ان “مسؤولية استعادت المقدسات والحقوق هي مسؤولية الشعب الفلسطيني اولاً ولكنها ايضاً مسؤولية الامة وفي يوم القيامة الكل سيسأل عن هذا الامر”.
واشار السيد نصر الله الى ان “المقاومة بكل اشكالها هي وحدها السبيل لتحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق وكل الطرق الاخرى هي مضيعة للوقت”، واوضح انه “لا ينجز التحرير في سنتين او ثلاثة والمقاومة الشعبية تستنزف سنوات كبيرة”، واضاف “طول زمن المعركة لا يجوز ان يكون سببا لليأس والأجيال”، واعتبر انه “يجب ان تتواصل المقاومة والجيل المعاصر اذا كان يشعر انه غير قادر على المقاومة عليه ان لا يعطي تبرير للشرعنة ولا يجب ان يعترف به او ان يوقع له”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الشعب الفلسطيني يقاوم ويناضل وفي الصورة الظاهرية انه يقاتل الجيش والحكومة الاسرائيلية ولكن في النظرة الباطنية القتال هو ضد الولايات المتحدة الاميركية”، وأكد “معركتنا الحقيقية هي بمواجهة الولايات المتحدة الأميركية لان إسرائيل هي الجبهة المتقدمة للولايات المتحدة الأميركية التي تدعمها عسكريا وأمنيا واقتصاديا وسياسيا”، وتابع “اميركا لم تكن تسمح لنا في لبنان حتى بمجرد الادانة لجرائم الاحتلال الاسرائيلي واميركا جعلت اسرائيل بوابة للتقرب الى الولايات المتحدة”، وأشار الى ان “اميركا تسخر نفوذها وعلاقاتها وقوتها من اجل تثبيت اسرائيل وفرض ذلك على الدول العربية”، واوضح ان “العدو الذي نقاتله في الواقع هم الاميركان”.
وقال السيد نصر الله “في بيئة الصراع الحالي مع العدو، هناك دول وانظمة من العالم العربي والاسلامي خرجت من هذا الصراع هي صامتة او مشغولة بمشاكلها وبعضها خرج من الصراع مع العدو ولكن انتقل الى موقع من يساعد العدو بالامكانات المتاحة كمحاصرة الفلسطينيين ووقف الدعم عنهم واعتقال فلسطينيين على اراضيها والتصويت لمصلحة العدو في بعض المنظمات وغيرها من الشواهد، اي ان بعض الدول انتقلت الى موقع الصديق للعدو والضاغط للشعب الفلسطيني”، وتابع “هناك بعض الدول بقيت في موقع المعادي والمقاوم للعدو وعلى رأس هذه الدول ايران وسوريا بالاضافة الى حركات مقاومة وفصائل من اليمن والعراق ولبنان وباكستان وفلسطين والبحرين”، واكد ان “هذا المحور المسمى محور المقاومة له التأثير الكبير بمواجهة المحور الاميركي الاسرائيلي”، واكد ان “يران هي الثقل الاكير والابرز لمحور المقاومة”.
وذكر السيد نصر الله ان “اسرائيل عملت على تشديد الحصار الاميركي على ايران وكل المعلومات تجمع على الفشل الاسرائيلي بهذا الرهان”، ولفت الى ان “هذا الامر تحقق بسبب صمود ايران القيادة والشعب خلف سيادة بلدهم”، وتابع “اي دولة اخرى قد تنهار وتغير ثوابتها”، وتابع “رغم كل التهويل للرئيس الاميركي دونالد ترامب فالاعتقاد بعدم وقوع اي اعتداء او عملية ضد ايران بسبب قوة الجمهورية الاسلامية”، واشار الى ان “آخر رهان اسرائيلي هو على كورونا في ايران ولكن الجمهورية الاسلامية تواجهه بقوة وستخرج منه منتصرة”.
وعن الوضعين السوري والعراقي، قال السيد نصر الله إن “العراق لا يمكن ان يكون في المحور الاميركي”، وشدد على “ضرورة “الحفاظ على العراق وقوته وهذا يتنافى مع المشروع الصهيوني واسرائيل التي كانت من اشد المحرضين على العراق”، وتابع “مسؤولية العراقيين هو الدفع بالعراق باتجاه موقعه الطبيعي في مواجهة العدو الاسرائيلي”، ولفت الى ان “الولايات المتحدة وإسرائيل راهنتا على إطلاق حرب طائفية في العراق والمنطقة”، واضاف ان “سوريا موقعها معروف في محور المقاومة”، وتابع “الحرب الكونية على سوريا فشلت وهي أسقطت المشروع الأميركي الإسرائيلي لإسقاط الدولة السورية وهي انتصرت في هذه الحرب وبقي لها بعض المعارك”.
وحول الوضع اللبناني، قال السيد نصر الله “في موضوع لبنان اسرائيل حذرة وتدرس خطوات المقاومة بدقة، والبعض يقول إن الردع موجود على طرفي الحدود وهذا انجاز جيد للبنان لان اسرائيل طالما كانت متفوقة على لبنان”، وتابع “قدرات المقاومة تعاظمت وهذا فشل لاسرائيل وهي كانت راهن على التطورات الداخلية لمواجهة المقاومة والآن اسرائيل تراهن على الوضع الاقتصادي الداخلي وعلى العقوبات الاميركية ويراهنون على انقلاب بيئة المقاومة كما حصل في فترة الانتخابات”، واضاف “علينا ان نحافظ على سيادتنا وان نكون اقوياء ونردع عدونا ونحمي ثرواتنا وان يكون بلدنا عزيزا وايضا ان لا نموت الجوع”.
وعن الوضع الفلسطيني، قال السيد نصر الله “في الفترة الاخيرة كان من الواضح الاستعجال الاسرائيلي الاميركي في الملف الفلسطيني لانه يدرك ان الاوضاع ليست من مصلحته، مع صمود غزة وتعاظم قدرات المقاومة فيها ومواصلة عمليات الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، فالشعب الفلسطيني ما زال يصمد”، واضاف “ترامب جاء واعلن عن صفقته وضغط ومن معه على السلطة للقبول بالصفقة ولكن هم تفاجاؤا انهم لم يجدوا اي فصيل فلسطيني يمشي معهم بهذه الصفقة”، واكد ان “الاسرائيلي والاميركي يفشل مقابل ان هناك من يصمد وينتصر ويفشل مخططات العدو”، وتابع “بعد الحديث عن ضم القدس يذهب العدو لضم اجزاء من الضفة واغوار الاردن هم يعتقدون انه يجب الاستفادة من وجود ترامب وبقي لهم فقط بضعة أشهر”.
وقال السيد نصر الله إن “التطبيع هو مسار فاشل من مصر الى الاردن وصولا لما يجري في بعض دول الخليج ، هو يعبر عن إرادة سياسية وليس عن إرادة الشعب العربي والاسلامي، يكفي ان تتاح لهم الفرص للتعبير عن آرائهم من القدس وفلسطين والعدو الاسرائيلي”، وأكد انه “بدماء الشهداء تدفعنا لمواصلة الطريق وتحمل المشاق والمخاطر ايا كانت”، ولفت الى انه “عام 2019 والجزء الاول من العام 2020 الاخفاقات التي صعنها محورنا للمحور الاميركي والاسرائيلي كانت كبيرة”.
وتابع السيد نصر الله “اليوم المطلوب منا الافق المفتوح والمطلوب صمود محور المقاومة لانه في النهاية الحروب العسكرية سنصل فيها الى نهايات في اليمن وسوريا، ومع وجود مخاطر من حرب مع اسرائيل إلا ان هذا المحور يراهن على الحروب النفسية والاقتصادية”، وشدد على “ضرورة الصبر والصمود لمراكمة وتعاظم قدرات محور المقاومة حيث ان العدو غير قادر على ايقاف ذلك. في ايران وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وايضا في لبنان لا بد من التذكير ان قواعد الاشتباك ما زالت قائمة وعلى العدو ان لا يحسب خطأ في هذا الامر”، ودعا “لمواجهة الحرب النفسية بالثقة بالله وبالنفس وقراءة المتغيرات واليوم هناك الكثير يقولون ان اميركا فقدت قيادتها العالمية كما كانت سابقا لا سيما في ظل جائحة كورونا واميركا مشغولة بنفسها واقتصادها ومشاكلها”، واوضح “لدينا عالم جديد من اميركا الى اوروبا والصين وروسيا وايران وربما في اسرائيل”.
وتساءل السيد نصر الله: “مثلث صفقة القرن (ترامب -نتانياهو-ابن سلمان) ماذا عن حالتهم؟ سواء ترامب في اميركا او نتانياهو وايضا ابن سلمان من الوضع الداخلي الى النفط والحرب في ال سعود والعدوان على اليمن”، وشدد على ان “كل هذه الامور تؤكد ان محورنا قادر على تحقيق الانتصارات والانجازات وهو حقق الكثير سابقا وخاصة اليوم علينا الحضور والثبات بوجه الحصار والعقوبات والمعركة هنا هي معركة ايمان وعزم واقتصاد ايضا”، وتابع “نحن على يقين ان شعوب العالمين الاسلامي والعربي تدعم هذا المحور”.
وعن وضع كورونا في لبنان، دعا السيد نصر الله “لعدم التساهل بخصوص اجراءات الوقاية من كورونا”، ولفت الى انه “اذا ارتفعت الاصابات قد لا يحتمل النظام الصحي اللبناني وهذا قد يهدد كل المجتمع”، وشدد على ان “ضرورة الالتزام بالاجراءات وهذا واجب ديني ووطني واخلاقي”.
وفي الختام، هنأ السيد نصر الله بقرب حلول عيد الفطر المبارك، وأمل ان يكون عيدا سعيدا على الامة باستعادة فلسطين ومقدساتها.
المصدر: موقع المنار