العيد الاستثنائي
موقع أنصار الله || مقالات || حمدي دوبلة
-لم نعد ندري على وجه الدقة أو بالأصح لم نعد نكترث كثيرا برقم العيد الذي يحل علينا ونحن نعيش أجواء العدوان والحصار وهل هو الثاني عشر أو الثالث عشر أو اقل من ذلك أو أكثر؟ لكننا نعي جيدا أن هذا العيد هو العيد الأول الذي يحل على اليمن وشعوب الأمة العربية والإسلامية في ظل تفشي وباء كورونا.
-كنا على الدوام طيلة الأعوام الخمسة الماضية نحرص على تحدي العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية ونأبى إلا أن نحيي شعائر وطقوس وعادات هذه المناسبات العظيمة على أكمل وجه في كافة الأوجه الدينية والاجتماعية مهما بلغت الصعوبات وبلغت قساوة الظروف، ولم تمنع تلك التحديات والمخاطر المرتبطة بالعدوان وملحقاته وآثاره الناس أبدا من الاحتفاء الكامل بمختلف تلك المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، وكان كل ذلك من قبيل الكبرياء والإرادة والثقة بالنفس وغير ذلك من الشيم والسمات الإنسانية التي عرف بها أهل اليمن على مر العصور.
-لكن التحدي الإضافي الذي صاحب هذا العيد مختلف تماما وليس من الحكمة في شيء التعامل مع مخاطره وتهديداته كما جرت العادة مع العدوان والحصار أو أي تحدٍ آخر.
-انه وباء كورونا الذي لا يرحم صغيرا ولا كبيرا ولا يعرف حدودا أو يستثني أحدا من بطشه إلا من رحم الله، بل ويجد في مثل هذه المناسبات التي تكثر فيها الملتقيات والاحتفاءات الجماعية بيئة خصبة وملائمة للانتشار وتوسيع نطاق نشاطه المميت .
-حسنا فعلت الجهات المختصة بفرض العديد من الإجراءات والخطوات الاحترازية والوقائية خلال أيام العيد مثل إقامة صلاة العيد في المنازل والتوجيه بالاكتفاء بتبادل التهاني عبر الاتصالات الهاتفية وتجنب المصافحة والعناق وتبادل القبلات عند التهنئة والحث على عدم تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب وتجنب السفر والتنقل غير الضروري سواء في إطار المدن أو على مستوى الأسفار التي عادة ما تصاحب هذه المناسبة ما بين المدن والقرى والأرياف وغير ذلك من الإجراءات الوقائية الضرورية للحيلولة دون انتشار الوباء وتفشيه على نطاق واسع خلال المناسبة، لكن ما يؤسف له حقا أن كثيرا من الناس لايزال يتعامل مع الأمر باستهتار وعدم مبالاة وكأنه قد ضمن انه بات محصنا من هذا المرض وهذه الممارسات بالتأكيد لن تكون سوى الباب الواسع لانتشار الفيروس بين أوساط المجتمع لا سمح الله.
-أخيرا لا بد من التأكيد على ضرورة التعاطي من قبل الجميع دون استثناء مع تهديدات الجائحة الوبائية التي أودت بحياة أكثر من ثلاثمائة ألف إنسان وأصابت قرابة الستة ملايين حول العالم ولاتزال تضيف عشرات الآلاف منهم إلى قائمة ضحاياها كل ساعة وكل يوم ودون أي توقف، بجدية وبمسؤولية عالية وبما تتحقق معه مصالح وسلامة وأمن وصحة المجتمع والأمة .. وكل عام والجميع بصحة وسعادة وأمان بإذن الواحد الأحد.