سقطرى.. صراع المحتلين وأذنابهم
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
سقطرى المحافظة اليمنية الساحلية التي تعرف بـ”جزيرة السعادة” ، و”جزيرة الأحلام ” ذات الموقع الاستراتيجي ، والطبيعة الساحرة والتنوع الفريد من نوعه ، باتت تحت قبضة أدوات المحتل الإماراتي بتواطؤ من المحتل السعودي الذي يبدو أنه دخل في صفقة تقاسم الجنوب مع الإمارات ، بموجبها تم تمكين ميليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة عليها وطرد مليشيات هادي والإصلاح التي كانت تستقوي بالسعودية وتراهن على دعمها وإسنادها في معركة السيطرة على سقطرى ، لتجد نفسها وحيدة في معركة غير متكافئة قياسا على ضخامة الدعم والإسناد الذي قدمته الإمارات لهم.
مشاهد تبعث على الخزي والعار لأذناب المحتل السعودي والإماراتي وهم يتصارعون ويتناحرون فيما بينهم ، كل طرف يريد أن يكون المنتصر والفائز بكأس الخيانة والعمالة بتقديم سقطرى على طبق من ذهب للمحتل الذي يدين له بالولاء ، ويتلقى منه الدعم والتمويل ، ويقاتل تحت رايته ، قتلى وجرحى وتدمير للممتلكات العامة والخاصة من أجل إخضاع سقطرى للإحتلال ، في أقذع صور الدياثة والعمالة والخيانة في تاريخ اليمن الحديث ، وكأن سقطرى لا تستحق أن تكون محافظة يمنية حرة مستقلة ، ولا بد من تحويلها إلى مستعمرة إماراتية ترجمة للمخطط الإماراتي الذي يستهدف المحافظة منذ الوهلة الأولى لدخولهم المحافظات الجنوبية ؟!!
سقطرى رسميا تحولت من مستعمرة سعودية إلى مستعمرة إماراتية بعد طول انتظار ، إذ يتم تجنيس أهالي سقطرى بالجنسية الإماراتية ، وتجنيد العديد من شبابها في الإمارات، والحديث عن حق أهالي سقطرى في تقرير المصير ، وتخرصات المسخ ضاحي خلفان التي يدعي فيها أن جزيرة سقطرى إماراتية الجذور ، والذهاب لنقل اشجار دم الأخوين للإمارات سعيا منها لتزوير التاريخ ، وادعاء العراقة والحضارة.
دويلة زجاجية هشة تأسست مع مطلع السبعينات تعبث بالمحافظات الجنوبية وتمارس سياسة استعمارية استغلالية قذرة بهدف الوصول إلى غاياتها وأهدافها ، وفي مقدمتها تمكين الأمريكيين من إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فيها تحت غطاء إماراتي ، بعد تنصيب قيادة للمحافظة ، قيادة عميلة مرتهنة للإمارات تشرعن لمثل هذه الممارسات غير القانونية ، التي تنتهك سيادة الدولة وتستبيح أرضها وجزرها وسواحلها وكل شبر فيها ، والغريب هنا هو الصمت المطبق الذي يطغى على الشارع السقطري خاصة والجنوبي عامة وهم يشاهدون هذه الممارسات الرعناء التي تمثل انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات واللوائح الدولية ، والتي تستهدف محافظاتهم وثرواتهم ومقدراتهم وحريتهم وكرامتهم ، والتي يجب الوقوف ضدها ، والتنديد بها واستنكارها كأقل تحرك يمكن أن يقوموا به.
بالمختصر المفيد: سقطرى محافظة يمنية والمتاجرة بها بين السعودية والإمارات عبر أدواتهما العميلة عار سيظل يلاحق كافة أحرار سقطرى خاصة والجنوب عامة ، والسير خلف مخططات الإمارات وتركها وأذنابها يعبثون ويعربدون ويبيعون ويشترون ويتاجرون بها سيتجه بالمحافظة نحو الهاوية ، ولن يحصدوا من الإمارات غير الوهم والأحلام والوعود البراقة التي حصدها قبلهم أبناء عدن الذين وعدتهم الإمارات بأنها ستجعل من عدن (دبي الجنوب) وها هي عدن اليوم ( حالتها حالة ) وأوضاعها كارثية ومأساوية في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، وينبغي أن تكون درسا كافيا لكل المخدوعين بالإمارات ووعودها ومشاريعها الدعائية الترويجية ، وفي مقدمتهم أبناء سقطرى ، ويتحركوا قبل فوات الأوان ، فلا خير في المحتل على الإطلاق ، لا خير في العدو الذي يتاجر بك وبحياتك وبأرضك وعرضك وشرفك وكرامتك ، الله الله في سقطرى لا تفرطوا بها ، ولا تتركوها فريسة للإماراتي وأذنابه، فالعاقبة ستكون وخيمة جداً.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.