اللوحة الدموية وريشة الإصلاح

‏موقع أنصار الله || مقالات || خـــولة العُفيري

قواميس لُغتي هذه أنا عُدت إليك بعد فترة من الغياب، ولكن عودتي ليست محمودة، لقـــد جئتكِ بيّدين إحداهن حاملة القلــــم وأخرى مُثقلة بالألم.

لقـــد أتيت من بين أكوام الخراب الروحي وأنقاض الأفكار المُدمّـرة بالضجيج في قــارعة المشاعر الجياشة والأحاسيس المتقدة تملؤني الخيبة.

وأنا أقف عاجزةً عن التعبير على باب الكلمــــات، طارقة جرس المحاول وَقد أثقل كاهلي الفزعُ، حاولتُ الكتابة فلم أجد لها أيَّ قدرة على تفسير ما في داخلي من وجع، كيف سأبعثُ ما في داخلي بكلمات صماء حروفها تجهش بالبكاء؟

حينها اضمحلت بياضتي بالدموع وأنا شاردة تائهة في إحياء مُخيلتي، أقاوم ضوضاء فكري وكأنها تقيم احتفالاً في رأسي بعد أن شاهدتُ حلقـــة من مسلسل الإجرام الدّموي، مُخرجها الأمريكي وممثلها حزب الإصلاح الذي أَدَّى دوره باحترافية حائزة على الأوسكار في فن الإجرام.

حامل لراية الإصلاح، ولإصلاح في نفسه، ولا خير إلا فساد وتخريب في الأرض التي تطأ قدمه عليها.

وما مجزرة آل سبيعيان إلا لوحة دموية تُضاف إلى معــــرض وحشيتهم، بعد أن رسموا الموت بريشة الاعتداء على منزل الشيخ في وادي عبيدة وسرعان ما وضعوا الألوان الباهتة التي أطفأت بسمة طفل، وأفزعت قلب امرأة وأبكت عين عجوز، وسرقت روح رجل، ووقعتُ تلك اللوحة برصاصة ذبحت كبير تلك الأسرة وصغيرها.

ما كان سبب غيّهم وحقدهم الدفين على آل سبيعيان، ما الذنب الذي اقترفوه لينالوا عقابه؟

إلا أنهم رفعوا شعار البراءة.

أم لأنهم تبرؤوا من أرباب الباطل؟

(نعم).

ولكن لماذا هم المنفذّون الأوائل في مسرح الجريمة وما مصلحتهم في محاربة الشعار؟؛ مِن أجلِ رِضا أرباب الباطل عليهم ليتقلدوا وسامَ الولاء، إمعة وأتباعاً لأعداء الأُمَّــة والدين، وأبوا إلا أن تتبرأ منهم أشرعة السماء وتلعنهم قوانين الأرض، وأن يحشروا أذلة صاغرين.

قد يعجبك ايضا