صواريخ التنمية

‏موقع أنصار الله || مقالات || أحمد يحيى الديلمي

المعلومات الخطيرة التي أفصح عنها العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة حول الدور المشبوه لوكالة التنمية الأمريكية كشفت عن حالة الهوس لدى أمريكا المؤيدة بقوة حضور المخطط الاستراتيجي الصهيوني في أذهان صانعي القرار في البيت الأبيض .

من نفس النقطة نستدل على السبب الحقيقي لاستمرار العدوان الظالم من قبل أمريكا وأدواتها في المنطقة على اليمن واليمنيين .

كل المؤشرات والسيناريوهات تؤكد الارتباط الوثيق بين ما يجري وبين ما يُسمى بأمن دولة إسرائيل ، وفي سبيل ترجمة هذه الغاية لا تجد أمريكا أي حرج وهي تتجاوز منظومة القيم وتخترق المبادئ التي تتباهى بها وتقدم على تغيير وظيفة الوكالة الأمريكية للتنمية المعنية في الظاهر بدعم مشاريع التنمية فتحولها إلى بؤرة للتآمر والفساد وتهريب الأسلحة إلى كل من يُسلم بحق إسرائيل في الوجود ويضمن أمنها واستقرارها .

هذا الدور الخفي غير المعلن أضاف مهام أكثر خطورة للوكالة إذ حول مسمى التنمية إلى غطاء لتسويق الموت والإبادة الشاملة ، وهنا نسأل ذلك الجيش الكبير من المتورطين في العلاقة المشبوهة مع الوكالة من أبناء بلادنا في شكل أفراد أو أحزاب أو جمعيات ، كان الجميع يحجون إلى مقر الوكالة بالحصبة في رأس كل شهر لاستيعاب التعليمات واستلام الموارد ، ثم ينزلقون عن عمد أو بسذاجة إلى صناعة الفتن واختلاق الأزمات الحادة وإثارة النعرات العنصرية والطائفية وما ترتب عليها من أوجاع ومأسٍ وكوارث أدت إلى سقوط آلاف الضحايا ، فما موقفهم اليوم ؟!

المعطيات خطيرة كشفت بجلاء أن هذا الكيان المشبوه ليس إلا غرفة متقدمة للمخابرات الأمريكية وجهاز خطير للتمويه تُحركه أصابع ترقص على كف الشيطان ، ويروق له اللعب بكل الأوراق إذا اقتضى الأمر ، تصعيد أزمة هنا أو تغطية على حدث هناك أو تمرير قوانين قهرية في هذا البلد ، اي أن الوكالة تحتوي على قسم خاص لصنع الأفكار وآخر للتمويل وثالث للنشر في الإعلام ورابع يدخل الأفكار إلى دهاليز السياسة وينشرها في أوساط الجماهير ليضفي عليها مصداقية ويعطيها مذاقاً خاصاً يكسبها القبول في كل الأوساط ، وأخيراً يضمن تحويلها إلى سياسات وقوانين مقبولة تصدر بقرارات حكومية ، بما يؤكد أن تسويق الأسلحة وصواريخ الإبادة باسم التنمية لم يكن إلا حلقة من حلقات التآمر الواسعة ، وعلى هذا يجب أن نفهم ما أعلن عنه العميد سريع صاحب المصداقية الخاصة التي اكتسبت وضعاً خاصاً في قلوب المتلقين ، لا نقول هذا الكلام جزافاً لكنا ننقل ما ورد على لسان صحفي سعودي في رسالة خاصة تلقيتها منها أقتبس منها ما يلي:

* صدق سريع وكذب المالكي

لست وحدي في هذا الميدان لكن معي الكثيرين ، وصلنا إلى ما يشبه الهوس والإدمان بالاهتمام بمتابعة طلات العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية ، كلما ظهر علينا بطلعته البهية نتسمر أمام التلفزيون نراقب العبارات وهي تفارق شفاهه لتنم عن مصداقية خاصة وتفصح عن معلومة جديدة يعتبرها الرجل حق مشروع لكل مواطن ، بالمقابل فإن كل التصريحات والإطلالات الصحفية المتعاقبة والبيانات التي يصدرها ما يُسمى بالناطق الرسمي لدول التحالف العربي أصابت الكثير من المواطنين في المملكة بالتبلُد وخلقت حالة من اللغط و التخبط واضطراب الفهم بالذات في محيط الساسة والمثقفين المتعطشين لمعرفة الحقيقة .

السيل الجارف من التصريحات والبيانات التي تسوق البهتان والكذب والزيف أفقدت الناس الثقة بالإعلام والجيش وحفزتهم على متابعة العميد سريع لأنه يتمثل المصداقية فيما يقول ويتعاطى مع المهمة بمهنية وحيادية تامة ، يقول الحقيقة ويفصح عنها لذاتها سرعان ما تحظى بتأييد نشطاء محليين وشهود عيان يصادف قربهم من الحدث فيصل إليهم دوي الانفجارات أو يشاهدون قوة الفعل بأم أعينهم ، فيؤكدون ما ورد على لسان العميد سريع بطرقهم الخاصة .

المشكلة أن المدة الزمنية للانتشاء بأخبار الانتصارات الوهمية محدودة جداً ، في الغالب تدحضها معطيات جديدة تنفيها أو تكذبها وتحولها إلى مادة للتندر والاستخفاف من قبل عامة المتلقين ، الخطاب بما يمثله من سفه وعدم احترام لمشاعر المتلقين هو الذي خلق التقدير التلقائي للوقائع والاحداث بعد سماع كل خبر عقب الإعلان عنه ، فالأخبار التي يعلنها المالكي حافلة بالسموم تجعل الرد يأتي سريعاً حاملاً مشعل الحقيقة فيدحض معول الهدم ويسقط الأخبار المفزعة والمثيرة للرعب في النفوس من قبل المالكي .

على مدى خمس سنوات من العدوان بات أكثر الناس على يقين أن المالكي يعتبر المدرسة أو مخيم اللاجئين قاعدة صاروخية ومزارع ومصانع الإنتاج مدافع ودبابات ومخازن الأدوية وحليب الأطفال قواعد عسكرية ، للآسف ضربات موجعة تُثير الرعب وتستفز المشاعر الدينية والقيم الإنسانية النبيلة ، سرعان ما يتغنى بها إعلام التحالف ويعتبرها انتصارات ساحقة ، وهنا يكمن الفرق بين إعلام الحقيقة وإعلام التهريج والإرجاف والتهويل ، فالأخير سقط في أعين الناس بينما استطاع الأول أن يستقطب مشاعر التأييد والتفاعل في كل مناطق العالم ، لأنه بتحري الصدق رفع من قيمة الإمكانيات المتواضعة وجعلها معول لهدم الكذب والدجل وتزييف الحقائق ، انتهى كلام الزميل السعودي .

أترك التقدير للقارئ الكريم خاصة أن كل شيء واضح وأن العدو يتهاوى ويصل إلى مرحلة اللاعودة ، بينما أصحاب الصدق والإرادة القوية المتمسكة بالله سبحانه وتعالى والمعتمدة عليه يتعاظم شأنهم ويصبحون قوة فاعلة ووازنة يخشاها الجميع ، فلله در من يجددون شباب القوات المسلحة بصناعات متطورة وأولئك الصامدين في جبهات القتال ، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله ..

 

قد يعجبك ايضا