الجيل الفلسطيني الجديد يفاجئ “الإسرائيليين”
موقع أنصار الله || اخبار عربية ودولية || أشارت وكالة القدس للأنباء في تقرير لها ما تناولته صحافة العدو الإسرائيلي من مخاوف أن الجيل الفلسطيني الجديد يفاجئ “الإسرائيليين”.
ونقلت ما قالة الخبير العسكري “الإسرائيلي” “ألون بن دافيد” في القناة “الإسرائيلية” العاشرة، في مقال تحليلي بصحيفة “معاريف”، إن مرور نصف عام على موجة العمليات الفلسطينية أعطى “الإسرائيليين” درسا يفيد بأنه على جانبي الخط الأخضر نشأت أجيال جديدة، يمكن تسميتها “الفلسطيني الجديد”.
ويتصدر هؤلاء الأطفال المشهدين السياسي والميداني، من خلال عمليات الطعن والقتل التي ينفذونها، وهو ما يجعل القيادتين “الفلسطينية” و”الإسرائيلية” تبديان خوفهما من هذه الأجيال الصاعدة، وبدلا من أن تقوم هذه القيادات بتصدر الموقف وقيادته، باتت تقاد من قبل هذا الجيل الصغير.
وأضاف أن الجنود “الإسرائيليين” الذين يقفون أمام الحواجز العسكرية في المناطق الفلسطينية باتوا يواجهون ظاهرة غير مألوفة بالنسبة لهم خلال الشهور الستة الأخيرة؛ ففي حين كان الجندي “الإسرائيلي” يسأل الفلسطيني الذي يقترب من الحاجز، عن اسمه وطريق سفره، وكان يجيبه الفلسطيني بسهولة، يواجه الجندي نفسه اليوم إجابات فلسطينية من قبيل “ما دخلك من أنا، وإلى أين أذهب؟ وهذه الإجابات المتحدية تخرج عن فتيان فلسطينيين صغار، ويزيدون حديثهم موجهين إياه للجندي “الإسرائيلي”: من أنت حتى تسألنا هذه الأسئلة؟”.
وأشار إلى أن الجيل الفلسطيني الذي يقود الموجة الحالية من العمليات الفلسطينية يختلف عن سابقيه من الأجيال التي تصدرت الانتفاضتين السابقتين؛ فقد تبين لجهاز الأمن “الإسرائيلي” العام (الشاباك) من التحقيقات التي أجراها مع 90% من منفذي العمليات الفلسطينية الذين بقوا أحياء، أن “الإسرائيليين” أمام جيل جديد غير مسبوق في المواصفات والمعايير التي عرفوها في الانتفاضات الفلسطينية السابقة.
وأوضح أن معظم هؤلاء الفلسطينيين الفتيان لم يزر” إسرائيل” في حياته، ولم ير البحر أبدا، ولم يسافر خارج الضفة الغربية، لكنه يتجول عبر شبكة الإنترنت، ويعرف كل شيء تقريبا عن العالم من خلالها. هذا جيل لا يهتم كثيرا بالصيغ المعروضة لحل (الصراع) القائم بين “الإسرائيليين” و”الفلسطينيين”، ولا يبدي اهتماما بما إذا تفاوضت “إسرائيل” مع “السلطة الفلسطينية” أم لا، هو يهتم بأمر واحد فقط هو حقوق الإنسان الخاصة به، ويرى أن “إسرائيل” تصادر منه هذه الحقوق الأساسية، ويطالب باستردادها، والحصول عليها، ولا يعير إقامة الدولة الفلسطينية أدنى اهتمام في تفكيره.
ورغم – مزاعم الكاتب من – أن الأسابيع الأخيرة شهدت انخفاضا في عدد العمليات الفلسطينية، فإنه يبدي حذرا من الحديث عن تراجع في هذه الموجة من الهجمات، في ضوء أن معدل الجيل الصغير بين الفلسطينيين هو الأعلى من بين السكان الفلسطينيين، فالضفة الغربية تضم 950 ألف فلسطيني تتراوح أعمارهم بين عامي 15 و30 عاما، وهم الوقود الحقيقي للعمليات الفلسطينية ضد “الإسرائيليين” في الأشهر الأخيرة، لأن ثلثهم حاصل على شهادة الثانوية العامة، وثلث آخر عاطل عن العمل.
وختم بالقول بأنه للتعرف على مواصفات الجيل الفلسطيني الجديد، يمكن القول إنه في الضفة الغربية هناك 1.7 مليون فلسطيني يستخدمون فيسبوك من بين 2.8 مليون نسمة، بينما في “إسرائيل” هناك ما يقرب من أربعة ملايين حساب فيسبوك من بين ثمانية ملايين نسمة، وهذه نسبة تعطي “الإسرائيليين” إشارة إلى طبيعة الجيل الذي يواجهونه في هذه المواجهة الدائرة معهم.