استهداف الطرقات.. تعبير بليغ عن إفلاس العدوان
موقع أنصار الله || صحافة محلية _ الثورة _ طارق وهّاس ||
_ كان آخرها استهداف جسر القيادة – شعوب في قلب العاصمة صنعاء
لم يتوقع العالم بأكمله على صمود اليمن عاما كاملا من التحدي والإصرار والدفاع عن هذا الوطن وهذا ما زاد من جنون وهستيريا آل سعود فلم يبقوا على شيء إلا ودمروه، بما في ذلك استهداف الجسور والطرقات التي تصل العاصمة بالمحافظات، أو تصل قلب العاصمة بأطرافها، حيث كان آخر مساعي العدوان لاستهداف الجسور، هو ضرب الجسر الواصل بين شارع القيادة ومنطقه شعوب، في يوم 23 مارس محاولة لإرعاب الناس وبالتالي إحجامهم عن المشاركة الذكرى الأولى للعدوان… وليس هذا بجديد، بل هو تصرف دال على جبنهم وحقدهم على اليمن وشعبه، كما أنه مؤشر إفلاس… في هذا الاستطلاع سنسلط الضوء على مؤشرات تتعلق بحجم أضرار العدوان على الجسور والطرقات، ولكن البداية بعرض إحدى مشاهد استهداف العدوان لإحدى جسور السائلة الرابط بين شارع القيادة وشعوب…
كان الهلع كبيراً جداً في المنطقة خصوصا وان الوقت كان في منتصف ليلة الأربعاء 23 مارس المنقضي، وأغلب الناس كانوا نائمين، لحظة استهداف الجسر الرابط بين شارع القيادة ومنطقة شعوب بغارةٍ أفزعت جميع سكان المنطقة والمناطق المجاورة، معيدة إلى الأذهان كارثة استهداف مبنى القيادة الذي قض مضاجع العاصمة.. هذه المرة كانت الحصيلة استشهاد عامل وجرح آخر بجروح خطيرة..
هذا ما قاله المهندس عماد الصبري الذي كان جوار الجسر ليلة الانفجار.. مؤكداً سقوط شهداء وجرحى من المواطنين، في هذا القصف الذي استهدف أيضاً بغارة جوية هنجراً للسيارات. ما ألحق ضرراً كبيراً من المنازل جراء الغارة التي استهدفت الهنْجَر وجَسْر شُعُوب.. فيما قال بشير البدجي عامل في الفرن القريب من الجسر أن ليلة الانفجار كان داخل الفرن نائماً وعند سماع صوت الانفجار فزع من فراشه خائفا وكان باب الفرن مغلقاً عليه من الخارج مما زاد من هلعه وخوفه وبحسب قوله أن الفاجعة والشخص نائم أكبر من موته وقال أنا حتى الآن لم استوعب ما حصل.
من جهته قال المهندس محمد غالب: كنت ليلة الانفجار قد عدت إلى منزلي مع العلم أن عملي يقع بجوار الجسر وعند سماع الانفجار بصوت قوي تواصلت مع أقاربي وكان مع الأسف ضحية هذا العدو الغادر واحد من أقاربي والآخر أصيب بجروح وهو مازال في المستشفى المجاور حتى كتابة هذا الاستطلاع وأضاف غالب لقد ارتكب العدوان جرائم دامية سكت عنها العالم ومنظماته ولكن لم ولن ينساها أبناء اليمن وأجياله المتعاقبة..
عام من الصمود
الأستاذ احمد الهادي حدثنا قائلا: إن عام من الصمود في وجه العدوان زاد اليمن توحداً والعدو حقداً وهزيمة.. فقد بدأ العدوان باستهداف المطارات منتهيا بالجسور والأنفاق والمدنيين وغيره.. واستهداف جسر شارع القيادة وشعوب، واستهداف الجسر ليس بجديد عليهم ووقتاهم المتأخرة بغرض آثاره الرعب وزرع الخوف ليس بالمرة الأولى وهاهو عام من الصبر والتحدي في وجهه..
وواصل الهادي إن الغارة كان ضحيتها موت عامل وجرح صديقه بجروح خطيرة وتكسر زجاجات منزلي وتحطم الأبواب وكذا المنازل المجاورة وأضاف منزل شقيقتي المطل على الجسر كان أكثر تضرراً والشقق التي في العمارة المطلة على الجسر وأفزع السكان والنساء والأطفال ..
فيما يقول علي القُهالي أحد الموطنين الساكنين بالقرب من الجسر أن منزله لم يسلم من الخراب والدمار بسبب قوة الضغط وقد علت أصوات النساء والأطفال من فزع صوت الانفجار وقال والدتي كبيرة في السن أصيبت بانهيار عند سماع الانفجار وأحفادي الخوف والبكاء سيطر عليهم ..
لقد لعبت السعودية بكافة الأوراق دون أن تعمل حساباً لأي أحد كان فدمرت البلاد واستهدفت العدالة والتجارة والصناعة والتعليم والمستشفيات والدوائر الحكومية والمدنيين وحتى الجسور والأنفاق لم تسلم وكانت كافة الأوراق التي استخدمتها في هذه الحرب خاسرة أيضاً هذا ما قاله القاضي عبدالله التويتي مؤكداً أن منزله من ضمن المنازل التي تضررت جراء هذه الغارة وبكل ألم وحزن من وحشية العدوان على اليمن وشعبه والدمار الذي ألحقه بهذا الوطن الغالي
فيما أكدت منى الحرازي أن الضربة قصدت الجسر نفسه والمدنيين ولا يوجد جوار الجسر سوى منازل ومعارض لتشليح السيارات والذي كان من ضحايا هذه الغارة العمال وأضاف أن المنازل المجاورة والمطلة على الجسر قد دمرت وحل الخراب فيها مؤكدة أن هذا العمل ليس سوى عمل إجرامي بغرض إبادة الشعب وزرع القلق والخوف عند الأطفال والنساء حتى يرحلوا منه وهذا لن يكون حتى لو ضحينا بآخر قطرة دم في عروقنا هكذا أوضحت الحرازي في ختام حديثها.
أخرجهم الرُّعْب
وفيما تساءل ساخراً محمد الصبري أحد المهندسين في ورشته القريبة من الجسر.. أين الصواريخ التي استهدفها العدوان تحت هذا الجسر؟ وكم مساحته.. ؟ مؤكداً أن ادعاءات العدوان باستهداف حوثيين أو أسلحة، عذر أقبح ذنب فهي تلحق الدمار والخراب والرعب بالمدنيين من الأطفال والنساء..
أوضح عبد العزيز الجائفي – عاقل الحي المجاور- أن الغارة الجوية التي استهدفت جسر شعوب القيادة، أخرجت بعض سكان الحي من بيوتهم مع أسرهم خوفاً من معاوده شن غارات أخرى.. مؤكداً إنّ الحيّ يعج بالمدنيين الأبرياء، وليس مركزاً عسكرياً وموضع معركة ما.. بل معظم سكانه أسر أربابها مستأجرون وأصحاب محلات أو ساكنين، وأن بعضاً من النساء الحوامل في المنطقة أصبن بحالة من الإغماء والبعض الإجهاض نتيجة الخوف خصوصاً أن وقت الضرب أعاد إلى أذهان الساكنين كارثة ضربة مبنى القيادة العام في شارع القيادة في …. 2015م.. وأكد الجائفي أن ما بين عشرة إلى عشرين منزلاً قد تضرّر من هذه الضربة..
عزل العاصمة
في الوقت الذي يتساءل المواطنون في العاصمة عن هدف العدوان الحقيقي وراء قصف هذا الجسر، في قلب العاصمة صنعاء، أكد المراقبون والمحللون أن استهداف الجسور على مدى عام كامل في الطرقات العامة بين العاصمة والمحافظات الأخرى، يعبر عن وجهين للعدوان كلهما أسوأ من الآخر، الوجه الأول يستهدفون عزل القلب اليمني عن أطرافه الجغرافية، (العاصمة عن المحافظات ) لإيلام المجتمع بمزيد من الحصار، والوجه وهو الأهم أن ذلك هو الإفلاس بعينه، والهزيمة بكل تفاصيلها، فبعد فشلهم في تحرير اليمن من الخطر الإيراني الذي ادعوه كذريعة لعدوانهم على اليمن، أخرجهم حقدهم إلى هدف التدمير بدل التحرير حسب كثير من المراقبين، الذين أكدوا أيضاً أن الغرض الأساسي من استهداف جسر وسط العاصمة، هو إرعاب الناس من التجمهر والخروج إلى الساحات العامة للتعبير عن رفضهم للعدوان خصوصاً والضربة حدثت في ليلة الأربعاء 23 مارس 2016م أي قبل يوم الصمود بثلاثة أيام، وهو اليوم الذي غير نظرة العالم تجاه هذا العدوان..
أخيراً
خلاصة القول أن جسر شعوب شارع القيادة ليس الأول ولن يكون الأخير أمام تقيؤ العدوان السعودي لأحقاده على اليمنيين، إذ استهدف العدوان من أول يوم له ما يقرب (550) جسراً وممرأً ضيق في الجبال لقطع الطرق خلال العام.. وعلى سبيل المثال لا الحصر أكد تقرير صادر يوم الأربعاء 20يناير / كانون الثاني 2016م عن الائتلاف المدني اليمني لرصد جرائم العدوان الأَمريكي السعودي أن (530) جسراً وطرقاً استهدفت حتى التاريخ المذكور.. فيما أكد القائم بأعمال وزارة الأشغال العامة والطرق المهندس عبدالوهاب الحاكم أن التقديرات الأولية الناتجة عن استهداف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن للطرق والجسور بلغت في المناطق المحصورة 88 مليار ريال .
وأشار في مؤتمر صحفي عقد في صنعاء في نهاية يناير الماضي ” إن الإحصاءات التي قام بها صندوق صيانة الطرق للأضرار التي تعرضت لها شبكة الطرق والجسور كشفت عن تضرر 29 طريقا بطول 796 كم و34 جسراً بشكل كلي أو جزئي إضافة إلى الأضرار التي تعرضت لها معدات المؤسسة العامة للطرق والجسور ومقراتها ومخازنها في مختلف مناطق الجمهورية ، وقد تزيد تكلفة تلك الأضرار عن 88 مليار ريال وبما يعادل 400 مليون دولار كتقدير أولي للأضرار المحصورة في المحافظات التي تمكنت لجنة الحصر من الوصول إليها في ظل استمرار العدوان”.