العقيدةُ القتاليةُ للجيش اليمني في أرقى مستوياتها

‏موقع أنصار الله || مقالات |الجيش

جميعنا تابع ما وثقتهُ عدساتُ الإعلام الحربي خلال عمليات الجيش واللجان الشعبيّة النوعية المتمثلة بتطهير مواقع متفرقة في مديرية ولد ربيع محافظة البيضاء من فلول الأدوات التكفيرية وشُذَّاذ الآفاق التي راهنت وتراهن عليها قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، والمتمثلة بالمجامع المسلحة المختلفة التسليح والمتعددة الجنسيات والمتناقضة الأيديولوجية مع منهاج الشريعة المحمدية الحقة، في إطار ما يسمى تنظيم الدولة الداعشية والقاعدية في جزيرة العرب، وكيف رأينا مشاهدَ دراماتيكيةً حيّة، تعجزُ عن الإتيان بمثلها كُبرياتُ الشركات الإنتاجية (هوليود وبوليود)؟، مشاهد لا يمكن أن نستحضر عظمتها في هذه المساحة الضيقة، ليس لضخامتها فحسب، بل حتى لا نعطيها حقَّها في تبيان ما اشتملت عليه من تفاصيل استثنائية قل أن تلحظ مثلها في من سواهم، وأحداث تسجيلية لمهارات قتالية تكتيكية وميدانية عالية، وتراكيب جسمانية ونفسية فائقة الجودة، ومواقف بطولية نادرة، ومآثر إنسانية وأخلاقية لا يمكن أن تراها في غير أُولئك الفتية المجاهدة من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة.

تلك المشاهدُ التفصيلية وغيرها، لعلنا قد شاهدنا الكثير منها في كُـلّ ما وزعهُ ونشرهُ ويبثهُ الإعلام الحربي عبر مختلف الوسائل الإعلامية الوطنية والعالمية، وعلى مدى أكثرَ من خمسة أعوام ونصف العام من العدوان الغاشم على اليمن، والتي جميعها لا تخلو من المهارة والبطولة والاستبسال وأخلاقيات المحارب الدينية والإنسانية، الأمر الذي أعلن عن بزوغ عقيدة عسكرية قتالية جديدة جسّدها ويجسِّدُها الجيشُ اليمني ولجانُه الشعبيّة واقعاً ملموساً في كُـلّ جبهاته المفتوحة على طول المسرح العملياتي وعرضه.

إذا تأملنا في إطار المنظور العسكري ومنهجيات بحثه المتعدّدة، ووفق الاستراتيجيات الفكرية العسكرية البشرية ونظرياتها المختلفة والمتشعبة، لا يمكن في أيِّ حالٍ من الأحوال أن يُنشأ جيش ما ويقاتل ويحرز الانتصار إلا في إطار عقيدةٍ قتاليةٍ محدّدة وواضحة المعالم، وهو الأمر الذي تفتقد إليه الكثير من الجيوش، كجيوش دول العالم الثالث عُمُـومًا ومنها جيوش البلدان العربية، لكن لو أخذنا بعين الاعتبار تلك المفاهيم والاستراتيجيات والنظريات العسكرية العالمية وأسقطناها على ما هو متجسد حقاً في الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة، ستدرك أنك أمام عقيدة عسكرية قتالية مكتملة، بل وصلت إلى أرقى مستوياتها الميدانية (تكتيكياً وتكنيكياً) وكذا مستوياتها العقدية الفكرية، ومن شاهد مقاطع لمشاريع ومناورات تخرج الدورات القتالية للجيش واللجان وانعكاساتها في الميدان، سيدرك تجسيدهم للنظرية القائلة: “ليكن تدريبنا معارك بلا دماء، ولتكن معاركنا تدريباً بدماء”.

وإذا ما سلّطنا الضوءَ وبحسب المنظور العسكري، وحاولنا الإجَابَةَ عن كيف تشكلت وتطورت وتبلورت العقيدة القتالية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة حتى وصلت إلى هذا المستوى من النضوج؟، نقول: ما يقاربُ الستةَ أعوامٍ والمقاتلُ اليمني في الجيش واللجان (قيادةً عليا وقيادةً وسطى ومباشِرةً وأفراداً) يخوضون غمارَ معاركَ دفاعيةٍ فُرضت عليهم ويؤمنون بعدالة قضياهم التي تنبثق من مظلومية الشعب وآماله وطموحاته وتطلعاته التواقة للحرية والاستقلال عن الهيمنة والتبعية لقوى الاستكبار العالمية وأذنابها في المنطقة، وهذا الإيمان الراسخ ينطلق وفق ثقافة قرآنية لا تحتمل الانتقائية والتسويف أَو الاجتزاء لنصوصها الدينية الشرعية الثابتة، واستحضاراً للتاريخ الجهادي وللموروث النضالي للأُمَّـة اليمنية عبر مراحل التاريخ ومنعطفاته المختلفة، حتى اليوم.

وللعودة إلى تلك المشاهد التي كانت تتويجاً لما قبلها، فقد خضع الجيشُ واللجان إلى عدة اختبارات وتجارب شتى، مع أعداء تنوعت عقائدهم وتداخلت، لكن اليوم كان مع عدوٍّ تمرس وتدرج على برامج إدارة التوحش الأمريكية، ويحمل أيدلوجية فكرية وعقائدية، شكّلت لدى الكثير من الجيوش ما سمي بـ(فوبيا داعش والقاعدة)، وعلى الرغم أنها تحمل جوهر المعتقد الذي يحملهُ الجيش واللجان إلاّ أنها تمضي تطبيقاً في إطارهِ المغلوط وشموليتهِ المدجنة، والتي تأتي جميع أعمالها وتصرفاتها على عكس ما يأتي بها أُولئك المجاهدون من الجيش واللجان الشعبيّة؛ لذلك كان الصدام الماثل بمثابة اختبار حقيقي يجعل الفرد منّا مهما كانت ثقافته أَو تعليمه البسيط، من أن يُميّز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين المعتقد الأصيل المتجذر في عمق الأُمَّــة وبين المعتقد المغلوط والمزيف وصنيعة الاستخبارات (الصهيوأمريكية)، ولعل تلك المشاهد أن تعالج فوبيا داعش من بعض القبائل في بعض المناطق التي يسيطر عليها العدوان ومرتزِقته والتي ما زالت مرتعاً للتكفيريين وشُذَّاذ الآفاق، لينتفضوا عليهم، أَو ينضموا إلى صفوفِ الجيش واللجان الشعبيّة لتهيئة المجال أمامهم لتطهير كُـلّ شبرٍ في يمن الإيمان والحكمة، وإن غداً لناظرهِ قريب.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com