اجتماع الدوحة لـلدول المنتجة للنفط يفشل بتثبيت أسعار النفط
بعد نحو شهرين من الانتظار ،انتهى أمس الأحد 17 أبريل / نيسان اجتماع الدول المنتجة للنفط، من منظمة “أوبك” وخارجها، بعد فشل محاولة الاتفاق على تجميد مستويات الإنتاج والحيلولة دون مزيد من التدهور في أسعار النفط بعد تراجع مداخيل أغلب الدول نتيجة انهيار الأسعار
الاجتماع الذي انعقد في العاصمة القطرية، بمشاركة وزراء نفط من أكثر من 15 دولة، فيما لم تحضر إيران الاجتماع، حيث استمر الاجتماع قرابة 6 ساعات متواصلة ظهرت فيه خلافات في وجهات النظر حول ضرورة التزام جميع أعضاء أوبك بالاتفاق. أما العقبة الثانية التي واجهت المجتمعين فتمثلت بالتباين في وجهات النظر بين الرياض وموسكو حول آلية وبرنامج تنفيذ إقتراح تثبيت الانتاج لجهة آلية المراقبة، ومن سيضمن التزام جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.
وبحسب مصادر صحفية ، أفادت وكالة القدس للأنباء أنّ عدم الإعلان عن موعد آخر للاجتماع في حزيران المقبل يعني أن مبادرة تثبيت الانتاج والاتفاق بين الدول الكبيرة المنتجة للنفط قد سقطت عمليا وأصبحت الدول المشاركة بحل من أي إلتزام، مبدئيا، حتى حزيران المقبل.
وبعد 6 ساعات من الاجتماع، غادر الأمين العام لمنظمة “أوبك” عبدالله البدري، دون أن يدلي بأي تصريح للصحفيين، مكتفيا بالقول: “لا شيء”.
من جانبه، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في حديث للصحفيين: إنه “جرى خلال الاجتماع بحث إمكانية تجميد إنتاج النفط من دون مشاركة الدول التي لم تحضر مناقشات اليوم”.
وأشار نوفاك إلى أن “روسيا لا تنظر بتفاؤل كبير للتوصل إلى اتفاق جيد حول تجميد إنتاج النفط، مؤكدا أن الوضع غير سلبي بالنسبة لروسيا وللشركات الروسية التي تعمل في المجال النفطي”.
وذكر نوفاك أن “بعض الدول المجتمعة غيرت موقفها واقترحت مشاركة كافة بلدان أوبك بالإضافة إلى دول المنتجين للنفط الكبار”.
وأشار الوزير الروسي إلى أن “الأبواب غير موصدة للتوصل إلى اتفاق”، موضحا أنه “ستكون هناك مشاورات بشأن تحديد إنتاج النفط”.
وأكد نوفاك أنه “جرى الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل مجلس استشاري لمراقبة الأوضاع وتنفيذ القرارات التي تم التوصل إليها في الدوحة، مضيفا أن الكرة حاليا في ملعب أوبك لتتفق فيما بين دولها”.
بدوره، قال وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو في نهاية الاجتماع: إن “الطرفين (الدول المنتجة من داخل وخارج اوبك) سيجتمعان مرة أخرى في حزيران لإجراء مزيد من المحادثات”.
وكان وزير الطاقة القطري، محمد بن صالح السادة، قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع: إنه لم يتم التوصل “إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط”.
وذكر السادة أن “المجتمعين يحتاجون إلى وقت إضافي لإجراء مشاورات ومباحثات حول تجميد إنتاج النفط”، مشيرا إلى أن “الاجتماع استغرق وقتا طويلا بسبب مناقشة سيناريوهات كثيرة”.
وأكد الوزير أن “المجتمعين ناقشوا آلية تجميد إنتاج النفط التي سيتم اتباعها في حال تم الاتفاق على ذلك لاحقا”.
وأضاف السادة أن “تجميد الإنتاج سيكون أكثر فعالية في حال التزام الدول المنتجة للنفط بما فيها إيران، مؤكدا في الوقت نفسه احترامه موقف طهران الرافض لتجميد النفط، معتبرا إياه أمرا سياديا”.
وتراجع سعر برميل النفط، صباح اليوم الإثنين، غداة فشل كبرى الدول النفطية في التوصل للاتفاق. وترجم فشل اجتماع الدوحة إلى تراجع في الأسعار في أولى التعاملات الآسيوية، إذ خسر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/ ايار دولارين وعشرين سنتا أي 5.45 بالمئة عن سعر إغلاق الجمعة ليبلغ 38.16 دولارا.
كما خسر برميل برنت تسليم يونيو / حزيران دولارين و23 سنتا، أي 5.17 بالمئة، ليبلغ 40.87 دولارا.