ما تركتك يا حُسين ….
موقع أنصار الله || مقالات || جبران سهيل
عاشوراء..الحرّيّة والإباء ، عاشوراء الحسين عليه السلام هي موقف ناصع في تأريخ الأمة كانت أرض كربلاء مكان حدوثه والعاشر من شهر محرم 61 للهجرة زمن الحدث الأعظم والواقعة الأليمة التي كان بطلها الحسين الذي انطلق على أساس ان تبقى الأمة على نهج جده محمد (صلى الله علية وعلى آله الأخيار )، وأن يصنع من صرخته تلك { هيهات منا الذلة } اصداء لها في كلّ الأجيال صرخات متتالية جيلا بعد جيل بوجه قوى الظلم والطغيان، انتصارا للمبادئ والقيم ودحضاً للباطل.. ولذا فان الحسين (سلام الله عليه) ليس شخصا وحسب إنما مشروع بناء قوي ومنهج وراية لا يرفعها إلا الأحرار كحال العدوان السعودي الامريكي على اليمن الذي نجد ان من يقف في وجه هذا العدوان إلا الأحرار والغيورين ولا يقف مع العدوان إلا المرتزقة اشباه ابن زياد وابن ذي الجوشن وابن سعد وحرمله الذين وقفوا مع يزيد الملعون ضد الحسين أحب الناس إلى قلب رسول الله .
عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام تعلمنا عدم الرضوخ إلى الذل والمهانة، أليس هو القائل عليه السلام “هيهات منا الذلة” عاشوراء علّمتنا العزة والشموخ وأن تمشي وهامتك مرفوعة أمام الأعداء أليس عليه السلام قال “ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، فكونوا احرارا في دنياكم”. الإمام الحسين عليه السلام، علمنا بان بذل الروح في سبيل الله هي السعادة بعينها وهل هناك أغلى من روح الحسين ابن علي ابن ابي طالب وابن فاطمة ريحانة رسول الله محمد نبي الرحمة والهداية سلام الله عليهم اجمعين حيث قال عليه السلام “فإني لا ارى الموت إلا سعادة”. عاشوراء الحسين (سلام الله عليه) علمتنا الوقوف في صف الحق في جميع الأحوال والظروف وفي ذلك يقول: ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يُتناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله حقاً.. حقاً..”، الحسين عليه السلام علمنا بان باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظة، وقد تجلى ذلك في تعامله مع “الحر بن يزيد الرياحي” الذي كان خصما للحسين { ع} ليالي وفي اخر المطاف انضم إلى معسكر الحسين {ع} واقعة الطف وعاشوراء الحسين عليه السلام علمتنا درس الإيثار والتضحية والثبات على المبدأ، وقد ضرب أبو الفضل العباس أروع الأمثال في ذلك فهو بطل الماء ورجل الفداء { عليه من الله ازكى السلام }.
وعلى هذا الأساس فتاريخ عاشوراء وموقعة كربلاء تعني أزلية استمرارها ما دام الظلم والفساد موجودين ، وأزلية تحقيق الإصلاح ما دام وهناك تعنت وفساد.
ان عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام لم تنته عصر العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة، بل من هناك ابتدأت ونحن في العام 1442 للهجرة و لا زالت مستمرة فمبادئه (سلام الله عليه) لم تقتل لحظة استشهاده، مثلما أن أعداؤه لم ينتصروا حين قطعوا رأسه الشريف.وأن نداؤه عليه السلام: (هل مِن ناصِرٍ يَنصُرُنا؟) ما يزال موجها لجميع أبناء الإنسانية الذين يستشعرون العزة وهي من خصال المؤمنين:(وَلله العِزَّةُ ولِرَسولِهِ وَلِلمؤمِنين)، وهاهو الشعب اليمني يصرخ في وجه الشيطان الأكبر أمريكا ويهتف: (هَيهات مِنّا الذِّلة)، كما هتف بها الإمام الحُسين (سلام الله عليه) قبل أكثر من الف واربع مائة عام وطبق مصداقها ايضا شعبنا العزيز كاسرا طغيان وجبروت النظام السعودي والإماراتي والأمريكي وها نحن في العام السادس من عدوانهم ولا يزال الشعب بجيشه ولجانه وقيادته الثورية ممثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله صامدين في وجه عدوان قبيح وهمجي منكلين وملحقين بتحالف يضم اكثر من 20 دولة انواع واشكال الهزائم والخسائر المذله رغم فارق الإمكانيات ، إن الشعار الثوري الهادر:(لَبَّيكَ يا حُسَين) يجد مصداقه حصرا في التمسك بثورة الإمام الحُسين (سلام الله عليه) ونهجها الإصلاحي في مقارعة الظالمين ومحاربة الفاسدين والمجرمين والخونة والعملاء المرتمين بأحضان اعداء الله ورسوله والإسلام كحال الأنظمة العربية العميلة،
ان من الانتصارات الرائعة التي حقّقها أبي الضيم الحسين عليه السلام في ثورته أنه جرّد الحكم الاَموي من شرعيته الزائفة ،وكشف وحشيتهم وحقدهم على ابناء واحفاد رسول الله ومنهجه القويم فلقد اوصل الحسين النظام الأموي البائد حتى بعد استشهاده لموضع حرج جعل البعض منهم يرفض الحكم مثل معاوية ابن يزيد والبعض يحاول تغيير سياسة واساليب هذا النظام كعمر ابن عبدالعزيز ولقد نسفت ثورة الحسين معالم زهوهم وفجورهم وطغيانهم، وظلّوا مثلا أسودا لكل حكم منحرف عن سنن الحق والعدل حتى هذه اللحظة والنظام السعودي والإماراتي وجههم الحديث وابن سلمان يمثل بالتأكيد يزيد العصر الراهن .
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نساء العالمين.
السلام عليك وعلى من وقف في صفك من آل بيتك وأصحابك أجمعين سلام الله أبدًا ما بقيت وبقي الليل والنهار ،يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية، وجلّت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، وجلّت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات.