قدوة المستبصرين

موقع أنصار الله || مقالات وآراء ||  عابد حمزة
حلت علينا اليوم الأربعاء 27/ رجب/ 1337هـ الذكرى السنوية لاستشهاد السيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي حمل على عاتقه هموم الأمة وقضيتها الكبرى المتمثلة بمقارعة مشروع الاستكبار العالمي لأمريكا وإسرائيل فكان محل إعجاب كل من عرفه ومضرب المثل في التدين والعلم والأخلاق والكرم والشجاعة .
 
ويكفي هنا أن ندلل على عظمة هذا الرجل القرآني وثقته القوية بربه أنه خرج شاهرا سيفه في وجه أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وإعلان الرئيس الأمريكي بوش بأنه سيقود حربا صليبية على بلاد الإسلام والمسلمين يومها خرج سلام الله عليه بمنهجية قرآنية داعيا الأمة إلى الوحدة ورص الصفوف والاستعداد لمواجهة حملة الغرب الصليبية وفي فترة وجيزة أستطاع بإمكانات بسيطة أن يرسي دعائم المسيرة القرآنية وأن يصنع رجالا اشداء أهلهم ليكونوا بمستوى مواجهة المخاطر والتحديات.
 
ففي عام 2004 وتحديدا بعد زيارة الرئيس اليمني لأمريكا تفاجئ الناس يومها في شمال الشمال بحملة عسكرية كبيره يقودها المجرم الهارب محسن الأحمر تتوجه إلى جبال مران لقتال السيد حسين فأنذهل الناس من هول الفاجعة وبدأوا يتساءلون ما هذا ما الذي عمله السيد حتى يهاجموه ويشنوا عليه حربا ظالمة لا مبرر لها كان رضوان الله عليه عزيزا على قلوبهم لما عرفوا عنه من العلم والتقوى والورع والتواضع والإحسان لم يكن هناك مطلقا ما يبرر للسلطة محاربته فالجميع يعرف أنه لم يقتل أحد ولم يقطع سبيل ولم يتمرد على الدولة أو يعلن الانفصال.
 
بل على العكس من ذلك كان معروفا لدى عامة الناس والمجتمع الذي عاش فيه بإغاثة الملهوف ومواساة الفقراء والعطف على المستضعفين وأعماله كلها اقتصرت على إصلاح ذات البين والمجتمع ودعوة الناس إلى الرجوع إلى الله والثقة به والتوكل عليه وضرورة أن يكون لهم موقف مما يدور حولهم من احداث مؤلمة وفي مقدمتها الجرائم التي ترتكب بحق أبناء الأمة وما تريده أمريكا من غزو العالم العربي والإسلامي وإن تطرق للحديث عن السلطة فمن باب النصح والدعوة لها بالحذر من أمريكا وعدم السماح لها بدخول اليمن مهما كانت الذرائع والمبررات كان سلام الله عليه يؤكد دائما أن الجميع مستهدف والسلطة نفسها في مقدمة المستهدفين لم يكن في أي محاضرة من محاضراته ما يثير مخاوفها منه وبالتالي يجعلها تشن حربا عليه كتلك الحرب الظالمة التي شنتها صيف 2004 م .
 
وهي الحرب التي تجلت فيها الحقائق وظهر للناس مظلومية السيد ومدى رعاية الله به وبأوليائه.حتى أن أحدا في ذلك الوقت لم يكن يتصور أن مجاميع صغيرة لا تتعدى المئات وبأسلحة شخصية تستطيع في مساحة ضيقة ومحاصرة من كل الاتجاهات أن تصمد لثلاثة أشهر على التوالي في مواجهة خمسة ألوية عسكرية مدججين بمختلف أنواع الأسلحة ومثلهم بل وأكثر منهم كتائب متعددة من التكفيريين والمرتزقة والمحششين وقطاع الطرق وشذاذ الأفاق لم يكن أحدا يعرف أن ذلك الصمود والتحدي والثبات حتى الاستشهاد مع الشهيد القائد سيكون النواة الأولى لتحريك الأحرار من أبناء الشعب اليمني للخروج في ثورة شعبية لم تنتهي إلا بسقوط حكم الطغاة والمستكبرين لم يكن أحد يعرف أن تلك الدماء الزكية التي سفكت في جبال مران ستكون وقودا لرجال احرار استطاعوا على مدى عام كامل أن يواجهوا تحالف كوني ويهزموه ويصنعوا لليمن نصرا عظيما سيكون في المستقبل القريب بمشيئة الله العنوان الأبرز لثورة عربية إسلامية شاملة لن تنتهي شعلتها إلا بالقضاء على مشروع الاستكبار العالمي لأمريكا واسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية
قد يعجبك ايضا