الكرةُ في ملعبك أنت “أخي اليمني”
موقع أنصار الله || مقالات || عبد المنان السنبلي
دعك اليومَ أنت كيمنيٍّ من كونك مع التحالف وما يسمى (الشرعية) أَو مع أنصار الله (الحوثيين) ومَن معهم الذين يرَون في التدخل العسكري السعودي والإماراتي في اليمن عدواناً وغزواً واحتلالاً مبينًا.
دعك من ذلك كلِّه، وتعالَ لنحسبها سوياً الآن من زاويةٍ ومنظورٍ علميٍّ وعمليٍّ آخر، وبناءً على هذه المعطيات التالية طبعاً:
أخي اليمني:
هل سألتَ يوماً نفسَك ماذا سيحدث لو أن قوى العدوان على اليمن انتصرت وتمكّنوا من دخول صنعاء وإعادة هادي أَو من ينوب عنه إلى السلطة؟!
هل تعلم ماذا سيحدث؟!
سيكون لزاماً على الشعبِ اليمنيِّ حينها أن يدفعَ من قوته وقوت أجياله اللاحقة وغازه ونفطه كُـلَّ تكاليف العدوان عليه لصالح قوى العدوان، ناهيك عن ما سيطلبونه من أرقامَ خياليةٍ كتعويضٍ لقاء ما تعرّضت له معسكراتُهم ومدنُهم من ضرباتٍ صاروخيةٍ بالستية انطلقت من الأراضي اليمنية.
يعني، بلد يتعرّض للحصار والقصف والتدمير لعدة سنوات بوحشيةٍ وإجرام لم يسبق لهما مثيل، ثم بعد ذلك كلِّه يكون مطالباً بدفع كافة التكاليف والتعويضات لتلك الجرائم كلها بحقه!!
هل رأيتم نكتةً ومهزلةً أسخف من هذه النكتة وهذه المهزلة؟!
هذا ما حصل بالضبط مع دول المحور في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي أكثر من حربٍ ومكانٍ في مناطقَ مختلفةٍ من العالم، ليس آخرها طبعاً العراق بعد أن أُجبرت من الانسحاب من الكويت في البدايات الأولى لعام 1991، والتي لم يرفع عنها الحصارُ إلا بعد أن دفعت كُـلَّ التكاليف والتعويضات المطلوبة؛ بفعلِ اجتياحها للكويت في الثاني من آب عام 1990.
يعني (بالمفتوح)، عدوان وحصار وقصف وتدمير يعقبه إفقارٌ وتجويعٌ وإذلال لا حدود له..
في المقابل، ماذا سيحدث لو أن اليمنيين المقاومين ينتصرون على قوى العدوان ويحملونهم على إعلان الهزيمة والفشل الذريع في اليمن؟!
هل تعلم أخي اليمني ماذا سيحدث؟!
سيكون لزاماً على دولِ العدوان هذه هنا وفي هذه الحالة إعادةُ الإعمار في اليمن، وكذلك دفع كافّةِ التعويضات المناسبة والعادلة للشعب اليمني جراء ما لحق به؛ نتيجةَ الحصار والعدوان من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخَاصَّة والبنى التحتية و… إلخ.
وعليه أخي اليمني: أيٌّ من هذين الخيارين يتوجبُ عليك الآن أن تختارَه لوطنك وشعبك اليمني، أن ينتصر ويعود بحقِّه كاملاً غير منقوصٍ ولا مهضوم، أَو أن يهزم ويُضيِّع حقَّه وحقَّ أجياله القادمة ويذهب أدراج الرياح غير مأسوفٍ ولا محزونٍ عليه؟!
الكُرةُ الآن في ملعبك.