تنفيذ اتّفاق الأسرى مع وفد بلا قرار
موقع أنصار الله || مقالات ||محمد الضلعي
حريٌّ بنا أن نتذكّرَ ما تمَّ الاتّفاقُ عليه في عدة لقاءات ومشاورات ومراحل بين لجان تبادل الأسرى والمتمثلة بطرف صنعاء وطرف الرياض، ويتبادر للذهن ويتكرّر في المخيلة أكثرُ من تساؤل، هل سينفّذ العهد والاتّفاق من قبل المرتزِقة على ما تم الاتّفاق عليه أم أنها كسابق عهدها في المراوغة والتنصل؟! فهذه الخطوات المتخذة مرهونة بالخذلان من قبل وفد الرياض؛ لأَنَّ القرار ليس بأيديهم، وأي تفاوض يكون مرتهناً وهزيلاً ومُجَـرّد عروض يكلفون بالحديث بها من قبل من يمسكون زمام الأمور، ولأن أسيادهم أكثر الأوقات لا يردون على تلفوناتهم ليوضحوا لهم سير المشاورات، وحين يستقبلون اتّصالاتهم ليس هناك الوقت الكافي للاستماع لعبيدهم، ويكتفون بكلماتٍ محدودةٍ توجّـههم.
وعلى ذَلك، يجب على الوفد الوطني أن يقدّر ويعرف حجم من يتفاوض معه من جانب وفد الرياض ووضعه المخزي، وهذا وضع طبيعي لمن اختار الارتهان والعمالة.
وما يطلبه الشعبُ اليمنيُّ من قبل الوفد الوطني، هو أن يوضّح لعامة الشعب خطوات ما تم الاتّفاقُ عليه، ومنه ما يتضمن تفاصيل التنصل من تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى من الطرف المقابل، فهؤلاء المرتزِقة ليسوا أهلاً للحرب ولا للسلم، وليس بوسعهم تجاوز خطوط رُسمت لهم مسبقًا.
ومن المؤكّـد في ظل تجارب سابقة، أن المجتمع الدولي أصبح أكثرَ دراية بعشوائية وفد الرياض وتناقض مواقفه ونقضه للعهد، فلا غرابة أن يتم المراوغةُ في ما تم الاتّفاقُ عليه من تبادل الأسرى المقدّر بـ 681 من أسرى الجيش واللجان الشعبيّة، مقابل 381 مرتزِقاً محليًّا و15 سعوديًّا و4 سودانيين، ومثل ما أفاد مصدر مطلع بأن الوفد الوطني حرص على تبادل أسرى من الجنود السعوديون والسودانيون، أملاً في نجاح صفقة التبادل، وهذا يعد حرصاً من قبل الوفد الوطني في إنجاح المشاورات وتحرير الأسرى.
إن خلاصة ما يتم الاتّفاق عليه مع أطراف يظنون أنهم طرف واحد وهذا غير وارد ومعلوم، والدليلُ على ذَلك أنهم لم يلتزموا بما تم الاتّفاق عليه بمباركة الأمم المتحدة، ففي كُـلّ عهد ينقضون كُـلَّ شيء، وأصبح من البديهي لدينا وبمعرفتنا أنهم يختلفون عقب كُـلّ جلسة مشاورات، وفوق هذا كله تأتي توجيهاتٌ من أسيادهم من الرياض وأبو ظبي تنسف كُـلّ ما تحاوروا به وقدّموه كورقة اتّفاق.
هذا هو واقع المرتزِق، فمن الأجدى أن تقوم سلطاتُ صنعاء بالتفاوض مع أصحاب القرار حكام أبو ظبي والرياض، وسيأتي التوقيتُ بذلك؛ لأَنَّه لا يمكن أن تغطى أشياء أصبحت مكشوفة للقاصي والداني، فالحال الذي وصل إليه المرتزِقة لا يحسدون عليه.
ودلالة أُخرى بالمراوغة في نجاح صفقة التبادل للأسرى، أن أسراهم المرتزِقة بأمان ويعاملون بمعاملة ممتازة كأسرى حرب، بكل مقومات المعاملة الإنسانية، بينما يعيش أسرانا الشجعان أوضاعاً لا تمُتُّ للإنسانية بصلة في تعذيب وامتهان.
إن ما تم الاتّفاق عليه هي وعود قطعها الرجالُ في وفدنا الوطني، لكنها حبر على ورق في قاموس مرتزِقة الرياض الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الارتهان والعبودية وتنفيذ التوجيهات، وإن المراوغةَ الحاصلةَ في تنفيذ الاتّفاق تكمن في عدة أمور، أهمُّها موافقة أصحاب القرار ويليها الخلافات البينية القائمة، وثالثها سياسة غبية ظناً منهم أن الوقت يمضي لصالحهم.
لمرتزِقة الرياض: إن فرصتكم في تنفيذ الاتّفاق اليومَ أسهلُ من الغد، فالجيش واللجان يقتربون من معتقلاتكم وسجونكم، وعندما يصلون لن نكون بحاجة لتبادل أَو اتّفاق، وعرضنا لكم هو الأخير.
سيعود أسرانا سواءً بالاتّفاق الموقع بالقلم أَو الموقع بالرصاص والدم، ولن نتراجع ولن نتركهم، وسيعودون رافعي رؤوسهم، راوغتم أَو صدقتم، وستعود بلادنا حرّةً كريمةً عزيزةً بأبنائها المخلصين الأوفياء الذين قدّموا أغلى ما يملكون لأجله، ولا عزاء للخونة والمرتزِقة وعباد الجاه والمال.