معجزاتُ ولادة النبي ومنجزات إبليس لمواجهتها
موقع أنصار الله || مقالات ||منير الشامي
معجزات عديدة شهدها العالم قبل مولد الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عام 571 هجرية، قلبت العالم رأساً على عقب، وغيّرَت موازين القوى والسيطرة ببن قوى الخير وقوى الباطل، وكانت جميعها كوارث على إبليس لم يتعرض لها منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وما زال يعاني ويلاتها إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة.
لقد كان إبليس -لعنة الله عليه وعلى جنده-، معتادا قبل مولد سيدنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- القيام بأعماله الروتينية، وأهمها اختراق السماوات السبع، فلما ولد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، حُجب عن السبع، ورميت الشياطين بالشهب وتعرضت لانتكاسة رهيبة أَو لنقل كارثية.
ما جرى لإبليس والشياطين من انتكاسة تعتبر معجزةً للرسول الأعظم تلتها سلسلة من المعجزات، حيثُ غدت الأصنام كلُّها صبيحة مولد النبي ليس منهم صنم إلا وهو منكب على وجهه، وفي هذه الليلة المباركة ارتج في إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوه، وجف ماؤها وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى كبير كهنة فارس في تلك الليلة في منامه جندا تدور حول إبل صعاب تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة، تسربت في بلادهم.
الكوارث التي تعرض لها الظالمون في ليلة ولادته -صلوات الله عليه وعلى آله- عديدة، منها انفصام تاج عظيم الفرس كسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتى بلغ المشرق، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها من الجن، وعظمت قريش في العرب.
إبليس -لعنه الله- لم يكتف بالصمت والتحسر عما حاق به ولحق بأبالسته فاجتمعوا إليه، وقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى بن مريم -عليه السلام-، فاخرجوا وانظروا ماذا حدث؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئاً، فصاح فيهم غاضباً ومحقراً.
بل إن إبليس -لعنه الله- زم وكبل وألقي في الحصن أربعين يوماً وغرق عرشه أربعين يوماً، ولقد تنكست الأصنام كلها وصاحت وولولت، وسمع أهل مكة صوتا من الكعبة: يا آل قريش جاءكم البشير، جاءكم النذير، معه العز الأبدي، والربح الأكبر، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، يا آل قريش جاءكم البشير، يا آل قريش جاءكم البشير.
ومنذ ذلك اليوم وإبليس الرجيم يحشد جنده في حرب سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وحتى اليوم، وصار له جنود كثير من البشر ومن المسلمين، وفكر راسخ في دينهم متوارث بينهم يتوارثه جنوده من جيل إلى آخر، وبفضل هذا الفكر الشيطاني طوّر إبليس من أساليب إضلاله وإغوائه للمسلمين وطرق حربه لسيدنا محمد وأمته، من الأُسلُـوب الخفي الذي كان ينفذه جنده وأتباعه من بني جنسه، إلى الأُسلُـوب العلني الذي ينفذه جنوده وأتباعه من البشر وفق فكره الشيطاني الذي صاغه لهم، ذلك الفكر الذي جعل رواده يَأُمُّون الحجيج في البيت الحرام يفتون بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويصفونه بالبدعة والضلالة، ويحلون الاحتفال كُـلّ عام بإمامهم المنحرف، وشيخ ضلالهم محمد بن عبد الوهَّـاب، ومن خلفهم الأتباع في كُـلّ عصر ومصر ينهون الناس عن الفرح برسول الله ويدعونهم للاحتفال بقدوم وفود بني صهيون ويغلقون بيت الله ويفتتحون المعابد اليهودية والبوذية والكنائس النصرانية، ومن خلفهم ملوكهم وأنظمتهم الذين يبادرون للسلام مع إسرائيل ويجتهدون في خدمتهم ويحاربون ويعتدون على الشعب اليمني وعلى سوريا ولبنان وعلى العراق وسوريا.
فهؤلاء هم صنيعة إبليس -لعنة الله عليه- ومخرجاته، فلعنة الله عليه وعليهم وعلى فكرهم ومن والاهم.