قدس2 لقادة الدول الـ20 في قمة الـ20: نحن هنا
موقع أنصار الله || مقالات || عبد الخالق القاسمي
اختيارٌ موفَّقٌ من حَيثُ الزمان والمكان، ومن حَيثُ اختيار الصاروخ المستخدم في العملية، فبعد تجاهل ابن سلمان في بوينس آيرس الأرجنتينية أثناء عقد القمة في 2018، حدث صخب كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية، وانقسم الشارع بين ساخر ومبرّر، وفي وقت الفضيحة حاول ابن سلمان التغطية باللعب بالبشت والعقال على عدم وضعِ أيِّ اعتبار لمملكته رغم محاولات جذب الأنظار بالتسليح الكبير فوق الحاجة، وشرائه السلاح من دول متعددة علها خطوة تثير الانتباه، إلا أن تجاهله تماماً كان الحاصل والفضيحة التي استغلتها قنوات مناوئة مستاءة، وعلى إثرها حاول الإعلام السعودي تنظيم استقبال كبير لابن سلمان، كتقدير لجهود اللعب أمام الكاميرات بملابسه.
هذا الحادث ظل يؤرق مبس فقرّر عقد القمة التالية في السعودية، ولكن بعد قمة أُخرى في أوساكا اليابانية في 2019، لكي لا يقال له تحاول إظهار عكس ما حدث في 2018، هذا المتوقع؛ لأَنَّنا تعاملنا طوال سنوات العدوان مع عقلية مراهق، ولكن لسوء حظه لم ندخل بعد في تسوية معه.
عُمُـومًا كانت الرسائل واضحة، ومنها يا دولَ الاقتصاد العالمي الكبير في مجموعة العشرين نحن هنا، ولن نموت جوعا ولدينا ما تيسر، أَيْـضاً الدولة التي تحاول التعالي باستضافة الدول من هنا وهناك غير مستقرة أمنيًّا ودفاعها هش.
ومن حَيثُ اختيار صاروخ قدس2 المجنح، فقد توفقت الصاروخية وقد كان بإمْكَانها أَسَاساً استخدام أي سلاح آخر، وهناك غيره من الصواريخ تحمل دقة إصابة كبيرة، ولكن هذا تزامن أَيْـضاً مع لقاء نيوم الثلاثي بين السعودية وأمريكا وإسرائيل، والرسالة واضحة من حَيثُ تحديد الموقف، وأقصد موقف اليمن من موجة التطبيع الخليجية مع كيان الاحتلال.
وبخصوص جدة، فمن المعروف أنها العاصمة الاقتصادية للسعودية ومركز للمال والأعمال، والوجهة الأولى للسياح، والأكثر احتواءً لمشاريع الأبراج وناطحات السحاب، ومن هنا يمكن افتراض عدة دلالات، أهمُّها تناسب تحذير القيادة في صنعاء للمدنيين والشركات الأجنبية التي تساهم بأعمالها في رفد النظام السعودي الذي يقتل أطفال اليمن، التحذير بالابتعاد عن المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية، وأُخرى لدولة الأبراج والزجاج التي تعبث في سقطرى اليمنية.
وكما يرى محللون، تحمل الضربة في طياتها رسائل تتعلق بالوضع الميداني في جبهات مارب، وقد تكون ردًّا على تسريبات تسمي نتائج سخيفة مثل تخفيف الحصار بعد القبول بالجدار العازل أَو الحدود الفاصلة بين اليمن والسعودية.
علما أن آخر هموم المواطن اليمني رد الفعل الذي إن تم لن يكون إلا تأكيدًا لمدى الوجع ودقة الإصابة ولن يأتيَ بجديد.