قدس2.. هل سيطوي صفحة العدوان أم سينزع فتيل الحرب الشاملة؟!
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالقوي السباعي
ستة أعوام شارفت على الانقضاء والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني قائمٌ على اليمن الأرض والإنسان، وما يزال الوضع في اليمن والمنطقة ككل، أشبه ما يكون بساحة حربٍ كبيرةٍ وواسعة، تتقلب على صفيحٍ يغلي، إذ لا يمكن فصلُ كلما يجري ويحدث في سوريا والعراق في لبنان وفلسطين عمّا يحدث في اليمن والعكس، فالجميع ينظر للجميع بتوجسٍ وريبة.
وفي ظل تميّز المشهد اليمني في المنطقة، بات البشرُ أصنافا ثلاثة، انقسموا فيها بين من هو متصدٍّ للعدوان، مقارع لسلاحه وترساناته ومقاوم لصلفه ورافض لكل أشكاله ومساراته وتبريراته، تتنازعهُ الروح الوطنية والقومية النضالية ومبادئ التحرّر والعزة والكرامة، والانعتاق من التبعية والاستقلال عن الهيمنة، والسيادة على الأرض والقرار، وآخر من هو مع العدوان ويحمل منطلقاته ويقاتل في صفوفه ويدعم توجّـهاته، تتنازعهُ أطماعه التوسعية وأهدافه الاستعمارية ومراميه الاستحواذية، ناهيك عن إملاءات الخارج للقادة والحكام المنخرطين تحت لوائه، وبين من هو صامتٌ متذبذب وساكت خائف، ومحايدٌ مترقب، والكل في انتظار لحظة توقف هذا العدوان الغاشم والدخول في تسويات، أَو لحظة نزع فتيل الحرب الشاملة لتدخل المنطقة بالكامل في حربٍ إقليمية شرسة تسقط فيها أنظمة وتصعد أُخرى، فإمّا أن تنتهيَ بانتصار قوى محور المقاومة أَو قوى التحالف، ليميز الله الخبيث من الطيب.
ولعلَّ الصاروخَ اليمني المجنح (قدس2) هو آخر آيةٍ من آيات العهد الوسيط، الناطقة في سجلات الدهر المسطورة، والتي تحكي عنوان مرحلة ما بعده، فإمّا أنهُ سيكون بداية السطر لوقف العدوان، أَو أنهُ سيكون فاتحة العهد الجديد لحربٍ شاملة ستغير موازين القوى وتعكس كُـلّ المعادلات، فمن الواضح أن اليمنيين لم يعد لديهم ما يخشون خسارته، وباتت الكرة في ملعبهم، وبنك أهدافهم لا زال عامراً بالأهداف الحيوية والحساسة، في المقابل تحالف العدوان يعيش في حالة تخبّط وإفلاس، ومن شاهد وتابع الأهداف التي طالتها ضربات طائرات التحالف يدرك ذلك، والقادم سيكون مرعباً حقاً للنظام السعودي وحلفائه في المنطقة، وإن غداً لناظرهِ قريب.