لقاء تحديد وترتيب الأولويات
موقع أنصار الله || مقالات ||سند الصيادي
على طريق النهوض بواقعنا الوطني بالاستناد على أرضية صلبة تنطلق منها كُـلّ المشاريع الاستراتيجية دون تعثر أَو فشل، جاءت مضامين خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي في لقائه برئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني وقيادات عليا في الدولة، وفي ذلك الخطاب عناوينُ بارزةٌ ترسُمُ ملامحَ الطريق وَتترك للحاضرين خوضَ المعركة وَاختبارَ المسؤولية وَصدق التوجّـه، فيما ينتظُرُ الشارعُ اليمني بتفاؤل بالغ أن تحدث هذه العناوين أثراً في حاضر الأداء الحكومي نحو الأفضل وَالمأمول.
أعاد السيدُ القائدُ التشديدَ على أهميّة تجسيد الهُوية الإيْمَـانية، وهو عنوان لطالما تكرّر في خطاباته وَنال النصيبَ الأكبر منها، كدلالة على أهميتها الكبيرة في تفعيل وَنجاح كُـلّ الخطط وَالبرامج المطروحة على طاولة المرحلة، بما فيها من فرص وتحديات.
وَخلف هذا العنوان، هناك الكثيرُ من الفوائد المتوقعة التي تأتي كمخرجاتٍ لهذا التوجّـه، إن صدق المعنيون الالتزامَ به بعد إعادة قراءة معانيه القراءة الصحيحة، بعيدًا عن شوائب وتراكمات المفاهيم المختلة التي أحدثت تشوهاتٍ في هذه القيمة العظيمة وَحيّدتها عن واقع المسؤولية الإدارية، كما كان حادثاً في البلد قبل الثورة المباركة، وكما هو حادثٌ في كثير من البلدان العربية التي تستخدم الدين شعاراً فضفاضاً فقَدَ أصالتَه وَمعانيَه، وأصبح مُجَـرّدَ سيفٍ مُصْلَتٍ على رقاب تلك الشعوب، وَتحته غابةٌ غابت فيها قيمُ العدالة والمواطَنة والحقوق وَتفشى الفساد وَالاستحواذ والمحسوبية.
لقد ركّز القائدُ على ضرورة أن يعاد لهذا المبدأ والنهج اعتباره العظيم، مذكراً بأن الإسلام كدستورٍ يمثل كمالَ الحقوق وَالواجبات وَذروة العزة والكرامة التي يمكن أن يحصل عليها الفرد والمجتمع، والتي لا يمكن أن ينالَها أي مجتمع آخر تحت أرقى النظريات والمناهج الإنسانية وأكثرها مثاليةً وَفاعلية، لما لها من أثر إيجابي في بناء النفس البشرية وتهذيبها والارتقاء بالإنسانية إلى الكمال الأخلاقي والعقلي والزكاء الروحي والطهر النفسي الذي يمكّنُ المسؤول من أداء واجباته الوطنية باقتدار وكفاءة.
وبعقلية القائد الحريص على شعبه ووطنه، أهاب برجالِ الدولةِ على ضرورة تكامل الأداء المسؤول كشرطٍ رئيسي لمواجهة التحدياتِ القائمةِ على كافة المستويات، مستحثًّا في نفوس القيادات شعورَ الشرف العظيم الذي يمكن أن ينالوه أن هم فهموا ما تعنيه مواقعُهم وَالثقةُ الممنوحة لهم في هذه الظروف، وإن هم نصّبوا أنفسَهم رجالا لصناعة التحولات التاريخية التي تحدث في البلد وتستلزم ترفُّعاً عن الأناء والمكاسب الرخيصة، وَكرماً في الجهود والبذل والعطاء الوطني الذي يجب أن يناظر كرمَ مَن بذلوا الأرواحَ والدماء في ميادين الدفاع الوطني.
وَللوصول إلى هذه الروحية، أعاد القائد التذكيرَ بأهميّة الارتباط الإيْمَـاني والعلاقة القوية مع الله، دون إهمال لما يجب أن يكونَ من رؤىً وخططٍ واقعية تُحدَّدُ فيها الأولويات، وَتؤهَّلُ لأجلها الكوادر، وَتخضع في كُـلّ مراحلها للمتابعة والمراجعة والرقابة.
ختامًا، كم هو مدهشٌ وَمؤثِّرٌ في النفس أن هذا القائدَ إلى جانب علمِه وسلوكِه الديني النقي والخالص وَأخلاقياته السامية وَشجاعته المنقطعة النظير في مواجهة التحديات.. قد ملك الفهمَ بكل العلومِ والنظريات الإنسانية وَكافة الخطوات وَالمفاهيم العلمية التي تمثل ركائزَ النجاح وَدعائمَ المنجزات لكل الأمم، وَهي نعمةٌ مضافةٌ أنعم الله بها على شعبنا في هذه المرحلة، وجب على كُـلّ مسؤول وَعلينا جميعاً أن نقابلَها بالتسليم وَالعمل.