30 نوفمبر .. عيد الجلاء والاستقلال
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
53 عاما على استقلال جنوب اليمن من الانتداب والوصاية والاحتلال البريطاني البغيض، 53عاما على جلاء آخر جندي بريطاني من الأرض اليمنية بعد سفر نضالي وتاريخ بطولي سطره قادة المقاومة اليمنية الجنوبية الذين رسموا بتضحياتهم ومعاناتهم التي استمرت قرابة 129عاما لوحة الانتصار اليماني الكبير على بريطانيا صاحبة الإمبراطورية العظمى، قوافل من الشهداء الأبرار، وطابور طويل من المناضلين الأحرار الذين أشعلوا ثورة 14أكتوبر وتوجهوا نضالهم ومقاومتهم بإعلان الاستقلال في 30نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني وإنزال العلم البريطاني من جنوب اليمن، في لحظة فارقة في تاريخ اليمن.
53عاما على الاستقلال الذي تحل ذكراه اليوم في ظل ظروف لا تختلف كثيرا عن الظروف الراهنة التي تعيشها المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت وطأة المحتل السعودي والإماراتي، المحتل الذي يحاول بائسا الهيمنة على الجنوب والسيطرة على كافة موارده ومقدراته وتحويله إلى مستعمرة تابعة لهما، السعودية لديها قائمة بأجندتها وأهدافها ومطامعها وتسعى جاهدة عبر المليشيات التابعة لها الحصول عليها وفرضها بالقوة، وفي الطرف الآخر تقف الإمارات بأجندتها وأهدافها ومشاريعها ومطامعها الخاصة التي تعمل جاهدة على تنفيذها وتمريرها عبر أكذوبة تحرير ودعم الجنوب.
53عاما على طرد آخر جندي بريطاني، ويأتي السعودي والإماراتي لتجريب حظهما واستعراض قواهما على أبناء المحافظات الجنوبية، في محاولة منهم لفرض واقع الاحتلال والاستعمار من جديد، مستغلين العار الذي لحق باليمن واليمنيين والمتمثل في الدنبوع هادي وحكومة الفنادق ومليشيات الخيانة والعمالة والارتزاق والذي يرى في نفسه ( شرعية ) حيث جعلوا منه شماعة لتمرير مخططاتهم الشريرة وأعمالهم الإجرامية وأنشطتهم الاستخباراتية ومشاريعهم الاستيطانية والاستغلالية التي لا تحمل معها أي خير أو منفعة تذكر لأبناء للجنوب خاصة ولأبناء اليمن عامة.
هذه ( الشرعية ) اللقيطة التي أعطت الحق للغزاة والمحتلين الجدد لاستباحة الدم اليمني، وانتهاك السيادة اليمنية، وتفكيك أوصال المحافظات الجنوبية، وإشعال الصراعات والفتن والحروب بين المواطنين هناك، خدمة للغزاة والمحتلين، يتحالفون معهم ويقاتلون في صفهم، ويسلمون لهم، ويدينون لهم بالولاء والطاعة، ويشرعنون لممارساتهم القمعية والعدوانية والاستيطانية والتي يحاولون تصويرها على أنها مشاريع تصب في خدمة أبناء المحافظات الجنوبية، رغم وضوح أهدافها وغاياتها، وخصوصا أن الشارع الجنوبي بدأ يطاله الضرر منها، وبدأ يدفع ثمن سكوته عليها.
يفرضون واقع الاحتلال على سقطرى ويحاولون تركيع وإخضاع المهرة والهيمنة على ثروات شبوة والسيطرة على موارد وثروات حضرموت، وبسط نفوذهم على سواحل أبين وفرض الاحتلال على عدن، وإخضاع الضالع ولحج لنفوذهم، ومن أجل ذلك يحشدون الحشود ويرسلون الأسلحة ويتنافسون على شراء الذمم وكسب الولاءات، من خلال الإغراءات المالية والوظيفية والمساعدات والمنح الدراسية وزغللة العيون بالحديث عن تجنيس المواطنين بالجنسية السعودية والإماراتية، كل ذلك ويأتي الدنبوع هادي وبقية الأحذية التي تتبعه وتدين له بالولاء وتعترف بشرعيته الزائفة للاحتفال بذكرى الاستقلال ؟!!!
منتهى الوقاحة والسفالة وقلة الحياء، لقد نزع الحياء من وجوههم، بالله عليكم كيف يحتفل هؤلاء بعيد الجلاء وهم أنفسهم تحت الوصاية والإقامة الجبرية في فنادق الرياض ؟!! كيف يحتفلون بالاستقلال وهم يرتمون في أحضان الغزاة والمحتلين الجدد ؟!! ذكرى الجلاء والاستقلال محطة تاريخية هامة في تاريخ اليمن صنعها أحرار الجنوب الشرفاء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة دفاعا عن الجنوب، بعد مرحلة نضالية تشرئب لعظيم ما شهدتها الأعناق، مقاومة ونضال ومقارعة للمحتل البريطاني ولسطوته وإجرامه وهو في أوج قوته، ويأتي اليوم من أبناء الجنوب من يمتهنون القوادة والدياثة والوضاعة، ولا يجدون أي حرج في تقديم أنفسهم خداما للغازي السعودي والإماراتي، بل ويتنافسون على من يخدمهم أكثر، وفوق ذلك يدعون الوطنية والحرص على الجنوب وبكل خسة يحتفلون بعيد الاستقلال، وهم يمثلون أقذر صور العبودية والحقارة والخيانة والعمالة، وكيف لعميل مرتزق، و خائن ذليل، أن يتحدث عن الحرية والجلاء والاستقلال ؟! لا يمتلك حتى قرار نفسه، وهو مجرد حذاء ينتعله السعودي والإماراتي، وأداة رخيصة يستخدم لتنفيذ أجندتهما في الجنوب خاصة واليمن عامة.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.