قرينُ القرآن في ذكرى الشهيد

‏موقع أنصار الله || مقالات ||منير الشامي

لا تكادُ تمُــــــرُّ مناسبةٌ من مناسباتنا الدينية أَو ذكرى سنوية لعلَمٍ من إعلام الأُمَّــة أَو لحدثٍ من الأحداث الإنسانية الخالدة في تاريخ شعبنا اليمني إلا ويكون الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حاضراً فيها قديمها وحديثها وله مساحةٌ واسعة منها، ولا عجبَ في ذلك فمواقفُه العظيمة تجسدت في كُـلّ مناسبة وحدث، فهو قرينُ القرآن في عصرنا وعلَمٌ من أعلام دين الله.

رسالةُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- هو من حمل مسؤوليتها في عصرنا الحالي، وهو أولُ مهاجر من واقع الأُمَّــة المخزي إلى الله وكتابه، وإلى ساحات العزة والكرامة، وهو السائرُ على هدي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- والمقتدي به وهو من أحيا الولاءَ والبراء، والصادعُ بصرخة الحق والإباء، وهو المجسدُ لنهج الوصي والثائر على درب الحسين والمناهض لظلم الطغاة كزيدٍ والمقارعُ لطواغيت الأرض كأسلافه أئمة التقى ومصابيح الدُّجى عليه وعليهم السلام المتحلي بشمائلهم والمتدثرُ بسجاياهم، أخذ من النبي الرحمة بالناس، ومن علي العلم والشجاعة على الطغاة، ومن الحسن حلمَه وطولَ أناءته والإحساس، ومن الحسين التضحيةَ وشدةَ البأس، ومن زيد الصرامة، ومن الهادي جهادَه وعزمَه على تغيير واقع الناس.

وهو الداعي في عصرنا إلى الله وإلى الاعتصام بحبله، المتحَرّكُ بحركة القرآن، والمجسِّدُ لتعاليم الفرقان، والمجدِّدُ لعُرَى التقوى والإيمان والثقة بالله والأمان، والكاشفُ للحقائق بالبرهان، والمنادي للعدالة والتنمية والبنيان، وهو المؤسّسُ لمشروع ثقافة القرآن.

وهو أولُ الثائرين وأولُ المجاهدين وأولُ من ناهض الظالمين، في عصر كان كُـلُّ الناس فيه أمواتاً، وَهو أولُ من قارع المستكبرين ووقف في وجه المعتدين وكشف زيفَ المنافقين، وبيّن حقيقة المتأسلمين، وهو أول من كشف أطماعَ المستكبرين، وأماط اللثامَ عن مؤامراتهم في استهداف الدين، وعرّى مخطّطاتهم في تدجين المسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين.

ذلك هو قرينُ القرآن في ذكرى الشهيد التي تجلّت فيها أعظمُ ثمار مشروعه بنماذجَ عظيمة ينتجُها كُـلّ يوم، فمنهم من قضى نحبه ورحل صاعداً إلى جوار ربه تحفه ملائكتُه المقربون، ومنهم من ينتظر في أقدس ساحات العزة والكرامة تتساقطُ ببأس يديه جحافلُ الشر وقوى الإجرام بآلياتها ومجنزراتها وعتادها وعديدها وكأنها أوراقُ خريف مصفرة وسريعاً ما يجعلها حُطاماً تحت قدمَيه الطاهرتين.

إن ثقافةَ الشهادة والاستشهاد التي أحياها الشهيدُ القائد رضوان الله عليه هي التي نجني اليومَ ثمارَها عزةً وكرامة، وقوةً وصموداً، ومجداً وشموخاً في وجه قوى الشر والاستكبار العالمي للعام السادس.

هذه الثقافة خَطَّها قائدُنا الشهيدُ بدمائه ودماء الأبطال العظماء الذين نهلوا من معينه الصافي الزُّلال ومضوا على دربه القويم من أول شهيد في الحرب الأولى وحتى آخر شهيد من شهدائنا في هذا اليوم، وهذه الحقيقةُ هي ما يجبُ أن تكونَ ماثلةً أمام عيوننا جميعاً نحن اليمنيين سلطةً وشعباً وفي كُـلّ لحظةٍ من لحظات حياتنا حتى نُدرِكَ جميعاً أن تلك التضحياتِ الجِسامَ وتلك الدماء الطاهرةَ قُدمت قرابينَ طاهرةً لله؛ مِن أجلِ أُمَّـةٍ قوية حرة مستقلة عزيزة كريمة خاليةٍ من عناصر الطغاة والعمالة وقذارات الخيانة والارتهان ومن الطواغيت الفرعونية والأخشاب المسندة الفاسدة ويستحيلُ أن تثمرَ يوماً من الأيّام طاغيةً أَو فاسداً مستأثراً أَو خائناً أَو عميلاً أبداً، بل ستثمر دوماً أبطالاً عُظماءَ يسحقون كُـلَّ من يظهر تحت هذه العينات الشيطانية.

قد يعجبك ايضا