هنية: رهان السلطة على المتغير الذي حصل بالبيت الأبيض خاسر
موقع أنصار الله – فلسطين المحتلة– 14 جمادى الأولى ١٤٤٢هـ
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن السلطة الفلسطينية تراهن على المتغير الذي حصل في البيت الأبيض وهي تعتقد بأنه سيحيي عملية التسوية والمفاوضات.
وأضاف هنية في لقاء ختام فعاليات مؤتمر بثته قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الإثنين أن الرهان ليس في محله وهو خاسر على الإطلاق وكل المتابعين لشأن الإدارة الأمريكية القادمة يقول بأنها ستتفرغ للوضع الأمريكي الداخلي لمعالجة الآثار الوحشية لترمب.
وقال إن الإدارة الأمريكية ستستند على 3 عناصر أساسية في علاقاتها الخارجية وهي: التقاسم المتبادل ووحدة القياس في الموضوع الفلسطيني وإعادة الاعتبار لسمعة الولايات المتحدة التي تأثرت بسبب سياسة ترمب والعودة مجددًا لقاعدة التوافق الدولي ولن يكون الموضوع الفلسطيني أولوية
ودعا إلى إدراك حجم ومستوى التحرك الأمريكي بخصوص قضيتنا ويجب ألا نبيع شعبنا بالأوهام والعودة للمفاوضات.
وطالب رئيس المكتب السياسي لحماس بالمراهنة على شعبنا ووحدتنا ومقاومتنا، ونحن نوافق أن تكون لنا علاقات مع كل دول العالم ما عدا الاحتلال الإسرائيلي وما دون ذلك فحماس منفتحة على الجميع في إطار التحرك المتوازن الذي يحمي الوحدة الفلسطينية والحقوق الوطنية.
وذكر أن مسار أوسلو والمفاوضات في المحصلة كان وبالاً على الشعب الفلسطيني.
وأكد على أن اتفاق أوسلو لا يمكن أن يشكل قاعدة سياسية بأي تفاهمات فلسطينية مستقبلية وأن النتائج على الأرض لأوسلو تمثل كوارث سياسية وعلينا قطع هذه المرحلة وبناء استراتيجية جديدة لا علاقة لها بهذا الاتفاق
ودعا هنية إلى الاتفاق بعيدًا عن أوسلو والتعاون الأمني مع الاحتلال.
وذكر أن حماس حينما رأت أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة لم تتردد مطلقًا في أن تبادر وأن تكون عصى غليظة بيد أي فلسطيني يريد أن يواجه الاحتلال.
وأضاف هنية أننا “لا نهادن في هذه المسائل وذلك لا يعني أن نحرف صراعنا مع الاحتلال، والذي يسعى الاحتلال كأحد أهدافه الأساسية بزرع بذور الفتنة بين الدول”.
وأشار إلى أن انتخابات الاحتلال تجري في ظروف وأوضاع داخلية فيها كثير من التجاذبات والصراع السياسي.
ولفت إلى أن دول المقاومة في المنطقة رغم أنها تعيش تحديات كبيرة إلا أنها تملك القوة والقدرة على التأثير عندما يتوفر الاستعداد لعمل ما بما فيها الفصائل الفلسطينية.
التطبيع
وقال هنية إن التطبيع هو تأمين للكيان الإسرائيلي وتهجير المنطقة العربية من داخلها وتفجيرها من داخلها وبث الشقاق فيها، منبها إلى أن الذي جرى هو تثبيت حقائق سياسية وجغرافية يراد بها أن تستمر في المستقبل.
وأضاف أن “السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية أعادت ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء في المنطقة وفق رؤيتها، وأمريكا أجبرت بعض الأطراف أن تتعامل مع هذه الرؤية”.
وأوضح أننا “لا نقبل تطبيع أي دولة عربية مع الاحتلال ونطالبها بالعودة عن هذه الخطيئة، وأن حماس لا تحرف بوصلتها بأن يكون صراعنا مع أي دولة عربية مع أننا نعتبر أن التطبيع خطيئة سياسية”.
وأردف “لا نُراهن على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولكن علينا أن نقرأ الأمور قراءة سياسية وندرك أن المتغيرات يمكن أن تكون مفيدة لصالح قضيتنا”.
وتابع هنية: “حلّلنا المشهد المستجد في سياسية الإدارة الأمريكية وتعامل الاحتلال مع موضوع الضم والتطبيع، وجدنا أننا ملزمين بوضع خطة بعدة محاور أهمها توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطط المختلفة (الضم، وصفقة القرن، والتطبيع).
وأكد أن هناك تحدٍ يتمثل بمحاولة الإدارة الأمريكية تفتيت المنطقة وإفقادها عناصر الممانعة في كافة المجالات ومحاولة بناء تحالف أمني تتسيد فيه “إسرائيل” ضمن تفوقها عسكريًا أو أمنيًا واقتصاديًا.
ولفت إلى أن الاحتلال هو تحدٍ وما يمثله من سياسات استمرار الاستيطان وموضوع الضم واستهداف مدينة القدس وأهالي الـ 48 وشطب حق العودة واستمرار الحصار على قطاع غزة وشيطنة المقاومة في نظر بعض الأنظمة العربية
وأكد هنية أننا “بحاجة لبناء استراتيجية وطنية متكاملة لإعادة ترتيب البناء البيت الفلسطيني وشراكة وطنية حقيقية في مستويات عدة من خلال المؤسسة القيادية (منظمة التحرير)”.
وأوضح أننا “كنا في مسار المصالحة متمسكين بالانتخابات بشكل متزامن لأننا كنا معنيين بإعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية”.
وقال: “لن نستطيع أن نواجه هذه المخططات دون قيادة فلسطينية جامعة، فحماس بادرت في الحديث مع القيادات الفلسطينية وأجريت مكالمات شخصية مع الرئيس عباس وكانت رسالتنا واضحة بأن قضيتنا على المحك”.
وأشار هنية إلى أنهم تحركوا في عواصم متعددة لحوارات جدية “لنصل إلى ترتيب البيت الفلسطيني والنهوض مجددًا في منظمة التحرير وإنهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال”.
ولفت إلى أن “المقاومة التي مارسناها على مدار العقود الماضية هي الخيار التي يجب أن يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية”.
وأكد تمسك حماس بخيار المقاومة سواء في إطار تراكم القوة في القطاع والعمل على نهوضها أو أن شعبنا في الخارج له دوره في مربع المقاومة بالشكل والآلية التي تسمح بها ظروفه.
وتطرق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى مناورة “الركن الشديد” المشتركة التي ستنفذها فصائل المقاومة غدا الثلاثاء في قطاع غزة.
وأكد أن هذه المناورة تُنبئ بمستقبل وشكل عمل الفصائل في المستقبل من خلال غرفة العمليات المشتركة.
وقال: “حماس لها علاقات مفتوحة مع العديد مع الدول وحماس تمثل عنوان مهم جدًا”.
ولفت إلى أن هناك صراع إرادات في المنطقة وهو قوي ويمثل تحد كبير جدًا ونحن نتسلح بالثبات والحكمة والصبر والقوة في مواجهة هذا التحدي التي تحاول أن تفرضه الإدارة الأمريكية على المنطقة”.
وأضاف “لنا علاقات مع مصر وهي تمثل قوة كبرى وإيران ودورها في دعم المقاومة أيضًا وتركيا وقطر ولنا علاقات مع دول المغرب العربي وعلاقات مع السعودية والأردن ونسعى لاستعادة العلاقات التي ضعفت”.
وذكر هنية: “نحن نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع ولا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول ولا بالأمن القومي العربي وهو عمق لأمننا في فلسطين.
وأكد أنه لا يمكن أن نتنكر لأمتنا ودورها وموقعها الاستراتيجي في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا على أن هناك فرق بين استقلالية القرار والانفتاح على المكونات الموجودة في المنطقة.
وقال: “علاقتنا بمصر أساسية وكذلك إيران لا تقع في هوامس علاقتنا كما قطر وتركيا وإعادة علاقتنا مع السعودية، لافتًا إلى أن المملكة تمثل مكانة اعتبارية في العالم الإسلامي وما كان معها علاقات مع الشعب وحماس ولم نقم بأي شيء يمس بأمنها.
وقال هنية: “رفضنا واستغربنا الاعتقالات التي تمت لأخوتنا الفلسطينيين المحسوبين على حركة حماس في السعودية”
وطالب خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين في المملكة بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مضيفا “لا يجوز بقائهم في السجون لأن لهم علاقة مع حركة حماس التي لم تعبث بأي شؤون داخلية لأي دولة”.
ورحب هنية بالمصالحة الخليجية، وإعادة ترتيب البيت الخليجي وإعادة الاعتبار لهذا المجلس وإنهاء الحصار عن قطر ووقف التراشق الإعلامي شيء مرحب به ونتمنى أن يتحقق.
وقال إن أي مصالحات في المنطقة تصب في المحصلة الأخيرة في صالح القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن أي وحدة وأي مصالحات تنعكس على المجموع العربي وتنعكس علينا فورًا، قائلاً إنه من الضروري أن يكون هناك حوار استراتيجي بين دول الخليج وإيران ومكونات المنطقة حتى نعيد رسم معالم الجغرافيا لمواجهة التحديات.
وأوضح هنية أن حركته لا تفكر بابتلاع منظمة التحرير والهيمنة على مؤسساتها، فنحن حركة تحرر وندرك بأننا نمر بمرحلة تحرر وطني وهذا يستدعي أن يكون الكل الوطني في صناعة القرار.
ولفت إلى أن المنظمة هي البيت الوطني للجميع وحماس تدخل منظمة التحرير ليس من منطلق السيطرة على القرار بل على قاعدة الشراكة والعمل تحت سقف ومظلة واحدة.
وتساءل رئيس المكتب السياسي لحماس “لماذا الخوف من دخول حماس والجهاد الإسلامي لإطار منظمة التحرير الفلسطينية، وعرض علينا أن نكون بديلًا عنها ورفضنا ذلك؟”.
وطالب بضرورة رفع اليد عن منظمة التحرير الفلسطينية واستعادة دورها على هذا الأساس.
ولفت إلى أن عدوان 2008 سجل بداية انكسار في العقيدة ونظرية الأمن الإسرائيلي حين استطاعت المقاومة أن تنقل المعركة داخل الأرض المحتلة عام 1948.
وأوضحت “أن هذه المعركة أثبت قدرة المقاومة في تطوير ذاتها، واعتبرت منصة انطلاق لتراكم القوة وظهر ذلك في الحروب التي شهدها القطاع فيما بعد”.
كما وجه التهاني للمسيحيين بأعيادهم، قائلاً إنهم “شركاء في الوطن ونسعى معًا في تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال”.
وقال: “عشت مع إخوان مسيحيين في السجون فمنهم أسرى وشهداء، وكشعب واحد نقدم لهم التهاني والتبريكات بمناسبة أعيادهم”
المصدر : وكالات