انعكاسات تصنيف أمريكا لأنصار الله داخلياً وَخارجياً
موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي
لكل قرار سياسي أَو اقتصادي أَو عسكري تأثيراتُه وانعكاساتُه في وعي الشعوب ومواقفها، وكل قرار يأخذ مستواه في ردة الفعل، داخلياً وخارجياً، وما قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف أنصار الله عن ذلك ببعيد.
فعلى المستوى الداخلي تواصلت الوقفاتُ الشعبيّة المندّدة بهذا القرار وبالعدوان والحصار، وبزخم عالٍ في كُـلّ عزلة ومديرية من مديريات المحافظات الحرة عكست وتعكس مدى هذا الوعي المتنامي، وفي ذات الوقت تزيد شعبنا اليمني العظيم ارتباطاً بالمنهجية القرآنية وبالقيادة الثورية ومما حذر منه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “عليه السلام” في ملازمه قبل 19عاماً من اليوم، وترفع من وعيه وبصيرته وتحصُّنه من الاختراق وتنمي معرفتَه بالعدوّ الحقيقي لهذه الأُمَّــة.
تفاعل الحشود الجماهيرية الواسعة للتنديد بهذا التصنيف رسّخ قناعات مختلف فئات الشعب وأطيافه السياسية والمذهبية عمقَ النظرة الثاقبة للمشروع القرآنية وقدرته على قراءة الأحداث واستشراف المستقبل وطبيعة الصراع المستدام بين الحق والباطل، وكشف عن المطامع الحقيقية للعدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا منذ 6 أعوام، وفضح موقف مرتزِقة العدوان، وكشف عن وجه الممول الحقيقي للحروب الست على محافظة صعدة ومرتكبي أبشع الجرائم الإرهابية بحق الإنسانية إلى اليوم.
الموقف الشعبي العام من العدوان والحصار ارتفع إلى مستويات عالية جِـدًّا، وخيرُ ما سيعبر عنها في الأيّام والشهور القادمة هو كثافةُ قوافل المال والرجال الرافدة للجبهات، وزيادة الانشقاقات في صفوف مرتزِقة العدوان، وكثرة العائدين إلى صف الوطن، وتماسك الجبهة الداخلية.
القيادة العسكرية ستفتح خيارات تصعيدية غير مسبوقة في مختلف المحاور والجبهات، وستعزز من بنك الأهداف للضربات الصاروخية وسلاح الجو المسير في عمق العدو، إضافةً إلى إعطاء الإشارة للجيش واللجان الشعبية بالتوغل برياً باتجاه الاراضي السعودية، لجرها إلى الطاولة المشروطة.
أما على المستوى الخارجي فهذا التصنيف الذي عكسته غالبيةُ الردود الرافضة والمتخوفة من تبعات هذا القرار، أصدق ما يعبر عن الغطرسة والهيمنة والإرهاب الأمريكي في هذا العالم، وعرّى كُـلَّ المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، وقدم صورة واضحة بكل ملامحها عن سياسة الإدارة الأمريكي، وكيف تستخدم مصطلح الإرهاب كسلاح استراتيجي لتزييف الوعي والرأي العام العالمي، لتحتل الشعوب المقاوِمة لهيمنتها، وتصادر حرياتها وسياداتها وتنهب مقدراتها وثرواتها.
خلاصة أن المشهد العام محلياً وإقليمياً ودوليًّا بات أكثر تيقظاً أمام مختلف القرارات السياسية والعسكرية الأمريكية، ودفع الشعوب الحرة بمختلف أديانها للاستعداد وتوحيد صفوفها في مواجهة هذا النهج ومن يقف في صفه.
ونتيجةً لهذه الانعكاسات ستضعف السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة وكل حلفائها في المنطقة، وبذات القدر ستزيد أنصار الله والشعب اليمني بالدرجة الأولى ومحور المقاومة بالدرجة الثانية، قوة إلى قوتهم وتمنحُهم جرعةَ مناعة إضافية تعزز قدراتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية ليكونوا بمستوى القدرة على الاحتواء والتغلب، في ميادين المواجهة المختلفة.