التصنيف الأمريكي بالإرهاب.. من أبرز ثمار مشروع البراءة
موقع أنصار الله || مقالات || إبراهيم عطف الله
خارجياً وتحت غطاء إعلامي، تطبيع وتطبيل وتضليل وإدراجات مرهبنة، وداخلياً أنين ومعاناة وحرمان، حصارٌ يشتد وغذاء ينفد، والأمم المتحدة من صمت إلى حياد وإحصائيات بعدد المتضررين ثم تقارير ترفع للأرشفة في سجل المجتمع الدولي ومكتوبٌ على السجل ممنوع على العالم الاطلاع على معاناة الجياع.
ومن على الشاشات تستعد الإدارات الترامبية والغربية الوحشية لإعلان نكتتها الساذجة بإدراج اليمن في قائمة الإرهاب، في حين يموت معظم اليمنيين تحت وطأة حصارهم الجائر الشبيه بحصار القرون الوسطى، فعندما يسمع العالم كلمة الموت جوعاً فَـإنَّهم عاده لا يفكرون إلَّا بالمجاعة الناجمة عن الجفاف أَو ما شابه، وفي الحقيقة ليس لديهم أدنى معرفة عما يحدث في اليمن وعما يتجرعه المواطن اليمني تحت القصف والغارات، ولو تفعل دور الإعلام العالمي بشكل إنساني خالياً من التضليل والتزوير، لأدرك العالم أجمع بأن تحالف العدوان والقوى المشاركة في التخطيط والتمويل، منظمة إرهابية لم يشهد العالم مثلها من قبل.
ولعل أبرز دليل على إرهابهم وإجرامهم ما حدث مؤخّراً في أمريكا في وقت تتشدق بديمقراطيتها الزائفة، خرجت مليشيا المأزوم ترامب في مشهد يتنافى مع ديمقراطيتها، أَو بمعنى أوضح في “مشهدٍ إرهابي” منسوج من نسيج الذبح والتوحش.
لفت انتباهي نبذةٌ من مقال للصحفية الأمريكية “كيتلين جونستون” بعد أن سخرت فيه من حديث إدارة ترامب عن مساعيها لإدراج أنصار الله في لائحة الإرهاب، قائلةً: نعم، نحن الإرهابيون، بعد ترويج إعلامكم لتواطؤنا مع إرهابكم وجرائمكم الإرهابية التي ترتكبونها في اليمن والدول الأُخرى باسم الهيمنة الإمبريالية.
وفي حقيقة الأمر هذا التصنيف الأمريكي ليس بغريبٍ وليس بمستبعَدٍ من إطلاقه في حال يخوض اليمن مع أمريكا حرب كبرى أشبه بالعالمية، وليس بمستبعدٍ من تصنيف أنصار الله بالإرهابيين في وقت يصرخ هؤلاء الأنصار وباستمرار “الموت لأمريكا ولإسرائيل”.
كيف لا يصنفون اليمن بالإرهابيين وقد أصبح شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل فرضاً واجباً لدى اليمنيين يصرخون به بعد كُـلّ عمل وعبادة، وكيف لا يصنفوننا إرهابيين وقد أنفقوا ما أنفقوا لإركاع هذا الشعب وإخضاعه ولإسكات هذه الصرخة التي شنوا على خلفيتها حرباً عدوانية باغية إرهابية متوحشة مضى على إثرها ستة أعوام من القصف والإرهاب والقتل والتدمير والترهيب، وسقط على إثرها مئات الآلاف من مواطني هذا الشعب المظلوم.
وكيف لا يصنفون هذا الشعب بالإرهابي، وهو شعبٌ هدفُه الأَسَاسي انتزاعُ عروش الطغاة والجبابرة، وقضيته الأولى هي فلسطين التي تعبث إسرائيل بأهلها وأرضها وممتلكاتها.
والخلاصة أن تصنيفنا كإرهابيين لا مجال فيه للتفاجؤ، فنحن نصرُخُ بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل في كُـلّ ساعة ويوم، وسنصرخ عاليًا وللأبد: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، هذا هو مشروعنا وسنمضي فيه بكل عزم وإصرار تحت راية أَعلام الهدى حتى ييأس الأعداء منه وتأمن الأُمَّــةُ مكرَهم وإرهابَهم.
هذه المساعي الأمريكية أثبتت فشلهم الذريع في وأد هذا المشروع القرآني العظيم، فتارةً أظهرت عجز دول العدوان في حربه المتوحشة على اليمن، وتارة أُخرى أظهرت عنفوان من تصفهم اليوم أمريكا بالإرهابيين ورباطة جأشهم ومدى تمسكهم بقضيتهم، وَأَيْـضاً أبرزت للعالم بصورة جلية بأننا على حقٍّ وأنهم ومن تكالب علينا معهم على باطل، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِينًا).