الشعبُ اليمني المقاوم والنظام الأمريكي الإرهابي

موقع أنصار الله || مقالات || مطهر يحيى شرف الدين

وأخيرًا تنفَّسَ النظامُ السعودي الصُّعَداءَ، وقد امتلأ غيظاً وحقداً ولؤماً على الشعب اليمني وسمع من إدارة ترامب قراراً مفرحاً ومبهجاً قضى بتصنيف أنصار الله ضمن الجماعات الإرهابية، متجاهلةً أن الشعب اليمني أصبح اليوم أنصارَ الله وأن اليمني منذ فجرِ الإسلام مطبوعٌ على الانتصار لله ولرسوله وللقضية العادلة التي يقاتل مِن أجلِها.

ولذلك لا أريد من خلال مقالي هذا أن أقولَ للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وزعامات الأنظمة العالمية وأرباب المنظمات الحقوقية والإنسانية وأدعياء الحقوق والحريات لا أريد أن أقول بأن أنصارَ الله ليسوا إرهابيين فهم جميعاً يدركون ويعلمون علم اليقين بأن أنصارَ الله مسالمون ومقاومون؛ مِن أجلِ نيل الحرية وهم رجالٌ أحرارٌ يدافعون عن موقفٍ حق وعن عدالةِ قضية وعن قيم وَمبادئ عظيمة وعن كرامةٍ وسيادة واستقلال يضمن للشعب اليمني حياةً عزيزة كريمة وحقوق مشروعة، بل أضحى العالم كله على درايةٍ وقناعة تامةٍ بذلك.

كما لا أريد أن أُذكّر المنظمات الدولية والإقليمية بالقرارات والمبادئ الأممية التي تتحدث عن التسامح والتعايش؛ لأَنَّها وبطبيعة مهامها قد صمّت آذانَ الشعوب طيلةَ عقودٍ من الزمن عن وجوب السِّلم والوئام والتعايش بين الأمم وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

تلك المنظمات التي تتغنى وتتشدق بالحقوق والحُريات ليلَ نهارَ وعلى وسائل الإعلام الجماهيرية هي اليوم وبعد ست سنوات من العدوان على اليمن تثبت أنها دَعِيَّة ليس إلا، وقد تبخّر كُـلّ ما كانت تتحدث عنه وتتغنى به وكل ما دوّنته عبثاً في نصوص أدبياتها وَصكوكها الكاذبة.

كما لا أريد من خلال مقالي هذا أن تعيَ دول العالم وشعوبها ما نصّ عليه القانونُ الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وما جاء فيها من اتّفاقيات وعهود تحترم كرامة الإنسان ومواد تُجرم العدوان بكافة أشكاله وصوره على الشعوب المظلومة المستضعفة التي تنشد السلام والحرية لمجتمعاتها والسيادة على أراضيها.

فالكثير من أنظمة الدول تعرف وتُدرك وتعي ذلك.. لكنها تدّعي الجهلَ والغباء وتمارس التجاهل واللامبالاة بمعاناة الشعب اليمني تحت وطأة أزماتٍ اختلقها وافتعلها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإرهابي وتخشى قول الحقيقة أَو بمعنى أصح أضحت مرتهنةً للمال الخليجي المدنس الذي اشترى ولاءات وذممَ أرباب الأنظمة العالمية والمنظمات الدولية.

معظم دول العالم لا تريد أن تشعرَ بالمعاناة التي يعانيها أبناء اليمن جراء الحصار الخانق والمفروض عليهم من تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإرهابي.

الأنظمة العالمية والمنظمات الدولية تتغابى عن ارتكاب أمريكا لكل تلك الجرائم والانتهاكات بحق أطفال ونساء اليمن وتتجاهل الاحتياجات الإنسانية والطبية والاقتصادية للمجتمع اليمني التي وقف الإرهاب الأمريكي طيلة ست سنوات حائلاً دون تحقيقها وتوفيرها عبر فك الحصار الجوي والبحري والبري المفروض على اليمن.

نعم أنظمة العالم تتجاهل أنواع الإرهاب ومستوياته التي وصلت إلى مستوىً عالٍ من الإجرام الفظيع الذي يمارسه التحالف بقيادة أمريكا الإرهابية بحق اليمن أرضاً وإنساناً والذي أنتج كارثةً إنسانية لا مثيل لها في تاريخ البشرية وبات الشعب اليمني يفتقر إلى أسباب العيش الكريم؛ بسَببِ حميّته وغيرتهِ على أرضه وعرضه ومقاومته للظلم والطغيان والاستكبار العالمي.

العالم كله أنظمةً وشعوباً يعلمون ويدركون الحقوقَ المشروعة للشعوب وعن طبيعة المقاومة الحرة التي تنشد خلع الوصاية وتثبيت السيادة لكن يعلمون ذلك في شعارات ويافطات ونظريات ونظم وعناوين مكتوبة فقط، لكنهم لا يدركون الواقع الذي يعيشه الشعب اليمني الذي حرّمهُ الإرهاب الأمريكي من الدواء ومنعه من السفر إلى الخارج وتوفي على إثر ذلك الآلاف من المرضى من هم بحاجة إلى العلاج خارج الوطن، وحاربه في قوته ومعاشه وتنقلاته.

العالم كله يعلم أن استهداف وَقصف المدنيين وَالأعيان المدنية جرائم مروّعة وانتهاكات صارخة حرّمتها الأديان والشرائع السماوية وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة وَمحاكمة مرتكبيها أمام القضاء الدولي وأمام العدل الإلهي لكنه يغض الطرف خِسةً وجُبناً وانكساراً.

وخلاصة القول والمراد إذَا كانت مقاومة الشعب اليمني وَجهاده ضد الطغيان والاستكبار إرهاباً في نظر النظام الأمريكي الإسرائيلي فتيقّنوا أننا ماضون ومستمرون في المقاومة حتى النصر بإذن الله واعلموا أن الجهاد بابٌ من أبواب الجنة فتحه الله لخَاصَّة أوليائه والله تعالى يقول:

(وأعدّوا لهم ما استطعتُم من قُوةٍ ومن رِباطِ الخَيل تُرهبونَ بهِ عدوّ اللهِ وعدُوكُم وآخرين من دُونهِم لا تعلمُونهمُ اللهُ يَعلمُهُم،

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون).

إنّ خلفَ الليلِ فجراً نائماً.. وغداً يصحو فيجتاحُ الظلاما..

قد يعجبك ايضا