الصراعات والتحديات ترفع أمماً وتسقط أُخرى

‏موقع أنصار الله || مقالات ||إكرام المحاقري

كشف العدوُّ “الإسرائيلي” عن مغزاه الرئيسي من تشكيل تحالف عربي عدواني لحرب اليمن، وسبقته “أمريكا” بطرح معطيات الأحداث على طاولة المكاشفة لتعترفَ بلسان العظمة لـ إدارتها لتحالف العدوان من خلف الدُّمَى الخليجية وغيرهم، وفي ذات السياق فقد حلبت قوى الاستكبار الأموال الخليجية بذريعة الحماية، وسلبتهم كرامتهم بذرائع مختلفة، وليكن السلام هو من رفع أمماً وأسقط أُخرى.

في ظل المؤامرات العدوانية على اليمن، لم يكن اليمنيون الأحرار في غفلة عن المشروع “الصهيوأمريكي” في المنطقة، ولم تخفَ عليهم العمالة الخليجية “للوبي الصهيوني”، وكان تحَرّكهم للدفاع عن الأرض والعرض من منطلق المسؤولية التي غفل عنها الشعب الفلسطيني حين بدأ الاحتلال الصهيوني، فـ الزمان يعيد نفسه، والمخطّطات ما زالت قيد التنفيذ، لكن الفارق هو الوعي، وهذا ما تميز به الشعب اليمني عن غيره.

كانت “أمريكا” بدهائها السياسي تُمثل رقماً صعباً في العالم، وهذا حال بقية الدول الغربية التي تميزت بقوتها الوهمية وكانت شريكًا عسكريًّا في العدوان على اليمن، وهذا حال العدوّ الصهيوني الذي خال للعالم بأنه لا مجال لمواجهته وردعه؛ لذلك توجّـهوا للصلاة؛ مِن أجلِ السلام، فكانت التسليمة الأخيرة هي من باعت القضية وأضاعت الكرامة ومكنت العدوّ في المنطقة، وخلطت الأوراق، ونشرت الفساد، وأدخلت العالم الإسلامي في غياهب التيه السياسي والعسكري والثقافي.

لكن المعادلات العسكرية لم تعد اليوم لصالح السياسة الأمريكية التي أنشأها اللوبي الصهيوني، فـ اليمن قد صنع المستحيلات، وأعاد للعرب مجدَهم التاريخي، بينما سقطت “أمريكا” وجميعُ قوى الاستكبار، وتحولت قوتُهم إلى قوة كرتونية من السهل اختراقها وإحراقها، فما مضى من الترهيب “الأمريكي” للعالم لم يكن إلا حرباً نفسية، وما واقعهم اليوم المفكك والمتمزق إلا انموذج لما تصنعه السياسة الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية.

ما قامت به ”إيران في الفترة الأخيرة من مناورات عسكرية دقيقة الإصابة بأسلحة مختلفة، وما صرح به حزب الله لأكثر من مرة باستعداده لمواجهة العدوّ الصهيوني عسكريًّا، وما صرح به اللواء العاطفي بأن اليمن يمتلك منظومات دفاعية وهجومية ذات أنواع ومدايات مختلفة“، لَهوَ دليلٌ واضحٌ على الصحوة العسكرية لدول محور المقاومة، لما يخطط له العدوّ الصهيوني في باب المندب.

هناك من انتقد القيادة اليمنية الحكيمة بأنهم لا يردعون العدوانَ بالصواريخ البالستية بالشكل المطلوب، وهناك من يترقب تصاعداً للدخان من الحقول النفطية السعودية عقب إزاحة الستار عن أية منظومات بالستية ومسيّرة جديدة، لكن ما جهله الجميعُ وما جهله العدوُّ نفسُه هو أن اليمن يعد العُدةَ الكاملة للحسم العسكري في المنطقة، فـ العدوان على اليمن لن يتوقفَ إلَّا بالقوة، واليمن بات يمتلك هذه القوة، وهي من ستحرّر “القدس” وتنتصر للقضية، وإن غداً لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا