مآلاتُ الخيانة.. ومؤشراتُ الانتصار
موقع أنصار الله || مقالات || سند الصيادي
شيئاً فشيئاً يجدُ المرتزِقُ نفسَه يتنصَّلُ عن قيم وأعراف الدين والمجتمع وَيصبح مُجَـرَّداً من كُـلّ قيمة بعد أن تساهَلَ في التنصل عن القيم الوطنية وَارتضى أن يصبحَ قطعة شطرنج يحرِّكُها الخارجُ بكل ما أوتي من حقد وَعبث.
وما جريمةُ اختطاف النسوة النازحات والعزل التي أقدمت عليها مؤخّراً أدواتُ تحالف العدوان في مأرب إلا صورة لهذا التجرد الذي لم يعد يراعي أصحابُه حتى ردودَ الفعل المندّدة وَالمستنكرة، وَلا تبعاتِ هذه الأفعال على حاضرِ ومستقبلِ أحلامهم السياسية بالبقاء والعودة لحكم هذا الشعب، بعد أن مارسوا في حقه كُـلَّ فعل مشين.
والحاصلُ أنه وبقدر أكبرٍ من توقعاتنا كمراقبين لسقوطهم، أن تلك المليشيا قد باتت يائسةً من عودتها أَو حتى بقائها في المناطق التي تسيطر عليها.
وَهذه الحالةُ من اليأس غيرُ معلنة وَمحاطةٌ بالمكابرة، غير أن ما يعلن عنها هو حجمُ التخبط الذي باتت تعيشُه أخلاقياً، وَفوبيا الخوف التي باتت تسكنها وَتسيطر عليها، وَالتي تتصاعد نتائجها السيئة على المواطنين في مناطقها، وَعلى واقع النهب المستمر للأموال وَإرسالها للخارج.
وَما يحدث في مناطق أُخرى تسيطر عليها المليشيا التابعة لقوى الغزو والاحتلال انماط مختلفة في الحالات عن ما يجري في مأرب غير أنها متشابهةٌ في النتائج، ومن الساحل الغربي الذي بات عصياً على جحافل الغزاة، يتوافدُ بشكل يومي قوافل من المغرر بهم إلى صنعاء حاضرة الوطن، بنجوى العفو وَدوافع التوبة وَمعطيات الميدان، وَبعد أن تكشفت الحقائقُ أمام الأعين، وَتكفلت الرجالُ المرابطةُ بالمتارس بتوضيح بقية تفاصيل الصورة.
ومن جنوب الوطن الحبيب، تكشفُ تصريحاتُ أدوات الإمارات، وبالأحرى قياداتُها المصنعة إماراتياً حقيقةَ المخطّط، وَما هي عليه من إفلاس شامل، جعلها تتقافزُ في طابور المهرولين للتطبيع مع الكيان الصهيوني بلا ثمن، فبدت رخيصةً وَهي تلوحُ لهذا الكيان عن عُجالتها في الالتحاقِ بركب الهالكين؛ خشيةَ أن يجدِفَ بها التيارُ القادمُ خارجَ اللعبة، ومن بات يرى في التطبيع مع العدوّ حبلاً للنجاة وَأرضية للبقاء؛ فلأنه استعدى الشعب وَاسترخص الوطن، وَامتهن آدميتَه وَكرامته، وَأصبح سلعةً منتهيةً في سوق بوار.
وفي ما حدث ويحدُثُ بالمناطق المحتلّة في مأرب وَالساحل الغربي وَعدن، حزمةٌ من الشواهد التي تؤكّـد صدقَ تحذيرات القيادة وَمشروعية التحَرّك، ناهيك عن كونها دروساً مضافةً عن مآلات الخيانة وَمؤشرات الانتصار.