يوقف العدوان مَــن بدأه.. أمريكا
موقع أنصار الله || مقالات || أم الحسن أبو طالب
تتبدَّلُ أقطابُ محور الشر العالمي تبعاً لمصالح القوى المهيمنة على العالم وتبعاً للسياسات المتغيرة والواقع المفروض عليها.
قادة محور الشر في العالم يسعون في ظروفٍ معينةٍ لتجميل صورة النظام المستبد وطغيانه وغطرسته بتبديل أقطاب الحكم لديهم بما يراعي مصالحهم.
ترامب ونظيرُه الشيطاني بايدن وجهان لعُملةٍ واحدةٍ مهمتُها خدمةُ الماسونية العالمية وتحقيقُ مصالحها، ولا ضير إن اختلفت السياسات وتغيرت المساراتُ ما دامت كلها تصب في خدمة مطامعهم الاستعمارية في المنطقة واستعبادهم للشعوب.
قراراتٌ جديدةٌ للمدعو بايدن ظاهرُها الرحمة وباطنُها من قِبَلِهِ العذاب، تدعو للسلام وتحشد في الواقع للمزيد من الاحتقان، وكأنها قناعٌ جديدٌ لمن يترأس البيت المشؤوم “البيت الأبيض” فيها من الدهاء السياسي والمكر الكثير والكثير، وخلف الكواليس ليس هناك هدفٌ واحد خلف كُـلّ قرار بل رزمة من الأهداف يسعى بايدن بسياسته الجديدة لتحقيقها.
سياسة ناعمة وأُسلُـوب خبيث خلف تلك القرارات خدعت جميع المنبهرين بسياسات أمريكا وقوتها، وجعلت من يرغبون في إيقاف الحرب خوفاً وطمعاً يسعون لمباركتها جهلاً وتسرُّعاً بالتصفيق لتلك القرارات واعتبارها بادرة خير بل إنها الخير بذاته وبشرى من بشائر السلام لليمن.
في المقابل، يبدو أن اليمانيين أكثر وعياً وأعظم حكمة من تلك المراوغة المحبوكة بدقة عالية ويبدو أنهم أَيْـضاً لن يقبلوا بأية قرارات مهما بلغت قوتها ومصداقيتها حتى يروا آثارها ملموسة في أرض الواقع، فهم أكثر من يرعى السلام ويدعو إليه لكن بعيدًا عن السطحية التي تشملها كُـلّ قرارات قد يُعتقد أنها تصب في خدمة اليمنيين وليست سوى وبالا عليهم في واقع الأمر.
ويبقى الواقع هو الحكم لأي توجّـه قد تتخذه الإدارة الأمريكية بشأن الحرب على اليمن، فكما كان قرارُ الحرب أمريكياً بامتيَاز فقرارُ إيقافه أمريكي أَيْـضاً، وبما أن الأنصارَ في اليمن هم من اكتشفوا ذلك مبكراً هم أَيْـضاً بنظرتهم الدقيقة الثاقبة من خلال منهجيتهم القرآنية من سيكشفون زيفَ الألاعيب الداعية للسلام، وهم حقاً من يستطيعون مواجهة التضليل الأمريكي على الشعوب من خلال رؤيتهم الواعية لكل الأحداث.