على بايدن.. إن كان مختلفاً
موقع أنصار الله || مقالات || سند الصيادي
على وَقْـــعِ ما يمكن أن نسميَه افتراضاً “العقلانية النسبية” التي تظهر بها تصريحاتُ الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن اليمن وَحديثُها عن السلام كطموح تقول إنها تسعى لتحقيقه، وَرغم التزامها المبدئي بحماية المملكة السعودية وَالكيان الصهيوني، إلَّا أن التصريحات وردود الفعل الصادرة عن السعودية تحديداً وَلو عبر أدواتها الإعلامية تحملُ في طياتها انتقاداً لهذا التوجّـه الأمريكي، وَتتكالب ضده بالتناغم مع الجانب الصهيوني.
والحقيقة التي يجبُ أن يهمسَ بها الرئيسُ الأمريكي الجديد في أُذُنِ ابن سلمان، أن السلام اليوم بات من مصلحة مملكته بالدرجة الأولى، وَأن أية مساعٍ أمريكية صادقة إنما تأتي لانتشال هذا النظام المجازف والأحمق من براثن الفشل الذريع الذي ينتظره بتسارع وتيرة الأحداث المؤدية إليه.
على بايدن إن كان حريصاً على السلام أن يذكّرَ هذا المراهق وَحواشيَه أن واشنطن لم تفوّت شكلاً من أشكال الدعم للحرب خلال الست السنوات الماضية إلَّا وقدمته لهذا التحالف، فقد تركت له الحبلَ على الغارب في اليمن لممارسة القتل بالجملة وَالقصف والتدمير والحصار وكافة أنواع التوحش الذي يمكن أن يراهنَ عليه لتحقيق الانتصار.
وفوق كُـلّ ذلك، قامت بالتبييض المستمر لجرائمه ومجازره وَمنحِها الطابعَ القانوني الدولي، وَعزل المعتدَى عليهم إقليمياً ودوليًّا وَشيطنتهم وتبرير قتلهم، وَرغم كُـلّ تلك الفوارق خسرت المملكة المعركة وَانتصر الضعفاء بقوة بأسِهم وحججهم.
على بايدن إن كان جادًّا أن يصارِحَ أدواتِ بلاده من الأنظمة في الإقليم بأن تداعيات هذا الفشل والحمق الذي أحدثوه يضر بمصالح ومستقبل بلاده في المنطقة، كما عليه أن يذكّرَهم كسابقه بحجمهم وأدوارهم الذي يجب أن لا ينسوها، وأن لا يكونوا أشدَّ كفراً وَنفاقاً وعدائية مِن سادتهم وَرعاة نعمتهم.
وعلى قاعدة العبد يقرع بالعصا التي انتهجها ترامب تجاه هذه الأنظمة، على بايدن أن يفعل لتستقيمَ ظهورُهم له وَيهيئَهم لخطة إنقاذ شاملة تبدأُ من الاعتذار لشعب اليمن على كُـلّ ما اقترفوه بحقه، شرط أن لا يكونَ هو الآخر بذات الغباء في قراءته وَسوء تقديره للمشهد اليمني الذي تجلى بعد ستة أعوام من الصمود.